الواقعية الإنتقادية تجيب عن المعادل الموضوعي – نصوص – ‮ ‬حميد الحريزي‮ ‬

دراسة نقدية للتوأميـــن عين الدمية والجهات الأربع          3-3

الواقعية الإنتقادية تجيب عن المعادل الموضوعي – نصوص –  حميد الحريزي

حولات مصائر الاشياء من حال الى حال  حسب متطلبات الوضع السياسي والاقتصادي كل ما اعلمه ان مصيركم يؤول الى آلة الثرم لتتحولوا الى عجينة تصنع منها اشياء اخرى ربما ابريق او شبشب او مرحاض اطفال فانتم بعد الثرم لاتصلحون لصناعة زهور مزيفة او اسلحة كما يجب، تلك الاشياء تتطلب مادة بكر وليست معادة التصنيع.222

انتشار العنف  وثقافة الحرب والقتل والدعوة لها من خلال الفضائيات والمنابر  وحتى المدارس ادت  الى ترسيخ  ثقافة العنف في ذهنية الاطفال   وهذه هي الاجابة على السؤال عن سبب انتشار  موجة العنف  والموت وهنا ربما تبرز روحٌ إنتقادية أخرى ليرمي النص إلى ماهوأبعد من ذلك وهو نقد الطبقة السياسية التي جاءت عبر إرادات أخرى وكانوامثل دمى بائرة في الدكان الذي يرمز للوطن وإن الشعب الذي هو مصدر السلطة ربما سيقرر أن يحيلها إلى سيرتها الأولى مجرد مواد خام لا تصلح إلا لتكون أشياءً تافهة  مثل شبشب أو مرحاض أطفال.

 لااجد تفسيرا لرغبة الاطفال من الاناث والذكور بشراء الاسلحة والمفرقعات في حين كان الاجدر بهم اقتناء الدمى بينما كان الكبار مواضبين على شراء الازهار المزيفة .224

نعم  افتقدنا  العفوية والطيبة وبساطة الاطفال والدمى الجميلة المسلية  ولازال ليل  الفساد والارهاب والخراب هو المهيمن على  حياتنا في بلد ارض السواد والذهب الاسود وربما هو استدراك استفهامي حول غرابة استشراء السلاح بيد من لا نضج له  بينما تكون النخب قد خدعت نفسها بقيم زائفة وأهداف لا قيمة لها في الحياة.

ومن ثم فإن الفقرة التالية تعبر عن نبوءة حتمية تتحدث عن سقوط دمى الغرب تباعا وافتضاح أمرها مخلفة وراءها فوضى عارمة في البلاد وليل  لازال لم يطلع فجره بعد وهي إشارة إلى التوق للتحرر والبناء بروح الإخلاص للوطن.

استمرت الدمى تهبط من رفوفها الى حضيض الدكان بفوضى عارمة واستمر الكابوس على مدى الليل الذي طال ولم يطلع فجره بعد .225

نظارة سوداء ص 54

لابد اذن من تحمل عسف سلطة المخرج ذلك المستاسد في المسرح والمضي قدما بتلقي سياطه ونظراته الشزرة وتهديده المبطن ان لم تمتثلآه ان لم تمتثل ستكون على قارعة الطريق .55

مسرحية الاعمى لمخرجها السلطوي الذي لايقبل باقل من الامتثال دون مناقشة .56

تحت ضغط متطلبات العيش وارتهانات العيش تجعل الانسان لعبة بيد من يمتلك المال ومصادر الرزق ، مرة خوفا من السلطان  ومرة خوفا من ص ابة التسليب ، هكذا يمكن  ان يستسيغ الانسان  تمثيل دور الاعمى !!!!!!

