
النهايتان السورية والعراقية
فاتح عبدالسلام
بعد أربع سنوات من الحرب المدمرة في سوريا، ليس ثمة منتصر. بدأت الحرب بتوقيف الأمن السوري بضعة أطفال مدرسة في درعا قادهم حظهم العاثر أن يتأثروا بشعارات تهتف بها الفضائيات العربية .. الشعب يريد تغيير النظام. وكان يمكن أن تسد سوريا باب جهنم بإجراءات بسيطة، لا أعلمها لكن النظام الذي يحكم منذ خمسين سنة يعرفها ويقدر عليها.
في حرب سوريا ضربت كل القوانين والشرائع السماوية والوضعية عرض الحائط ، وتم تشريع اشتراك المليشيات والجيوش الأجنبية في تلك الحرب كأمر واقع، وانزلقت أقدام الجميع في الشرق الأوسط.
في حرب سوريا صغرت مآسي حروب العراق لاسيما حرب احتلاله من الولايات المتحدة، وباتت أقل شأناً أمام ما حدث في سوريا من مسح مدن من على وجه الأرض.
يتداول الإعلام تقارير عن حجم الضحايا حيث نقرأ، مقتل 210 آلاف وستين شخصا في سوريا بين آذار»مارس العام 2011 وشباط»فبراير العام 2015. و ان بين القتلى 65 ألفاً و146 مدنياً منهم عشرة آلاف و664 طفلا.
وبين قتلى مجموعات المعارضة المسلحة 38 ألفاً و325 مقاتلاً سورياً و24 ألفاً و989 جهادياً أجنبياً. أما من جهة القوات الموالية للنظام السوري، فقتل 45 ألفاً و385 جندياً في الجيش السوري و29 ألفاً و943 مقاتلاً من قوات الدفاع الوطني، فضلاً عن 640 عنصراً من حزب الله اللبناني، و2502 مقاتلاً شيعياً من العراق وايران ودول اخرى.
أرقام مخيفة تسد أفق أكبر شمس بالسواد والحزن، لكن ما أن يسمعها أي سوري حتى يقول تلقائياً إنها أرقام تجميلية لعظم المأساة التي تجاوزت أية احصائيات. لماذا عجز البشر على التفاهم من أجل استمرار الحياة كما تفاهمت الشعوب الأخرى التي كانت يوماً متقاتلة وعرفت معنى الدمار ثم عادت في اتحاد أوربي متألق أو سواه.
هل تحتاج حتماً قدرياً بلداننا المتعبة أصلاً في بنائها الاقتصادي والتنموي والبشري الى هذه الدورة القاتلة من الحرب حتى تستوي بعدها على طريق السلام؟ وهل هذه الحروب ذات الأثر الإجتماعي المدمر تترك فرصة للسلام مستقبلاً ؟ كيف سيكون شكل السلام بعد هذا الكم الهائل من الخراب.
مأساة العراق ليست قليلة وجراحات الحروب لم تندمل لكن بعد سيادة المليشيات كمنتقذ بإدارة أجنبية ، يرجح أن تكون النهايتان العراقية والسورية متماثلتين.
رئيس التحرير
لندن



















