قراءة نقدية مقارنة في الشعر السماوي والانجليزي
الهم الإنساني المشترك – نصوص – إسماعيل عبدالوهاب البرادعي
تختلف الشعوب بلغاتها واعراقها والوان بشراتها ، لكن أفرادها يبقون موحدين بانسانياتهم وبمشاعرهم، فالحزن والألم والفرح والضحك مكونات اساسية لكيان البشرية ، من هنا ظهرت فكرة هذه الدراسة بمقارنة شعر شعراء السماوة مع الشعر الانكليزي … (السماوة) هذه الياقوتة الصغيرة في عراقنا المشع اللامع ، هذه الياقوتة ام الحضارات وأبنة الوركاء … فتحت سعف نخيلها الجميل الذي تنعكس صورته فوق الفرات العذب ، ولد الشعراء الوطنيون والاصلاء الذين تغنوا للوطن ، فكتبوا عن همومه ورسموا املا براقا لسماوته بحال افضل يليق بها وببحيرتها الجميلة ساوة … ولان شعر ادبائها قيم وجميل ومبدع ، كان لابد من محاولة بسيطة للتعريف بأعمالهم من خلال مقارنة ما كتبوا في مواضيع معينة عن الحياة اليومية ومقارنة هذه المواضيع مع أعمال شعـــــراء عالميين اخريين كتبوا عن نفس المواضيع لكن من خلال تجاربهم الخاصة…
تتضمن هذه الدراسة مقارنة مقاطع لقصائد ثلاثة شعراء وشاعرة واحدة في مواضيع حياتية مختلفة ، ومقارنة كل شاعر سماوي بشاعر انكليزي تناول ذات الموضوع بطريقة مختلفة لكنها تحتوي على نفس المضمون الشعري …. يراد من هذه الدراسة ان تقيم جسورا انسانية مشتركة …. فجميع الشعراء سواء كانوا انكليزا ام عربا يكافحون الطغاة بشعرهم …. كما ان جميعهم ينتظرون الغـــد الاجمل …
ï وصف الحاضر والمستقبل
القارئ للشعر السماوي ، يلاحظ التدفق العاطفي والجمال والروعة التي يتغنى بها شعراء السماوة ، فيجد الباحث والمحلل للعديد من القصائد الشعرية ان الشعراء هنا مبدعون في رسم الصورة الشعرية ، وتجسيد الواقع بصيغ ورموز جمالية تزيد من قيمة العمل الشعري ….
حيث يغلب على شعراء السماوة تغنيهم بالحياة والطبيعة ، ورفضهم للواقع السيء الذي يعيشه شعب العراق كله، لكن الشكوى من الحاضر المؤلم لا تغيّب عندهم روح التفاؤل بالمستقبل المشرق ، فالشاعر السماوي (قاسم والي) يقول : ( لمناسبة العيد/نحنُ الطاعنينَ بالصبر/الساكنينَ كمقبرة/الفقراءَ جداً/ نحلمُ بالأطفالِ/ و الأراجيحِ/ وبنقودٍ من المعدنِ/ ونفقٍ في آخرِ الضوءْ.!!) …. حيث يعكس لنا هنا غياب الفرح في الاوقات المخصصة للفرح “العيد” ويقول نحن شعب صبر كثيرا ، ونحن نسكن في مقبرة ميتة لا امل لنا بالحياة ، ونحن شعب نخر الفقر حياته اليومية ، فأصبحت اسمى اهدافنا وطموحنا هي الحياة البسيطة البريئة الهادئة التي شبهها ببراءة الطفل الذي جل اهتمامه هو السلام والتمتع بالاراجيح ، والعودة للماضي المسالم حين كانت العملات النقدية معدنية ، تلك العملة التي كانت دارجة في اوقات السلم والطيبة والوئام، غير ان (قاسم والي) يبقى آملاً بالمستقبل المشرق وبالخلاص (الضـــــوء) الذي يظهر في نهاية النفق المظلم.
