الوثائق الصادرة عن المهرجانات والندوات – نصوص – رزاق إبراهيم حسن

تلك الكتب

الوثائق الصادرة عن المهرجانات والندوات – نصوص – رزاق إبراهيم حسن

تواصل المهرجانات والندوات الادبية والثقافية انعقادها في اغلب المحافظات العراقية، وهناك مهرجانات وندوات تعقد في مدن عراقية لا تحسب على المحافظات مثل مدينة سوق الشيوخ وغيرها، وتطرح هذه المهرجانات والندوات في اغلب الاحيان ظواهر وقضايا صالحة للنقاش والمتابعة والاستنتاج، يمكن عند مناقشتها ومتابعتها والتأمل فيها ان تتولد عنها قضايا وظواهر جديدة او قابلة للنمو والتطور، او تتولد عنها قضايا وظواهر لا تصلح لما هو عام، ولا تصلح لغير الظروف التي طرحت فيها، وهناك قضايا وظواهر يمكن ان تغير من سياق واهتمامات الادباء والكتاب فيها، وان تكون منطلقا نحو التجديد في واقع المهرجانات والندوات الادبية والثقافية، ذلك ان المهرجانات والندوات ليست وليدة نفسها ولا تقوم بذاتها، وانما هي تأخذ موضوعاتها من الحركة الادبية والثقافية، ومن متعلقاتها وتداعياتها ومن حضورها في الحياة، ومن المؤثرات الاجتماعية والثقافية، ومن طبيعة الظرف ومن المطروح في كل ذلك في نتاجات الادباء والكتاب، وكلما كان المطروح في الندوات والمهرجانات حيويا وفاعلا كان دافعا للحوار والنقاش والاستنتاج. وقد كان التعامل مع الندوات والمهرجانات محكوما بالمدة التي تعقد فيها وما يطرح ويناقش من ظواهر وقضايا ولا يتم التواصل معها خارج حدود انعقادها، وكانت وما تزال تعامل بوصفها جزيرة مستقلة عن بعضها بعضا حتى وان شارك فيها ادباء وكتاب من ذوي الاهتمامات والتوجهات المشتركة، ومن الذين شاركوا فيها بصفة نقاد ومبدعين، وحضروا اغلب جلساتها وفعالياتها ومع ان المهرجانات والندوات تفرز وتعزز قضايا ضعف وتراجع ادوار الاتحادات الادبية فيها، والاتحادات التي تفوقت على غيرها في اهمية هذه الوثائق، وما الذي حققته الوثائق نفسها للحركة الادبية والثقافية من اضافات ومن مؤشرات مستقبلية مهمة ويقع ضمن اطار ذلك دراسة عمليات طبع ونشر هذه الوثائق. ما الذي حصل لها وهل يمكن جعلها بعيدة عن تدخل السلطة، وما الذي ارادته الحكومات المحلية من هذه العمليات؟ ولماذا كان توزيع هذه الوثائق محدودا وكان محددا بظرف الندوة او المهرجان، ولا يتجاوز ذلك كثيرا، ومن المهم ان يقدم كل اتحاد تجربته في طبع ونشر وتوزيع ما يتعلق بندوته ومهرجانه من وثائق كما ينبغي ان تدرس موضوعات الندوات والمهرجانات هل كان اختيارها صحيحاً؟ وهل كانت ضرورية ومطلوبة؟ وكيف نحصل على ما هو ضروري من الموضوعات؟ واين نحن من التجارب العربية والاجنبية في اقامة الندوات والمهرجانات؟ واين القصور في ذلك؟ وهل عرف العراق نموذجا جيداً وظواهر عدة، الا اننا نحاول ان نضع اليد على ما يجمع بينها، ويوثق فعالياتها، وما طرح فيها، ويجعلها صالحة لما هو مشترك، وصالحة للأفضل من النشاطات الادبية والثقافية، ووضع اسس ومعايير مشتركة للندوات والمهرجانات تعزز من قوة انشداد الادباء والكتاب إليها، ومن دورها في الواقع الادبي والثقافي. وتجسيدا لذلك فقد وجدنا ان الوثائق الصادرة عن هذه المهرجانات والندوات هي من افضل ما يمثلها، ولاسيما ان حضورها منفردة ومجتمعة اصبح من المتعذر على التحقيق بعد ان مرت سنوات عدة على انعقادها، وبعد ان عاشت اثناء التحضير والانعقاد ظروفا مختلفة. ولكي تدرس هذه الوثائق ضمن اطار الوحدة الثقافية العراقية وعناصرها الجامعة بينها، فأن من الضروري ان تعقد ندوات يشارك فيها الاتحاد العام للادباء والكتاب وما هو قائم من المؤسسات الثقافية، حيث تتناول تاريخ وواقع هذه الوثائق، وما حصل من تطور فيها، وما تسرب اليها.