صديقي الابلق ص .88

لو لم  يكون الانسان قابلا التدجين والخضوع والانصياع لقوة او سلطة الاب  او الكاهن او الشيخ والشرطي والمعلم والحاكم في مجتمع تسلطي لما شهد العالم أي نوع من الديكتاتورية والاستبداد كما هي حال  هذا الحالم بحمار ابلق   في زمن الديكتاتورية . منذ باكر عمري كنت  كالحمار اوجه الى الوجهة التي يريدون وما املك غير الانصياع.88

لم يرَ مالكو البساتين او الفلاحين أي  قدرة على رفض عبث عساكر الحاكم ((حامي حمى الوطن والمدافع عن شرف الحرائر   رغم انهم يتحولون الى وحوش بوجه من  تسول له نفسه سد رمقه  من رطب البستان وربما هي كناية عن عسف سلطة العسكرتاريا وبحجة حماية الوطن يجري تخريبه .

كانوا يكشرون بوجه أي غريب ينتهك نخلاتهم البعيدة عنا ولكنهم يبتسمون للجنود وهم يخبربون بساتينهم ولما انتهى تنظيم وحدتنا العسكرية كان البستان بلقعا ينتشر فيه الخراب ويغزوه اليبس.90

امنيتي ان امتلك حمارا ابلقا .91

وقد استطاع تحقيق امنيته بحصوله على هذا الحمار هدية  على اجادته صعود النخل من قبل مالك البستان (حسن دمعة، ليجر عربة  في سوق الخضار ،واقبال اصحاب  العلوة على استئجاره ، فتنعم  الحمار وصاحبه بمخلفات الخضار التالفة .

افكر جديا بمشاركته بغنائمه رحت ابحث وسكيني بيدي عن انصاف تفاحات وانصاف باذنجان وبعض البطاطا نصف الفاسدة عدلت امي قدورها وفكرنا ان نشتري طباخا غازيا بدل (الجولة وكان رفاها لم يعهده بيت امي من قبل.92

سيادة الرعب والخوف والريبة  من قبل السلطة  الحاكمة  وانتشار وكلائها مما جعل صاحب العلوة يشك في  صاحب العربة كونه من رجال الامن  فاجزل له العطاء وامر الجميع بمعاملته معاملة خاصة تجنبا لشره وهي إشارة إلى العمى الموضوعي والإرتباك الذي يسود سلوك الفاسدين.

كان صاحب المكتب يحذر رجاله وبحثهم على الانتباه لاخطار متوقعة قد يتسبب بها صاحب الحمار الابلق.93

 اكتشف امر اهتمام  صاحب السوق  به  فراقت  له اللعبة ليحافظ على مكسبه، ومصدر رزقه  ولتكن النتائج ماتكن ، مفرطا  بسمعته ونقائه  بين الناس باعتباره جاسوسا للسلطة الكريه من قبل عموم الناس استجليت الامر واكتشفته وراق لي ان امثل هذا الدور وليحدث ما يحدث.94

لازلت ودودا مع حماري الابلق وهو كذلك بعد ان تنازلت له عن حصتي من الغنيمة وانا اعلم جيدا انه لم يمنحني وده دون مقابل،  لاشيء دون مقابل حتى لو كان من حمار.94!!!

الخندق ص .95

قصة الخندق

هل من صـــــورة اكثر ايلاما وقتامة  مما عرضه القاص في  قصة الخندق ص 95؟.

 نعم ان  معناة العراقيين من حروب العبث والمغامرة لايمكن احصائهافهي اكبر من ان توصف  وقد دامت لاكثر من عقد من الزمان ، وذهبت ضحيتها  مئات الالاف من  الارواح ولا زالت اثارها قائمة حتى الان .

