الهجرة – مازن الحيدري
يعرف عن أسراب الطيور المهاجرة بانها تقطع مسافات طويلة من مكان الى اخر لغرض تمضية فصل معين في بيئة مناسبة ثم تعود بعد ذلك الى موطنها الأصلي !!
ترافق هجرة البشر متغيرات كثيرة فهي ليست تغيير مكاني فقط بل تتعدى ذلك بكثير، فأنت أمام نمط اجتماعي وبيئة جديدة تختلف تماما عمًا اعتدت عليه وتلك هي بداية علاقتك مع الغربة التي تتسرب عبر مسامات الجلد لتعشعش في الصدر وتغذيها عاطفتنا المتطرفة بإتقان عال يجعلنا نتناسي كل ما مررنا به من أحزان واوقات عصيبة في الوطن الأم !!
الهجرة تحدٍ صعب، يبدأ بالنطق فاختلاف اللغة هو أول تحد يواجه العراقيين الذين هاجروا بلادهم لأسباب مهما تنوعت تبقى متشابهه !!
وبالإضافة إلى عامل اللغة الذي يشكل عائقا حقيقيا امام الكثير من المهاجرين، يكون موضوع الحصول على عمل أو وظيفة لتأمين تكاليف العيش تحد كبير آخر .
في مدينتنا اليوم مجتمع عراقي متميز يستحق أن ترفع له القبعة احتراما وتقديرا لما حققه من حالات التمييز والتفوق سواء في الدراسة أو مجالات العمل كافة والتي سجلت بأسماء بنات وأبناء هذا المجتمع اضافة الى خلق روابط اجتماعية فيما بينهم على قدر عال جدا من الاهمية برغم كل ما يرافقها من ملابسات او منغصات لاتشكل شيئا يذكر امام جوانبها الإيجابية ..
الهجرة والعيش في بلدان المهجر ليست نزهة بل هي تحد كبير لصناعة الحياة وإدامتها وقد نجح العراقيون بهذا التحدي بإمتياز كبير يستحق كل الاحترام والتقدير والإشادة، وامام هذا المشهد الواسع والمتنوع لحالة الهجرة في مختلف اصقاع العالم تبرز حالات شبه نادرة عن هجرة معاكسة والعودة الى الوطن، ترى هل سنشهد يوما هجرة معاكسة كما شهدنا مواسم هجرة دون عودة !!