وهذا الموضوع تحدث عنه ايضا الشاعر الأمريكي (Joseph T. Renaldi) الذي يعكس صورة مماثلة عن التذمر من الواقع ، وأمله بمستقبل افضل بمعونة الله الذي لم ولن يغيب ولم يغفل عن الحال ، ويتحدث عن حتمية الافضل في الايام القادمة:
(( we face the trying times/Of heartache and pain/Many hopes and dreams are shattered, /And prayers seem to be in vain/With the hope of peace diminishing,/The heart has no definitive song./We’ve waited for an end to hostilities, /But the struggle seems so long./Yet – there is hope for the future,/Liberty and freedom are still in command, /But God will make the ultimate decisions./He will evaluate our worldly demands,/And he holds the future in his grasp./Why should we despair? /He mourns and counts every tear,/And he hears and reviews every prayer. )
))نواجه اليوم اوقات اختبار صعبة / ألم وغصة في القلب / حيث تشظت الامال والاحلام /حتى صلواتنا لم تعد تجد / تلاشى الامل والسلام /وغابت اغاني القلب (توقفت نبضات القلب)/ انتظرنا نهاية لهذا السجن /لكن كفاحنا بدأ يطول /إلا ان هناك أملا في المستقبل / فالحرية والتحرر مازالا بيد الله/ والله صاحب القرار الاخير/ فالله يقدر عوز الناس /ويعطينا من المستقبل ما يريده هو/ فلماذا نيأس ؟/والله يعلم باوجاعنا ويعدد كل قطرات دموعنا/ فهو السميع المجيب لكل الصلوت((
فالقارئ لقصيدة (Renaldi) يشاهد مشتركات الهم والعناء من الحاضر غير المرضي ، والتشبت بمشيئة الله في المستقبل الاجمل … رغم ان هذا الشاعر امريكي ، و”قاسم والي” شاعر عراقي من السماوة إلأ إنهما اتفقا انسانيا من غير ان يدركا بان هذه الحياة التي نعيشها اليوم غير مرضية وباننا يجب ان نغير هذه الصورة نحو الافضل… وهذا ما يؤكد ان الهم الانساني واحــد ومتـــشابه ..
وصف الكفاح الانساني ضد الدكتاتورية باشكالها
وفي قصيدة اخرى (لقاسم والي) تتحدث عن التاريخ الدموي الذي تعيشه جميع الشعوب ، وهو مصارعتها للدكتاتور وللسلطة التي تتاجر بالدين وبالحاكم الظالم ، وبان الطغاة يتشابهون بسلوكهم وبتصرفاتهم الدموية فيستعملون السيف ويقطعون الرؤوس ويتهمون الشعوب بتهم جاهزة كالزندقة ، والكفر والشرك فيقول في قصيدة “هناك دائما” : (التاريخ يكرر ذاته بنمطية مملة /بنمطية حمراء/الأكليروس اليوناني للرعية العربية/الأكليروس الفارسي للرعية العربية/هناك دائما التجار الكهنة والكهنة التجار/هناك دائما السيف والمحرقة والخازوق/هناك دائما التهمة المعلبة. :/التجديف/الزندقة/الكفر/الشرك/لا جديد يذكر ولاقديم يعاد/سوى نمطية التاريخ المملة الحمراء) … فيجيبه الشاعر الامريكي الافغاني الاصل (Shahbandari) الذي يتحدث من خلال تجربته ومعاصرته الطغاة وتجار الدين في افغانستان :
((My blood is red, whatis yours? / My blood is red, / What’s yours?/ My child is dead,/ Where’s yours?/ My heart has bled,/Has yours?/ And tears eyes shed,/Did yours?/ My cloths are shred,/ How’s yours?/I haven’t a bread,/Have you?/ And thorns for a bed,/ Have you?/ I’ve lost the trade,/Have you?/ My land is grabbed,/Was yours?/And house destroyed,/Not yours!/Yet, I am wicked,/Not you?))