فكرة واحدة ترتطم ككرة في رأسي منذ سوقي الى الحرب كواحد من تعساء اربعة أجيال تعيسة فاجأتها الحرب على دروب الحياة التي لم تكن واضحة المعالم في يوم ما.95

هل يمكن الاستغاثة بأفعى، نعم يصح ذلك في الحرب.96

قال العريف عبد : لا اريد ان يلفونني بعلم مبقع الالوان يسلمون جثماني الى امرأتي التي لم انجب  منها بعد الا نجم ونجمة.98

رايت ذلك بعيني كانت وليمة للكلاب تلك الجثة تقضمها الكلاب قليلا قليلا.99

ما انعسنا وشعبنا  يعيش مآسي الارهاب ما بعد ((التحرير وشمولنا برياح التغيير  بقيادة امبراطورية  امريكا  فبدت مآسي  الديكتاتورية باهتة مقارنة مع  ما تفعله ذئاب الارهاب  وقطعان الطاعون الداعشي الاسود .

ثمن الحرية البخس ص 124

تبادل السجن بين الانسان والعصافير ، فالعصفور يفقد ذاكرته عند الجوع129 فيدخل  قفص الصياد مقابل حصوله على حبات الطعام ،فكانت حرية الناس وحرية العصافير مصدر رزق الصياد في زمن اللاقانون واللاعدل فك رقبة ياسيدي، اطلاق سراح ص فور بألف دينار لعل  الله ينظر بعين رعايته للسجين ويطلق سراحه.127

انا لا املأ  قفصي بلص افير بسهولة ، انا انفق الكثير لكي اتي بها الى هنا  وانت تعلم ام الص فور صار اكثر حذرا من ذي قبل ، ولكن الحاجة الى الطعام اقوى من الحذر انها ارزاق ياسيدي ان للحرية ثمنها، لاشيء دون مقابل 128

الكل يمكن ان يكون داخل السجن وتصادر حريته مهما كانت طائفته او قوميته فالظلم بلا دين  وبلا قومية هذا ما فهمه  موظف السجن من خلال مطالعته للملف الاول.

الملف الاول  ذهل حين قرأ اسم السجين (علي حسين مهدي فقد كانت حروفه الاولى ذات حروف اسمه (عمر حامد مصطفى.129 نظرة انطباعية ص .  137لازالت ذاكرة احرار العراق  الشرفاء تستذكر نزاهة وصدق واخلاص الزعيم عبد الكريم قاسم ابن العراق البار حقا وفعلا ، حيث خطى العراق خطوات عملاقة في غضون حكمه الذي بلغ اربع سنوات رغم انها  غير مستقرة  في كافة المجلات الاقتصادية والثقافية والصناعية، ولم  تثن له الوسادة  حيث استكلبت عليه  قوى الرأسمال العالمي واذنابها من الرجعية المحلية والعربية والدينية المتخادمة مع قوى الاقطاع وشركات النفط  الاحتكارية  .

تخيلت بغداد لو لم يدفع العالم الحر بماجوريه لقتل الزعيم الاول ، الذي كان ينفق راتبه البائس على شراء صحن كباب وما تبقى يتبرع به للبؤساء من شعبه.139

فماعسانا ان نقول وقد بلغ ثراء الطبقة السياسية الحاكمة الان  حدا غير مسبوق عن طريق عمليات النهب والفساد والرواتب والمخصصات الضخمة ، وتدهور غير مسبوق في كافة الخدمات بالاضافة الى فقدان الامن والامان العربة ص .170

 الفقراء لم يحصلوا على اية  منفعة من الاحتلال ومابعده ، بل انهم بقوا يدفعون ضريبة تعثر هذا الاشقر وبذخه ومصروفاته   ودلاله ، هذا المدلل الذي لا امل من شفائه  والذي اضاف  اثقل كاهل حمادي بالمزيد من المصروفات  واصبح  مدينا  لايعرف  كيف ومتى  سيتمكن من تسديد ديونه بعد ان اصبح حلمه  معاقا  وكسيحا !!!! هذا اختصارٌ لمحنة الوطن فالعربة هي الوطن المبتلى بطوني الأجنبي الذي لا يصلح لجر عربة الوطن وحمادي الذي يخسر كل شيء من أجل طوني الآتي من وراء البحار، يا لها من محنة والنتيجة الوطن مهمل ومركون على الهامش وما يقتنيه الوطن تذهب لمصالح طوني.

