الهروب إلى الجنة – ماهر نصرت

الهروب إلى الجنة – ماهر نصرت

.. يؤكد علم النفس بان التهم وعدم الثقة والشتائم التي يطلقها الشعب على أعضاء البرلمان ترعب هولاء الأعضاء وتجعلهم يفكرون في الاستفادة السريعة من مناصبهم قبل انتهاء دورتهم البرلمانية البالغة اربع سنوات فيسرعون إلى تحويل أموالهم صوب دول النعيم التي منحتهم جنسية اللجوء بعد أن أصبحت ملاذهم الآمن وجنة أحلامهم ، فهم يرون ان مصيرهم في بلدهم قد بات في خطر أكيد من خلال اتهامات الشعب المتسرعة وهتافات الجماهير المقلقة التي تطالب بالانتقام من اي عضو برلماني حتى وان كان بدون سبب فالموضوع اصبح لجّة في نفوس العراقيين على مايبدو فكلما يذكر أمامهم عضو برلمان او وزير يهتفون غاضبين ليتهمونه بالسارق والفاسد والطائفي ، لذا تخبو الروح الوطنية لدى البرلمانيون ويصابون بخيبة الأمل وتتقزم بضمائرهم الرغبة في بناء البلد حتى يلحقوا برفاقهم الذين رحلوا قبلهم فور انتهاء عضويتهم وهم مثقلون بالذهب والقناطير المقنطرة من الأموال ويتركوا ورائهم وطنهم في عاصفة من الخراب والفوضى .. بعدها تجتمع الدورة الجديدة ببدلاتهم المزروقة لتحذو حذوهم ، وهكذا دواليك ….هناك من يدعوا إلى منح فرصة للعضو الجديد لكي يرى طريقه في هذه الظلمات حتى يستطيع ان يخطط  ويحارب ويبني .. فمؤسسات الدولة مليئة بالفساد ، والبنى التحتية والفوقية للبلد محطمة أو شبه محطمة ويبدو ان الأربع سنوات غير كافية لبقاء عضو برلماني لايمتلك الخبرة الإدارية والسياسية من اجل أن يصلح هذا الحطام المتراكم منذ عشرات السنين ويقضي على عصابات الفساد وأفرادها العتاة .. فصار الفساد لدينا كبركة وحل كبيرة تحرسها التماسيح والأفاعي وعفاريت من الجن يصعب اقتحامها .. امنحوا الثقة للعضو البرلماني واسندوا ظهره ليطمئن قلبه ويحمل سيفه ويقتحم ساحة المعركة ليقضي على الفاسدين حتى يولوهم  الادبار  وننقذ شعبنا من علي بابا والمليون حرامي .

مشاركة