((دمي أحمر ، أليس دمك أيضا ؟ / دمي أحمر / أليس دمك أيضا ؟ / طفلي ميت / فأين طفلك ؟ / وقلبي قد نزف/ فهل نزف قلبك ؟/ وبكيتُ / فهل بكيت ؟ / وتمزقت ثيابي / فماذا عن ثيابك ؟ / لا خبزة لي / فهل خبزة عندك ؟ / والاشواك تملأ سريري / فهل ملأت الأشواك سريرك ؟ / فقدت تجارتي / فهل فقدت تجارتك انت ايضا ؟ / ارضي سلبت / فهل سلبت أرضك ؟ / ودمر بيتي / ألم يدمر بيتك ايضا ؟/ نعم انا الشرير / أ لست انت ايضا شريرا ؟))
هذا الشاعر الافغاني الذي عاصر العديد من الطغاة وتجار الدين ، يخاطب اصدقاءه ويقول لهم ، اعلموا باننا جميعا سنواجه نفس المصير لاننا تمردنا على الطغاة ، والطغاة متشابهون .. يسفكون الدماء، يسلبون الارض، يدمرون البيوت … وهذا ما يعكس فكرة الشاعر (قاسم والي) الذي قال بان للتاريخ نمطية مملة وحمراء ، بل ان تاريخ الطغاة يتكرر بنفس المشاهد …
ï مشهد رثاء الحبيب والقريب
وفي مشهد انساني اخر يتكرر موضوعه في العراق وفي العالم ، وهو فقدان الاخ والعزيز الى القلب، حينما يرثي وينعى الشاعر ويتحدث عن اوجاعه ومأساته … ففي قصيدة للشاعر السماوي ((سعد سباهي)) عن شهداء الجسر ، والذي فقد اخاه في هذه الواقعة …. يقول بقصيدة مشهورة له ، التي يعرفها كل مثقفي السماوة ، حيث تأثروا بها كونها عكست واقع تلك الفاجعة … فيقول فيها : ((قفْ ها هنا حيثُ رَكبُ الدهرِ قد وقفا ….. وحيثُ جرحٌ بقلبِ اللهِ قد نزفا/ قفْ وابكِ ما شئتَ واطفيءْ جمرةً وقَدَت…. في القلبِ حتى كأنَّ اللهَ قالَ كفى / واذرف دمَ القلب لا دمع العيون فما ….. أقساكَ إنْ كان دمعُ العين ما ذُرِفا/ ……….. فليت لا شطَّ لا جرفين لا خُلِقَ ال…. صوبُ الصغيرُ لهذا اليوم أو عُرفا/ ليت السماءَ التي قد أمطرتْ حمماً…. قد أطبقتْ وفسيحَ الأرضِ قد خُسفا/ جافيتُ ليليَ مذ ودّعتُ طلعته…. وقد تجافيتُ مذ أودعتهُ النجفا)) ….
ففي قصيدة (رحل الاخ الاكبر) للشاعرة Christina A. Covarrubia، تتحدث عن حزنها بفقدانها اخيها الكبير ، وتقول بانها ودّت لو انها لم تختلف معه قط ، وبانها لن تنساه ابدا ، وبانه سيبقى بجانبها…
((Big Brother Gone / Day by day I think of you, / How can all of this be true?/I can’t believe you’re really gone,/I still can’t accept it,/Even after so long./Just the thought of you makes me cry,/I never even got the chance to say goodbye./I always smell your familiar scent,/It makes me think of all of the times we’ve spent./I know we didn’t always get along,/And every time we talked, it would always go wrong./So many things I never got to say,/I never imagined you’d ever be so far away./You were my brother,/And I loved you like no other./In my heart you’ll always be,/You’ll be my guide and help me see./I’ll never forget your soothing voice,/I would take your place if I had a choice./But now I have to let you rest,/Although without you my world’s a mess./I miss you with all of my heart,/I wish we never had to part./I know you’re always by my side,/So now I guess this is my goodbye…/Rest in Peace Manuel- Christina))
((رحل الأخ الكبير / يوما بعد يوم افكر فيك اكثر / كيف لكل هذا ان يكون حقيقيا ؟ /لا استطيع تصديق انك بالفعل رحلت / ولا زلت غير قادرة على قبول ذلك الأمر/ حتى لو بعد حين / مجرد التفكير بك يجعلني ابكي /لم احصل حتى على فرصة لاقول لك / وداعا / لم يغب عطرك المألوف / عطرك هذا يجعلني افكر بكل الاوقات التي قضيناها معا / لم نقض وقتا طويلا معا / وكل مرة كنا نتحدث كنا نختلف فيها / لدي العديد من الامور التي لم ابح لك بها / لم اتخيل نفسي قط ان اكون بعيدة عنك / كنت اخي / واحببتك بشكل لم احب احدا مثله / ستكون دوما في قلبي / وستكون مرشدي وبصيرتي/ لن انسى صوتك العذب / لو كان القرار قراري لمت عوضا عنك / لكني الان سأدعك تستلقي وتستريح / رغم ان عالمي دونك مجرد فوضى / افتقدك من كل قلبي/ ليتنا لم نفترق / وادرك انك بجانبي دوما / والان هذا هو وداعي لك / لترقد بسلام يا مانويل ))
ففي هذه القصيدة تشابه كبير مع ما اباح به الشاعر سعد سباهي من مشاعر وعواطف وموسيقي ، وهي افتقاد الاخ والحبيب ، وما يتركه ذلك من حزن واسى في نفوس الاحباب .. فالشاعر السماوي “سعد سباهي” في قصيدته التي تحدث بها عن استشهاد اخيه بواقعة الجسر في التسعينات وكيف فقد اخاه “سامي” … كانت محور قصيدته … نفس المشاعر ونفس المضمون كان في هذه القصيدة للشاعرة الامريكية ، وهي تتحدث بمشاعر حزن لفقدان الاخ الكبير … وهذا ما يؤكد وحدة المشاعر الانسانية وصدقها ونقاءها وتشابهها بغض النظر عن اللغة والعرق واللون ..