انشغل حمادي وعياله بطوني وجبيرة رجله المكسورة وعلفه من الدرجة الاولى وجلب له طبيبا بيطريا على نفقته وراح يستدين وينفق على الحصان الاشقر  الجميل الاتي من وراء البحار.175

اذا تم شفاء طوني لن تتحرك العربة الا بذبيحة لوجه الله.175-

 النسيان قد يكون نعمة احيانا  تساعد الانسان على  نسيان احداث  مريرة في حياته مما يتيح له الاستمرار بالحياة ، ولجن النسيان وفقدان الذاكرة تتحول  الى كارثة كبيرة في اغلب الاحيان، تصور انك تنسى ان النار  محرقة ، او ان السم قاتل ، او الافعى والعقرب لسعتها ولدغتها قد  تكون قاتلة فما بالك حين يصاب شعب بكامله او قل ولاة الامر  منه بقدان الذاكرة  في تعاملها مع قوى شريرة  له معها تجارب مريرة من الاذى والقهر ، هكذا كانت افتتاحية قصة ثلاجة الموتى ص .176

كنت افكر بالسمكة التي تلقفها الصنارة فتعود اختها للصنارة ذاتها وبالطعم ذاته لتلقفها، ثم اختها الثالثة، وهكذا يفاخر الصياد بمهارته ويتشبث بمكانه من النهر، تساءلت، لم يحصل ذلك ؟؟ لاذاكرة للاسماك اذن !

فكيف يسير الناس في  الشارع ذاته المزروع بالعبوات والمفخخات  وكانهم  يتعمدون موتهم ويسعون لبلوغ حتفهم

راح الموت يسير في الطرقات عاريا دون خجل بل اشد عريا مما خلقه الله ، لماذا يمر الناس في الطرقات التي يرتادها الموت الوقح فلا يعودون الا اشلاءًًًً .178 فمن عواقب حروب الديكتاتور وحروب التحرير   والارهاب ((لم تعد ثلاجة الطب العدلي تستوعب كل هذه الاعداد179 من الضحايا والمغدورين ، كل هذا  اتى  سواء بصورة مباشرة  او غير مباشر بعلم وتخطيط وارادة  اكبرامبراطورية للشر، امريكا رأس المال والاحتلال ما ان تحط اقدام امريكا في بلد حتى تمرع حقول الموت فيه .180

 وهاهم  ولاة الامر وبعض الناس تصاب بفقدان الذاكرة حالها حال الاسماك  بطلب الخلاص والنجدة من قبل امريكا لتخليصها من الارهاب  وعصابات السلب والنهب  لنعلق ثانية وثالثة في صنارتها الجهنمية دون امل بالخلاص والاستقرار والحفاظ على الارواح والثروات.  حلم وردي ص 70

اساليب عناصر امن السلطة في استدراج ضحياياهم،  باساليب خبيثة  ومنها التعاطف مع امنياتهم واحلامهم لكشف حقيقة نقمتهم وكرههم للنظام   الديكتاتوري  لانه لم يحقق لهم احلامهم((كان حلما ورديا رايت انني اسير براس مرفوع والشارع كان نظيفا والاضوية المتوهجة تنيره والناس مبتسمون.76

فوجئت بكف ثقيلة تندلق من ردن  زيتوني تقبض على معصمي ثم تنزع الوريقات المطويات مني ووراءه ثلاثة من الزيتونين بمسدساتهم النافجة وراء بدلاتهم.75

حكم مؤبد

يشعر  هذا الحالم بالفرح لانه حكم بالمؤبد وليس بالاعدام كما هو متعارف عليه كعقوبة لمن يحلم  بازالة صو الرئيس لتحل محلها اعلانات ضوئية لسلع تجارية  ولا جود  لكل رموز القهر من شرطة وامن  ومخابرات  وعسكر ماعدى  شرطة المرور؟؟؟!!!!

