النيران عند العرب
اعتبر قدماء اليونانيين النار احدى العناصر الرئيسية للكون بجانب الماء والهواء والارض وللنار مكانة ووجود كبيرين في الادب والشعر، وفي اللغة نقرأ ان النار :عنصر طبيعي فعال تمثله الحرارة المحرقة وتطلق على اللهب الذي يبدو للحاسة كما تطلق على الحرارة المحرقة.
قال ابو هلال العسكري: وانما كانوا يخصون النار لان منفعتها تختص بالانسان.واعظم نار كانت توقد للعرب هي -نار القرى وهي اعظم مفاخر العرب وكانوا يوقدونها في ليالي الشتاء ويرفعونها لمن يلتمس القري ، وكلما كانت اضخم وموقعها ارفع كان افخر لهم،يقول الشاعر:له نار تشب بكل واد..اذا النيران البست القناعا.. وقال ابن هرمة: اذا ضل عنهم ضيفهم رفعوا له ..من النار في الظلماء الوية حمر.. -نارالمزدلفة: وكانت توقد حتى يراها من دفع من عرفه اول من اوقدها جد الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) قصي بن كلاب. -نار الاستسقاء: وكانت العرب في الجاهليه اذا تتابعت عليهم الازمات والقحط والجدب وقل عندهم المطر ..جمعوا البقر وكانوا يعلقون في اذنابها وعراقيبها نبات يقال له السلع والعشر وهو اسم لشجرة عريضة الورق ويصعدون بها الى جبل وعر ويشعلون فيها النار ويضجون بالدعاء والتضرع..يقول اميه بن ابي الصلت:ويسوقون باقر السهل للطود..مهازيل خشية ان تبور النحورا… -نار الطرد:وذلك انهم اذا لم يحبوا رجوع شخص،أوقدوا خلفه نارا ودعوا عليه ويقولون في الدعاء :ابعده الله واسحقه.
قال الشاعر: وجمة قوم قد اتوك ولم تكن..لتوقد نارا خلفها للتندم..-نار التحالف: وكانوا لايعقدون حلفا او عهدا الا عندها ،فيذكرون منافعها ويدعون الله بالحرمان والمنع من منافعها على الذي ينقض العهد ويطرحون فيها الكبريت والملح، قال الكميت:همو خوفوني بالعمى هوة الردى..كما شب نار الحالفين المهول… -نار الغدر:كانت العرب اذا غدر رجل بجاره ،اوقدوا له نارا بمنى ايام الحج على الاخشب(جبل مطل على منى)ثم صاحوا هذه غدرة فلان.. قال الشاعر:
فان نهلك فلم نعرف عقولنا..ولم توقد لنا بالغدر نار… – نار السلامة:توقد لمن عاد منهم من سفره سالما وغانما قال الشاعر::يا سليمى اوقدي النارا..ان من تهوين قد زارا.. -نار الحرب: وتسمى الانذار والاهبة قال ابن الرومي:
له ناران نار قرى وحرب..ترى كلتهيما ذات التهاب.. -نار الصيد يوقدونها لتعشي ابصار الظباء .. -نار ألاسد يوقدونها عند خوفهم من الاسد وكانوا يظنون ان ألاسد اذا ابصرها عاين النار وتأملها .. -نار السليم: توقد للملدوغ والمجروح ولمن عضه الكلب حتى لايناموا فيشتد بهم ألالم .
قال النابغة: يسهد من ليل التمام سليمها..لحلي النساء في يديه قعاقع .. -نار الوسد وهي النار التي يسم بها الرجل منهم خيله وابله فيقال ما سمة ابلك فيقول نار كذا…
قال تعالى في سورة الواقعة ((أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها ام نحن المنشؤون نحن جعلنها تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم)).
عباس عدنان مالية



