وصف العدالة والصراع
دائما كانت العدالة وتحقيقها احدى اهداف الشعوب ، لطالما كانت العدالة مهمشة ومنقوصة في الكثير من البلاد ، فالشعور بغياب العدالة غالبا ما كان مصدرا من مصادر البوح الشعري … ففي قصيدة (أسئلة للأذكياء) للشاعرة التربوية “سعدية ناجي على عكلة” تتحدث عن العدالة وغيابها ، فوصفت الميزان بالعدالة ووصفته بالمملوء بالتمر وليست المملوء بالعدل : ( أتساءل …/ أكفتا الميزان ، / مملوءتان بتمر العدالة؟) …. ، وهنا يظهر التشابه مع الشاعر (Langston Hughes) الذي يقول :
((That Justice is a blind goddess/Is a thing to which we black are wise:/Her bandage hides two festering sores/That once perhaps were eyes. ))
((تلك العدالة … آلهة عمياء/هي شيءٌ يحسب عنده السوء حكمة/ لها حدقتان متقرحتان .. معصوبتان / لربما هاتان القريحتان هما عينا العدالة)) ..
والتشابه في هذه المحور بين ما اشارت له الشاعرة سعدية عكلة والشاعر (لانكستون) هو وصفهما للعدالة وميزانها أنهما يخلوان من العدل والحق ، بل أن العدالة مزدوجة وعمياء مملؤة بالتمر ولا تفرق بين الحق والباطل بل غالبا أن العدالة بميزانها تخال السوء فضيلة ..
ï الصراع بين الاسود والأبيض .. صراع الخير والشر
تعد الرمزية التي يحملها اللونان الابيض والاسود من اهم مواضيع الصراع في متون الشعر والرواية والقصة وقصيدة النثر … فالاسود علامة الحزن لدى الشرق ، ورمز للشدة والقوة والعزم لدى الغرب، أما الابيض فهذا الرمز المشترك لدى جميع الشعوب … وهو النقاء والصفاء والسماح … وهنا قد وظفت الشاعرة “سعدية ناجي عكلة” هذا الصراع والرمزية فتقول : (البؤبؤ الأسود، / هل جاء من نسل …/شبكية عين بيضاء ؟) … أي كيف لشبكية بيضاء ونقية أن تلد لونا أسودا … وتقصد بهذا أنها مستغربة كيف أن الأسود السيء يولد من الابيض .. وهذا التوظيف للونين قد التجأ اليه ايضا الشعراء في امريكا والغرب، ففي قصيدة الشاعر الامريكي (Hazel Durham) التي يعبر فيها عن تناغم وتصارع اللون الاسود والابيض في عملية الكتابة ، والصراع بين الورقة البيضاء والحبر الاسود ، فيقول…
((Black and white finds the curious light, / That shimmers with substance and dances / cross the page in ink, /I cross a wide bridge that is my link, /To dissolving the empty divide, /Like the certainty of the incoming tide.))