للاسف  هوى الديكتاتور ولكن احلامنا الوردية لم تتحق  ولم نعد نأمن على رؤوسنا الحالمة في زمن الدم قراطية !!!!

 وصف  صور  لانواع سجون الديكتاتورية السرية التي لايستدل عليها الا من قبل عناصر الامن الخاص، تركوا بعد الانهيار  حتى لاقوا حتفهم نتيجة الجوع والعطش ، والمأساة الكبرى انهم دفعوا حياتهم ثمنا لحرية من لم يتحسس ماساتهم  ، باحثا عن المال والذهب كما صورها لنا القاص في احلام ص.84  امر اثنا عشر شهر حين اصدمت سكين اللدوزر العملاقة بكتلة الاسمنت الكبيرة.87

ان  عاصفة من الخيبة المريرة اجتاحت نفس صاحب البلدوزر واخيه وولديه بينما انسلت الارواح الخمسة عشر  طائرة نحو الفضا، تم تسجيل خمسة عشر رقما لخمسة عشر رجلا مجهول الهوية !!!!

صيد الارانب ص .107

على مقربة من اكتمال بساط آماله الملون ساح لون زيتوني غامق فاتلف بساط الامال ليلة الثامن من فبراير كان الضباب يلف الحلفاية  من كل صوب110.

 اشارة واضحة الى الانقلاب الفاشي في  8 شباط1963  في ظل  ضبابية الرؤيا واختلاط الاوراق بفعل  قوى الراسمال الخارجي المتحالف مع قوى الاقطاع والرجعية في الداخل  وقد تكالبت  بعض  قوى الجهل والجريمة لمتابعة ومراقبة وملاحقة  مناهضي الفاشية من  بنات وابناء العراق  الاحرار كانت الضباع تتصيد الكلمات التي تهرب من الافواه على غير هدى لتكتب تقارير الموت، فتستطيل اسنان آلته ليفرم الضحية بدلالة فقه اللون الزيتوني.111ايام صائد الفئران ص .112ان الفئران يابني هناك تنام في مخازن الحاكم المليئة بالبطاطا البيضاء ولا تاتي هنا لاكواخنا الا من اجل تقويضها وفضح اسرارنا ولو كانت في صناديق 188.

قبضت الشرطة على صائد الفأر وهو يحوم حول مخازن الحكومة. 199

الفئران  هذه التي تعتاش على قضم واكل قوت  الفقراء   ، والاستحواذ على حقوقهم وطعامهم  في ظل هيمنة السراق واللصوص الفئران على السلطة في بلداننا، مما تجعل من صائد الفئران مطاردا ومطلوبا من قبل  اجهزة السلطة القمعية بقتله او سجنه ومضايقته بمختلف الاساليب  ، فئران السلطة لاتتخلى عن حقها في القضم  لتقع في مصائد من يلاحقونها   فكم من الفئران في بلدنا ، واظنها تحولت  الى جرذان وتآخت مع القطط السمان  في بلد البترول  والفقراء قتلة ص .120

القتل مهنة الفاشلين  هذا هو مضمون قصة القتلة ، فهذا الزميل الفاشل في دراسته والذي لايمكن ان يقبل في الكليات العلمية والادبية الراقية  يضمن له والده السلطوي المتنفذ وظيفة في اجهزة القمع  لاتحتاج الا  لاستعداد نفسي للقتل والاغتيال دون  ان يسأل عن السبب ودون  أي وازع  اخلاقي او انساني يحول دون ارتكابه لهذه الجرائم الموصى بها من قبل السلطات القمعية الاعلى  لتصفية معارضيها او لنشر الرعب والخوف بين  صفوف مواطنيها  لاحكام سيطرتها عليهمهي إدانة وفضح لأساليب سلطات القمع الدكتاتورية فكان القاص يطلق تحذيرا قويا :-

ان اعملوا على  القضاء على اسباب فشل مواطنيكم وخصوصا الشباب منهم  لانهم مولد  دائم للقتلة والمجرمين.

