انطلاق مركب شراعي علمي لدراسة تلوث أعماق البحار

فلوريان‭ (‬فرنسا‭) (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬انطلق‭ ‬المركب‭ ‬الشراعي‭ ‬العلمي‭ “‬تارا‭” ‬الأحد‭ ‬من‭ ‬ميناء‭ ‬مدينة‭ ‬لوريان‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬فرنسا،‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬تمتد‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬فهم‭ ‬أثر‭ ‬التلوث‭ ‬البشري‭ ‬على‭ ‬أعماق‭ ‬المحيط‭. ‬وصُمم‭ ‬هذا‭ ‬المركب،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬السكونة،‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المستكشف‭ ‬جان‭ ‬لوي‭ ‬إتيان‭. ‬وقد‭ ‬غادر‭ ‬الميناء‭ ‬الفرنسي‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬التصفيق‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬احتشدوا‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬لتحية‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرحّالة‭ ‬الباحثين‭. ‬وقال‭ ‬المدير‭ ‬العلمي‭ ‬للمهمة‭ ‬كولومبان‭ ‬دو‭ ‬فارغاس‭ ‬إن‭ “‬جمال‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬الاستكشافية‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬سنجده‭”.‬

وترمي‭ ‬المهمة‭ ‬بحسب‭ ‬دو‭ ‬فارغاس‭ ‬إلى‭ ‬درس‭ “‬التنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭ ‬عند‭ ‬الواجهة‭ ‬بين‭ ‬البحر‭ ‬والبر‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الأوروبي‭”‬،‭ ‬بهدف‭ “‬إكمال‭ ‬قطع‭ ‬الفسيفساء‭ ‬الكبرى‭ ‬للمحيط‭” ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬المركب‭ “‬تارا‭” ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭.‬

وخلال‭ ‬مهماته‭ ‬الاستكشافية‭ ‬السابقة،‭ ‬سحب‭ ‬المركب‭ ‬الشراعي‭ ‬العلمي‭ ‬مئات‭ ‬العينات‭ ‬من‭ ‬الأجسام‭ ‬البحرية‭ ‬المجهرية‭ (‬بينها‭ ‬فيروسات‭ ‬وجراثيم‭ ‬وحيوانات‭)‬،‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬من‭ ‬أعالي‭ ‬البحار‭. ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تهتم‭ ‬كثيراً‭ ‬بالأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬الساحلية‭ “‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬كثيراً‭ ‬وتتمتع‭ ‬بغنى‭ ‬كبير‭”‬،‭ ‬وفق‭ ‬الباحث‭.‬

ويشارك‭ ‬في‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تستمر‭ ‬حتى‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬مئات‭ ‬الباحثين،‭ ‬بإشراف‭ ‬مختبر‭ “‬إي‭ ‬ام‭ ‬بي‭ ‬ال‭” (‬المختبر‭ ‬الأوروبي‭ ‬للبيولوجيا‭ ‬الجزيئية‭) ‬الذي‭ ‬يتخذ‭ ‬مقرا‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬هايدلبرغ‭ ‬الالمانية‭.‬

وستجمع‭ ‬المهمة‭ ‬خلال‭ ‬مهمتها‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬120‭ ‬موقعاً‭ ‬ساحلياً‭ ‬في‭ ‬46‭ ‬منطقة‭ ‬تابعة‭ ‬لـ22‭ ‬بلداً‭ ‬أوروبياً،‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2023‭ ‬و2024‭.‬‮ ‬

وتكمن‭ ‬ميزة‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬وبحوراً‭ ‬عدة‭ ‬تشمل‭ ‬المانش‭ ‬والشمال‭ ‬والبلطيق‭ ‬والمتوسط،‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬أوسع‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ “‬تريك‭” (‬ومعناها‭ “‬اجتياز‭ ‬السواحل‭ ‬الأوروبية‭”).‬

وأبعد‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬استكشاف‭ ‬التنوع‭ ‬الحيوي،‭ ‬ترمي‭ ‬المهمة‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬درس‭ ‬كيفية‭ ‬تفاعل‭ ‬الملوثات‭ (‬بينها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬المبيدات‭ ‬الحشرية‭ ‬أو‭ ‬الأودية‭ ‬أو‭ ‬المنتجات‭ ‬الكيميائية‭) ‬مع‭ ‬التنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭.‬

ومن‭ ‬أهداف‭ ‬المهمة،‭ ‬وضع‭ ‬خريطة‭ ‬لمسببات‭ ‬التلوث‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الساحلية،‭ ‬ومراقبة‭ ‬كيف‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬الجرثومي،‭ ‬وقف‭ ‬مديرة‭ ‬المختبر‭ ‬في‭ “‬اي‭ ‬ام‭ ‬بي‭ ‬ال‭” ‬فلورا‭ ‬فنسان‭.‬

مشاركة