((ضوء عجيب ينتج من الاسود والأبيض /يتلألأ ويرقص فوق الصفحة وفي الحبر / ذاك هو رابطي ، اعبر منه كجسر شاسع / فأملأ الفراغ في الشرخ ….بوثوق / كوثوقي بقدوم المــــد والجزر ))
وهنا نشاهد ان كل من الشاعرة (سعدية عكلة) ومكافئها الشاعر (Durham) قد التفتا وانتبها للتناقض والصراع الابدي بين السلم والحرب ، والنقاء والطهارة مع الحقد والحزن والثأر وتداخلهما … وهذا ما يثبت الدلالة والرمزية الواحدة المشتركة بين الشعوب كافة ..
القلم اقوى من الرصاص
غالبا ما تحدثت الشعوب عن الحوار والسلمية ومنطق العقل الذي يجب ان يسود اي نقاش او خلاف، فالقلم والكتابة كانا اقوى ادوات التحريض وأفضل ادوات الصراع والانتصار … فالقلم هو وسيلة الاقناع الفعالة .. وهذا ما اشار اليه الشاعر (اياد أحمد هاشم الغرابي) فيقول : ( قالَ لي قلمي / وهوَ يغادرُ صوبَ الرصاص / إن شفاهي كافيةٌ لإسقاط الأصنام/ فلديهِ مهَمَّة أخرى/ رغمَ الضجيج من حولهِ/ راحَ يؤرخُ للحقيقة زمناً قادماً/ الصمت في بلادي / صارَ يتكلمُ / ولا حجَّةَ لأحد أن يقول أنا.. الآن) …. وهذا ما يقوله ايضا الشاعر الامريكي …. (Stephen Stirk ) … حين يتحدث عن الصراع والدماء ، وانتصاره بحبره وقلمه فيقول :
((He left me in a pool of blood/My arms were sliced and pink / I defended when I could… / And squirted him with ink/ The pen is mightier than the sword/ This victory I have claimed /My words have given just reward))
((تركني ببركة دماء/ كانت أذرعي ممزقة ومتورمة / دافعت عن نفسي بما استطعت …/ بخخته بالحبر/ فالقلم عندي اقوى من السيف / وهذا النصر الذي ادعيته /هو ماقد وهبتني إياه الكلمات ))
وهنا يظهر بان كل من الشاعرين السماوي (أياد الغرابي) و الشاعر الامريكي (Stirk) قد اشارا بان سلاحهما الفعال هو القلم الذي يهزمون به اعداءهم … وهذا الإشتراك في المضمون الشعري والمضمون المنطقي في القصائد المخـــــــتلفة في اللغة والمجتمع والثقافة … يدل على التجربة المشتركة الأكيدة التي توصل لها اغلب الشعوب .. بأنه لا مكان لــــــلدم بل يبقى للقلم وقعه وصولته ومكانته حتى في اسقاط الأصنام ودحر الاعداء … فالعقل يبقى سيدَ الأشياء
ï الخــــــاتمة: السمـــــــاوة لــــؤلؤة الشعر
لعل القارئ لهذا الدراسة النقدية المقارنة، يستنتج بان الشعر السماوي شعر انساني بأمتياز ، لازالت تتدفق فيه قيم الجمال والروح الانسانية … وروح التحدي والكفاح …. بل ان المميز لهذه الدراسة هو تسليطها الضوء على العمل الادبي والروح الشاعرة المتوقدة في نفوس شعرائها الذي ينافسون ، ويبارون الاعمال الشعرية للشعراء العالميين…. كيف لا وهي السماوة التي وصفها الشاعر (عبدالجبار بجاي حاشوش الزهوي) .. والتي ارتأينا ترجمة قصيدتهِ هذه للانجليزية لتكون رسالة حب وحسن خاتمة نصف بها الجنةَ الصغيرة “السماوة” ، تلك الياقوتة الجميلة ، فيقول :((هي السماوة / جسرنا الذي انتحر في النهر من بشاعة الحرب والمارقين / سلمت- السماوة- لنا أما ودار / سلمت- السماوة- لنا أما ودار / ما طلع الفجر وقام النهار))
((It is Samawa/ Itis our bridge which committed suicide in the river as a reaction against the war and betrayal /God save Samawa: as a mother and land…/ God save Samawa: as a mother and land… / From the rise of sun , till the time of day))



