-السيدة ذات الوردة البيضاءص .173

لاي زمن الطغاة  والديكتاتورية العشق ممنوع ، كل فعل  مؤول  حسب  اجتهاد السلطة ومخبريها فلانة اعجب  بها  عاشقٌعن بعد  قرر ان يتواجد في المكان نفسه وفي الوقت ذاته حاملا وردة بيضاء لعلها تراه وتفهم 177. دون يفهم من هي وماذا تفعل هنا وهل هي مطلوبة من السلطات لذلك هبطت كف ثقيلة على كتفه:- تفضل معنا استاذ تعال اركب معنا في السيارة178 ليكون تحت طائلة  التحقيق وفي دائرة التهمة فلا تغفر له طيبته وحسن نواياه فكان معه ماكان مشيرا هنا إلى أن الإنسان تحت سلطة القمع يؤخذ بالظاهر ومن السهولة أن تؤول البراءة والحب إلى جريرة :-

بعد ان عصبوا عيني ذي الوردة البيضاء واخرجوه ولم يعد يجلس في كرسيه المفضل خلف السائق في باص نقل موظفي مصفى الدورة.179

بمعنى ان هذا العاشق المغفل  قد تمت تصفيته في سجون السلطة ، ومثله العشرات والمئات من المواطنين  في مثل هذه البلدان الواقعة تحت هيمنة مثل هذه السلطات القمعية والفاشية

اغتيال ص 102.

في زمن الفوضى وصراع عصابات متناحرة على المال والسلطة   ينشط عمل القتلة الماجورين ، ينفذون جرائمهم دون معرفة  الضحية واسباب قتلها بل ( اسباب القتل تتناسل كالذباب  لا احد  يهتم بالمغدور  خوفا من ان تلصق به تهمة القتل كما هو جار من قبل اجهزتنا الامنية العاجزة دوما عن كشف القاتل الحقيقي فيكون المخبر عن الجريمة هو المتهم ، تكون جثة المغدور  طعما لكلاب القرية ، الشرطة تسجل الحادث ضد مجهول ثم يقفل المحضر !! كانت الكلاب حول القرية قد حسمت امرها وبقي الكلب السائب الغريب ينتظر طامعا في جولة اخرى 106 . السر ص195  . أصبحت مقولة ((للجدران  اذان شائعة في زمن الديكتاتورية حيث  تحصى  على الانسان سكناته وحركاته ويؤخذ على الظن والشبهات ، مطلوب منه ان يسبح بحمد ونعمة  القائد والحزب  في السر والعلن رغم   ما تعانيه الناس من القهر والتعسف والظلم  والاهانة وامتهان الكرامة لابسط واتفه الاسباب  مما دفع هذا الموظف على عقد العزم ان لايستفز او ينهار الا في بيته وفي حمامه الذي اطلق عليه اسم حمام الانهيار .196 خصوصا بعد ان ((شاهد التلفاز يعرض مراهقا ضئيلا يعترف امام المحقق اللبق ويقول اناباه كان يشتم الحزب والرئيس عندما يشاهده على الشاشة الصغيرة في البيت196  . استيقظ  مرعوبا بعد إن  اوغل وتمادى في الشتم وسب الحكومة والحزب ،  نتجة نومه بفعل المخدر في  استكان الشاي الذي قدمه له  البواب خادم الحزب ، ليضبطه السيد المدير نائما اثناء الدوام الرسمي مما اعطاه المبرر لطرده من الوظيفة . هكذا تكون حثالة البرولتاريا من  الجهلة اداة خطرة وقذرة بيد مستغليها وممتهني كرامتها  فتوظف ذكاءها وفطنتها  لخدمة جلاديها  والايقاع  بمن يتعاطف مع قضيتها  ويرفض عسف وظلم الطغاة ، وان يكون  عملهم هذا تطوعيا ودون ثمن سوى رضا الحاكم ، فها هو البواب يرفض  مكافأة الرفيق المدير لايقاعه بالموظف غير المرغوب به قائلا:-

لا يســـــــــيادة المدير ، انا بخدمة الحزب 200.

