واشنطن- مرسي أبو طوق – القاهرة -مصطفى عمارة
انتقدت الولايات المتحدة الإثنين قرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها، معتبرة أن الرئيس بشار الأسد لا يستحق تطبيعا للعلاقات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتل للصحافيين «لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادتها إلى جامعة الدول العربية في الوقت الحاضر».
وأضاف «ما زلنا نعتقد أننا لن نطبّع علاقاتنا مع نظام الأسد ولا ندعم حلفاءنا وشركاءنا في القيام بذلك».
أعربت الولايات المتحدة مرارًا عن معارضتها للمصالحة مع سوريا، ويحظر قانونها المحلي أي مساعدة لإعادة الإعمار من دون محاسبة على الانتهاكات خلال الحرب.
لكن جامعة الدول العربية صوتت الأحد لصالح استئناف نشاط سوريا، ما يعني اقرارها فعليا بانتصار بشار الأسد في الحرب التي أودت بحياة نصف مليون شخص وشردت نصف السكان منذ عام 2011.
وقلل المتحدث باسم الخارجية الأميركية من أهمية الخلافات مع الدول العربية، مشددا أن واشنطن لها أهداف مشتركة مع العديد من شركائها العرب بشأن سوريا.
وقال فيدانت باتيل «نتشارك في عدد من الأهداف مع شركائنا العرب في ما يتعلق بسوريا، من بينها التوصل إلى حل للأزمة السورية يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254»، في إشارة إلى القرار الدولي لعام 2015 الذي نص على خارطة طريق للانتقال السياسي.
وأكد أن الولايات المتحدة ستعمل أيضًا مع شركاء عرب على توسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين ودعم الاستقرار لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.
فيما أكد مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية لمراسل -الزمان- في القاهرة امس أن الجامعة العربية تلقت معلومات مؤكدة بأن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يحضر القمة العربية المقبلة بالرياض بعد تلقيه دعوة من المملكة السعودية بحضور المؤتمر، لكن السعودية لم تعلن حتى الان انها أرسلت دعوة للاسد، كما أن الأمين العام لجامعة الدول العربية على استعداد لإستقبال الأسد في الجامعة أو الذهاب إلى دمشق إذا تطلب الأمر ذلك بعد إستعادة سوريا لمقعدها بجامعة الدول العربية.
في السياق ذاته كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن اتصالات جرت في الأيام الأخيرة لترتيب لقاء بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأسد، وأضاف المصدر أن هذا اللقاء سوف يكون له انعكاساته الإيجابية على سوريا والمنطقة، لاسيما أن القاهرة ترى أن مواجهة التدخلات الخارجية في سوريا وعلى رأسها إيران لن تأتي من خلال القطيعة مع النظام السوري وإنه كلما تقدمت الدول العربية خطوة تجاه سوريا ابتعدت خطوة عن إيران .
فيما كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن المؤسسة العسكرية المصرية لم تكن راضية عن قرار الرئيس السابق محمد مرسي بقطع العلاقات مع سوريا نظرا لأهميتها بالنسبة للأمن القومي المصري وأنها أبلغت السفير السوري بالقاهرة وقتئذ أن التعاون المصري السوري سوف يستمر خاصة في المجال الأمني بغض النظر عن هذا القرار ، وفي أول تعليق له على عودة سوريا للجامعة العربية كشف د. عبد الستار الجميلي الأمين العام للحزب الإشتراكي الناصري بالعراق في تصريحات خاصة للزمان أنه التقى في لقاء منفرد مع الرئيس بشار الأسد أثناء زيارة وفد من الأحزاب الناصرية لسوريا حيث أبلغ د. عبد الستار الجميلي الرئيس السوري أنه متحفظ على النفوذ الإيراني بسوريا في ظل تطلعات النظام الإيراني بسط نفوذه على المنطقة العربية إلا أن الرئيس بشار الأسد أبلغه أنه يعلم تمام العلم وجود أجندة لإيران في سوريا والمنطقة إلا أنه لن يمكن إيران من السيطرة على سوريا وأن الإيرانيين لا يمتلكون منشآت أو مؤسسات رغم تواجدهم في سوريا. وأضاف أن استعانة سوريا بإيران كان نتيجة لتخلي العرب عن سوريا في محنتها .
ومن جهتها قالت السفيرة منى عمر مساعد وزير الخارجية للزمان أن قرار عودة سوريا للجامعة يسهم في إبعاد الأطراف الخارجية التي أشعلت الأزمة ولفتت أن الدول العربية لديها دور كبير في عودة الأمور إلى طبيعتها خاصة الدول القريبة من سوريا والدول ذات الإمكانيات الكبيرة خاصة فيما يتعلق بإعادة المنشآت والأبنية التي تم هدمها خلال الحرب .
وفي المقابل أعرب معارضون سوريون عن استيائهم لقرار الجامعة بعودة النظام إلى الجامعة رغم أن سلوكيات النظام لم تتغير، وقال المحلل السياسي السوري سامر فليوي أن عودة سوريا للجامعة العربية هي مكافأة للنظام وتشبيع النظم الديكتاتورية لارتكاب مجازر والإفلات من العقاب وأضاف أن المشكلة لا تزال قائمة ما دام بشار الأسد في الحكم، فيما اتهم المعارض السوري سمير بشار السعودية بانها عقدت مع إيران صفقة تسمح لها بالخروج من حرب اليمن على حساب الملف السوري. وكانت المعارضة السورية متشرذمة وموالية للاقطاب الدولية في معظمها طوال الحرب. .