الوطن والمواطن والوطنية

عندما نريد ان نسأل انفسنا سؤالا ونقول ماهو الوطن ومن اين جات هذه الكلمة أو هذا المصطلح؟ فالجواب انها جاءت من الفعل (وطن او أستوطن) أوطن الارض فوطنها او استوطنها و اتطنها أي اتخذها محلا ووطنا ومستقرا، فالوطن هو بقعة من الارض التي يسكنها الانسان ويستقر فيها او يستوطنها فتسمى وطنا ومجموع البقاع التي سكنها الانسان تسمى اوطان وهذه الاوطان لها حدود طبيعية كالبحار والانهار والجبال والغابات او حدود اصطناعية من عمل الانسان وتكون مؤشرة على الارض والخريطة حتى تكون معلومة لدى العالم وقد تطورت هذه الاوطان واصبحت دولا تم الاعتراف بها ودخلت تحت لواء منظة دولية هي منظمة الامم المتحدة وفروعها المنتشرة في بعض دول العالم وهذه المنظمة لها قوانين تسري على جميع دول العالم لكي تنظم العلاقات على اختلاف انواعها بين هذه الدول، ولا يجوز لأي دولة من هذه الدول ان تتجاوزها، وان حصل تجاوزا من احدى هذه الدول فسوف تترتب عليها عقوبات تفرضها المنظمة الدولية، من خلال ما تقدم عرفنا ماهو الوطن

اما المواطن فهو الانسان الذي يسكن على ارض الوطن  ويتربى ويترعرع على تربته ويكون اسرة ومجموع الاسر تكون المجتمع ومجموع المجتمعات تكون المجتمع الاكبر الا وهو ابناء الشعب او ابناء البلد الواحد، فبلدنا العراق قد تميز عن بقية الاوطان في المنطقة أي منطقة الشرق الاوسط وذلك بتنوع المكونات في هذا البلد، فقد سكنت على ظهر تربة هذا البلد مكونات مختلفة من ناحية عرقية ودينية كالعرب والاكراد التركمان والأثوريين والشبك وغير ذلك من المكونات، اما الجانب الديني كالمسلمين والمسيحيين والصابئة والايزيديين والى اخره، وقد تميز هذا البلد بمميزات اخرى الا وهي تنوع تضاريسه كالجبال والسهول الاهوار، فقد عاش العرب والاكراد والتركمان والأثوريون والشبك منذ الاف السنين على تربة هذا البلد متحابين متآلفين فيما بينهم رغم اختلاف اعراقهم واديانهم ومن مميزات هذا البلد الاخرى هي خصوبة تربته ووجود النهرين الخالدين دجلة والفرات فيه ووجود المعادن الكثيرة في باطن الارض كالنفط والكبريت والغاز وغيرها من المعادن الاخرى.

اما الوطنية: فهي الشعور المتجانس الذي يربط بين ابناء هذه المكونات الا وهو حب الوطن والايمان به، فالوطنية هي الحب المتبادل بين ابناء هذا البلد الواحد مهما اختلفت اعراقهم واديانهم  فهناك علاقة بين الوطن والمواطن وهذه العلاقة هي علاقة روحية، فالوطني هو الذي يحب وطنه ويضحي من اجله بالغالي والنفيس، فحب الوطن يستدعي من المواطن ان يعمل باخلاص ونزاهة وان يحفظ الامانة من اجل بناء وطنه وتقدمه في كل النواحي، فالمطلوب من المواطن اذا كان قائدا سياسيا ان يكون مثلا وقدوة للأخرين، واذا كان موظفا عليه ان يلتزم بالقوانين والانظمة، والعامل والفلاح والمواطن البسيط يجب عليهم ان يخلصوا في اعمالهم من اجل زيادة الانتاج والانتاجية والطالب عليه ان يجد ويجتهد من اجل بلوغ هدفه في الحياة حتى يكون عضوا نافعا ومنتجا في البلد واذا تعرض الوطن لاي اعتداء خارجي فعلى الجميع ان يلبوا نداء الوطن من اجل الدفاع عن ترابه وعزته وكرامته.

ففي بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ظهرت محاولات محمومة ومسعورة جاءت من خارج الحدود واستخدمت عناصر ماجورة ومريضة فاشاعت القتل والرعب والتدمير بطرق مختلفة مثل استخدام السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاسلحة الكاتمة للصوت ثم استخدمت الطائفية السياسية لتخريب اللحمة الوطنية وتقسيم البلد الى اجزاء متعددة التنفيذ اجندات سياسية خارجية ولكن هذا لن يتم بفضل الوعي الذي يتمتع به ابناء البلد وقوة الارادة الوطنية والايمان بالله سبحانه وتعالى والإيمان بالعراق الواحد الموحد.

سمير الدليمي