فكم من خادم للحزب عانينا من شرهم واذاهم رغم تعاطفنا  ومساعدتنا لهم؟؟. مجرد دمى ص 220.

(5)

في ختام الجولة  في رحاب قصص المطلبي  الغنية في الدلالة  لمختلف نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية  ، لننتقل الى اسلوب القص  للمطلبي ،الذي يشد قارئه  للحدث  من خلال جمال المفردة وعمق المعنى

اسلوب القص لدى المطلبــي

 اغلب قصص المجموعتين  يمكن  تصنيفها ضمن  الواقعية الانتقادية ، والواقعية السردية  والغرائبية ، بعيدا عن التقريرية المباشرة  لوصف الواقع وانتقاده ،كما  في الاقزام والوباء و عين الدمية الخ . كم ان القاص  ومن اجل ان يغلق علينا باب السؤال حول المعادل الموضوعي للقص  كثيرا ما يلجأ  الى ختام  العديد  من قصصه  بالافاقة من حلم كما في حقيقة الاشياء الوباء سقوط مريع. لاحظنا ان  القاص يحاول ان  تتقدم بعض قصصه   مقدمة  تحاول  ان تشرح طبيعة  القصة وتوضح دلالتها  او وضع اقتباس لاحد الكتاب او الفلاسفة  او نص قرآني او عبارة شارحة من نفس  القصة  لنفس الغرض اعلاه كما في شطرنج نزيهة حبيبتي عين الدمية الاقزام انابيب فارغة الوباءكمن يخطف الليلة الاولى  من عروس عذراء قبل  ان يدخل عليها   عريسها ، ان مثل هذا الاسلوب يتحفظ عليه الكثير من النقاد  والادباء لانه يفقد القارئ متعة التفكر واستنتاج الدلالة وتاويل  النص السردي  ، لانه سيجد المفتاح معلقا في رقبة النص كما ذكرنا  سابقا ، قبل  ان يتلمس  ويتفكر جسد النص من الخارج والداخل . تميزت اغلب قصص المجموعتين  الا ما ندر  بدون اسماء لشخصيات الفاعلة  في القصة ، هذه ميزة واسلوب يتماشى  مع نظرية  موت البطل  في القصة والرواية الحديثة  في  العالم الاول  وهو  دلالة  على :-

اولا \ كون مثل هذه الصور والاحداث السردية  هي سمات عامة  للاغلبية  في مجتمع معين  ، لاتخص فئة او طبقة او شخص بعينه .

