منتظر الخزاعي
كندا-
الموظفون المحليون في القنصلية العراقية في تورنتو يتمتعون بأخلاق مهنية عالية، ويحترمون المراجعين ويسهلون امورهم ، ويشعرونهم انهم في بيت عراقي ، في حين يخرج فجأة موظف من طاقم الخارجية العراقية مُنسب للعمل في القنصلية بلهجة متعجرفة وبصوت مرتفع كأن المراجعين عبيد في بيت أبيه او او انهم متهمون بقضايا جنائية، واغلبهم ممن تجاوزت اعمارهم السبعين والثمانين ايضا
في منظر يتكرر كل يوم ولايمت بصلة الى شعارات الحكومة العراقية خارجيتها المصونة
امام الخارجية العراقية احد امرين ، اما ان تفتح دورات تدريب بالتعامل المهني الاخلاقي لموظفيها في بغداد على ايدي مدربين اجانب قبل ارسالهم الى العمل في بعثاتها بالخارج او ان ترسلهم الى دورات تدريبية في البلدان التي يوفدون للعمل فيها ، وربما هناك خيار ثالث هو ان يتعلموا الاسلوب اللائق من الموظفين المحليين .
ابسط اعراف البروتوكول والالتزام المهني هو ان يحمل الموظف على صدره باجا يحمل اسمه وعنوانه الوظيفي ، لكن يبدو ان ذلك بعيد جدا عن موظفين من نوع ذلك المنفلت المستهتر الذي يرهب المراجعين
العراقيون فرحوا لأن الخارجية افتتحت قنصلية في تورنتو لكي يوفروا الجهد والوقت والمال ولا يقطعوا مئات الاميال الى مدن اخرى في كندا ، لكن القنصلية لا تزال لا تقدم الخدمات المتكاملة ، فمعاملة اصدار جواز السفر تتطلب الذهاب الى السفارة العراقية حصرا في اوتاوا ، ولا بأس في ان يكون الاصدار النهائي من هناك ، لكن على الاقل ان تقوم القنصلية في تورنتو باستلام المعاملات والتكفل بارسالها الى مرجعيتها الوظيفية في العاصمة.
هناك مسخرة اخرى ، لا احد يجد لها تفسيرا ، وهي ان الرسوم يجري طلبها بعملة الدولار الامريكي حصرا وليس بعملة البلد الذي تعمل فيه السفارة، ونراهم يطلبون عشرين دولار على تصديق شهادة الحياة ، ولا يقبلون ما يعادلها بالعملة المحلية
طبعا هناك باعة دولار مع فرق تصريف عالي في باب كل قنصلية عراقية في اية دولة بالعالم .
اساسا رسوم العشرين دولارا لا تناسب الخدمة المفروض ان تقدمها البعثات العراقية للمواطنين والمتقاعدين خاصة الذين يتسلمون رواتبهم التقاعدية بالحد الادني المضحك وتكون اية رسوم ثقلا عليهم . والمصيبة المضحكة المبكية ان الرسوم تذهب الى الضرائب العامة في العراق ، وخزينة الضرائب سرقوها ولا تزال اموالها في جيوب مجهولة بالرغم من القبض على حرامي واحد اضطروا لاطلاق سراحه في ظرف ايام، لأن اللصوص الكبار ترتعب من ان تكون هناك صحوة ويتم كشف المستور.