الواعظ ليس بمتّعظ
الموعظة ، عنوان كبير وواسع وهو مبدأ نتعلم وننهل منه ما هو يقوم سلوكنا وافعالنا وحركاتنا ، فتارة تجد ان الموعظة تؤثر وبشكل كبير فتكون ذات فعالية بحيث اتت اكلها .
ولكن ! ما انتشر في هذه الايام في مجتمعنا بان الافكار والمبادئ والتعـــــــــاليم والمواعظ التي يأتي بها الواعظ فهو ضدها ولم يطبقها على نفسه ، ولكن يأخذ دور المنظر الذي يسلط لسانه على الناس ويأخذ دوره بالموعظة ، واذا بالنتيجة تكون مواعظه فارغة من المحتوى لانه ليس بمرتديها ولم يؤمن بها ويتبع اضدادها.
وما أنتشر اليوم في مجتمعنا، هو تسويق الواعظ نفسه الى الناس عن طريق خطبه وإرشاداته وتوجيهاته، والمراد منها هو التسويق الذاتي للنفس وللجاه وتلميع الصورة امام الأخرين .
وما نجده واضحآ، الواعظون الذين يؤسسون بمواعظهم الفارغة مكانآ أمنآ من السياسيين والقادة والحكام اي هدف الموعظة مكسب شخصي ومادي .
وتارة أخرى، يكون الدين هو غطاء ولباس الواعظ، نتيجة ما يكنه الناس للدين لانه منهج الحياة ودستورها، فيستغلون بذلك هذه المكانة للدين في نفوس الناس ويفرضون مواعظهم ويغلفونها بالطابع الديني الظاهري فقط، اي المواعظ المبطنة ذات الاهداف الأخرى، للمصالح الشخصية والمكاسب الذاتية .
يا اخواني وانا منكم .. فأن الموعظة كالصلاة ( من باب التشبيه ) لان الصلاة لابد ان تكون نابعة من القلب وبانكسار وخشوع وحسن اداء حتى نحصل على ثمارها المطلوبة في التقرب من رب الخلائق والا تكون مجرد حركات قيام وقعود خالية من المعنى الحقيقي ، فايضا الموعظة ان لم يتعظ بها صاحبها فلا خير فيها ولا يحق لصاحبها ان يعظ الناس فيها .
عباس محمود