ثانيا\ هو منحى مؤدلج وان يكن مستترا  بالنسبة لكبار النقاد ومنظري الادب في العالم الغربي الراسمالي في محاولة  لاخفاء وجه البطل والعقل الفاعل لانه اصبح وجها قبيحا في عالم الربح والحرب والعدوان ، بالضد مما كان في عهد النهوض البرجوازية حيث كانت تناضل ضد النفوذ والاستبداد الاقطاعي  من اجل الحرية والديمقراطية  ونبذ التعصب الديني والعرقي والجنسي  حينها كان بطل الرواية والقصة  جميلا محبوبا  ومثالا للعطاء والتضحية من اجل قيم سامية ، ليس كما هو  الان   والراسمالية  تدخل اعلى مراحل  الامبريالية الا وهي مرحلة الارهابية  حيث العدوانية وسعار الربح والاستحواذ على خيرات الشعوب واستعبادها  كما لم يعد للفرد اية قيمة في ماكنة الاستغلال الرأسمالي وتسليع الانسان ضمن ثقافة استهلاكية  سائدة ، رغم انها  بنيت  على  فردانية الفرد  الانسان  وخصوصيته ((تكون استقلالية البطل النسبية مهددة اكثر فاكثر  في الوقت نفسه الذي تتطور فيه  الراسمالية  نحو شكلها الامبريالي  هذا الشكل  الذي تتناقص فيه امكانيات المبادرة الفردية الرواية والواقع – الموسوعة الصغيرة –ترجمة د رشيد بنحدو ص.128  لذلك يفترض بادباء الجنوب عموما وادباء العالم الثاني والثالث ان لاتنطلي عليهم هذه اللعبة  من قبل  منظري الادب الغربي ، حيث البطل في  بلدانهم  لازال ايجابيا  مناضلا  مكافحا من اجل استكمال سيادة  بلده والحفاظ  على ثروة  وسعادة شعبه، فالمطلوب ابراز ملامحه واسمه ليكون مثالا يقتدى به بالضد من خدم وعملاء وذيول قوى الاحتلال والاستغلال والقهر الوطني والطبقي .فلازال احرار العالم  يحملون هالات  الود والاعجاب ويتسمون باسم  الثائر جيفارا مثلا كما تميزت  قصص المطلبي بالانحياز الواعي للفقراء والمعوزين ، منحازا   بذلك لقيم الحرية  والديمقراطية  والمساواة  واحترام حرية  الفكر والمعتقد ، ومحاربة  التعصب باختلاف اشكاله ومصادره ، تتجسد في قصصه ادانة صارخة ضداطماع قوى الراسمال  العالمي المجسدة في شركاته البترولية الاحتكارية ،  وادانة  هادرة  ضد تعسف وقهر  الحكام  خدم وتوابع قوى الاحتلال والاستغلال كما انه لايغفل الدور القذر الذي تمارسه حثالات اجتماعية مقهورة  غير واعية ، لتقدم خدماتها للقوى الفاشية والديكتاتورية لتكون سوطا مؤذيا بيد جلاديها ضد القوى المدافعة عن حقوقها  وتحاول  انتشالها من القهر والذل والعبودية ضمن مجموعة شرفة على الجهات الاربع مجموعة من القصص القصيرة جدا، كانت في غاية الابهار والتكثيف والايجاز وعمق الدلالة مما يدل على اجادة الاديب المطلبي الكتابة في هذا  الاسلوب القصصي الممتع  كما في مرتابون ص 157  والكلاب لا تأكل بعضها ص 159  داجن 161 اقفاصص 162 تستحق هذه القصص دراسة  خاصة  لجمال الصياغة وعمق الدلالة  وقوة الملاحظة  للحيوانات كرمز سردي قوي الدلالة  حضورا مميزا في المجموعتين  مثل الكلاب ، القطط، الحمير ، العصافير، السحالي ، الضب  استطاع القاص توظيفها بحنكة وابداع وفطنة  دالة على  فهم ودراسة  سلوكيات واساليب حياة ومعيشة هذه الحيوانات وعلاقتها بالانسان والبيئة  القاص المطلبي شاعر متميز  ومجيد  لذلك   يتحسس القارئ لغة  شعرية جميلة وصور  وصفية  غاية في البلاغة والدلالة  لاتتيسر الا لخيال واسع  وشاعر متمكن ، المجموعتان تتسعان للمزيد  من الدرس والتحليل  لغويا  وسميائيا  وبنائيا  يمكن ان يكون مؤلفا كاملا ربما تتاح لنا او لغيرنا من النقاد او عشاق الادب القيام بهذه المتعة النقدية اثناء التجول في رياض  المجموعتين الرائعتين فالف تحية حب وتقدير وانحناءة اعجاب للاديب المطلبي  وتوأميه  القصصيتين الرائعتين  اللتين اتحفنا بهما بكرم  وابداع مبهر فهو  محب  موله بالجمال و الجمال يصنع الحياة كما يقول دستوفسكي .