عقلية الرجل تراوح مكانها (2)
النظرة إلى المرأة
في مكان آخر يبدو ان هناك من يعترف بأن الرجل في المجتمع الشرقي ليس متسلطا كما يشاع انما هو مشجع للمرأة ومساند لها حيث تقول السيدة شهرزاد مهندسة متزوجة بالفعل ان زوجها يساندها تنافسه مهنيا بل على العكس هو يقدم لها كل العون والمساعدة الممكنة ومن مستلزمات الراحة لكي تكون مرتاحة الى ابعد الحدود من مهمة اخرى لا يغفر السيدة شهرزاد للرجال نظراتهم الرجعية تجاه تقدم المرأة ولا للمرأة تقاعسها عن اداء الدور الذي يرغب فيه اذ تقول صحيحاً ان الرجل يرغب دوما في ان تكون له الكلمة الفصل في كل المسائل ولكن هذا في رأي لا يحد من طموح المرأة خصوصا اذا كان الرجل الذي الى جانبها لا يقف ضدها انما معها لذلك ولكي تحقق غايتها يمكن ان ترضيه وفي الوقت عينه ترضي نفسها وتحقق ما ترمي اليه بالتملي بالثقة بالنفس بنفسها وبقدراتها لا تضيع وقتها بلوغ الرجل وتقول السيدة شهرزاد وتتكلم عن زوجها متى اكون واقعية يجب ان اشير الى ان زوجي قد يتدخل في مسألة مظهري وملابسي وهي امور منطقية لاني بدوري مقنعة بالحدود المرسومة لي واوافقه وهذا ايضا منطقي بالنسبة لي لكوني ام ويصعب علي ترك طفلة ورائي من دون الاهتمام ورعايتها وعليه لا نتوقع الكثير من الرجال في مجتمعنا فهو بالتأكيد سوف يحترم البيت والاسرة وعلى اي موضوع آخر اذن يبقى للمرأة ان تقرر ان تريد ان تكون وهناك رأي لرجال في المقابل بعد ان اباحت المرأة برأيها في امور تقدمها ودور الرجل في ذلك كان لابد من الوقوف عند رأي الرجل المتقدم المتحضر ان يبرر ويوضح نظرته الى ذلك فهل يوافقها الرأي ام يخالفها اياه؟ على العكس تماما ان الرجل يقدم كل تشجيع للمرأة الناجحة لان الرجل لا يسعه الا تشجيع نصفه في المجتمع ليكمل نفسه اولا وليجري التوازن في المجتمع وثانيا نعم اعترف بأن هناك شريحة من الرجال تقبل بارتقاء المرأة وتقدمها وهناك ايضا شريحة اخرى ترفض تفوقها ويحاربها.. في الحقيقة هناك من الرجال من لا يرى المرأة الا في البيت تربي الاولاد وتعتني بالزوج وهذا الواقع موجود في كل مجتمعات العالم لا في مجتمعنا فقط ان عقلية الرجل في مجتمعنا في حال تطور دائم فإذا عدنا الى حقبة الماضي نرى ان عصرنا الحالي يشهد تطوراً فكريا كبيراً في مسألة استيعاب المرأة والاعتراف بها كمكون اساسي فعال ومنتج في المجتمع تفكير لم يكن سائدا من قبل لذا اتوقع ترحيبا اكبر بالمرأة في مختلف الاصعدة مستقبلا حيث تكون لها فرص واسعة لتحقيق نفسها واظهار جدارتها.
وهنا التقيت رجلا اخر (زيد موظف) ان نظرة الرجل الى تقدم المرأة تختلف من رجل لآخر ومن مجتمع لآخر اما عن رأيه الشخصي يقول انا مع تطور المرأة مهنيا الى اقصى درجة في التطور والتقدم ولكنني لا اوافق على وظيفة ليلية للمرأة مهما كانت هذه المهنة لا لكوني اريد ان اقف في طريق تقدمها المهني ولكن لانني افكر وفق اولويات الحياة ويصعب علي التسليم بأنني موجود ليلا في البيت مع الاولاد في حين ان والدتهم غابت عن البيت في العمل الليلي.. نعم ان تقدم المرأة ليس حاجة مادية انما هو حاجة اجتماعية لذلك يجب ان لا يؤثر على بيتها واولادها او ينعكس بطريقة سلبية على دورها كزوجة وأم..
وتعلق الاعلامية (م) وتشيد الى ان المرأة عملت كثيراً على نفسها وتطورت وتقدمت وبدأت تحتل اماكن ووظائف ومناصب لم تكن تحتلها سابقا والدليل على ان (الدكتورة) نزيهة الدليمي اول وزيرة عراقية لوزارة البلديات تقلدته بعد ثورة 14 تموز 1958 ثورة الجمهورية العراقية الفتية ونرى فئة الرجال لم تتطور معها ذهنيا ولم تقبل التغيير ولا العوامل التي قادت تطورها لانها فئة غير مثقفة او لانها لا تؤمن بافكار التقدم الحضاري وتعتبرها مخيفة وتستمر الاعلامية (م) في استمرار تعليقها وتلفت الى ان الدساتير والقوانين نتعامل مع المرأة على اساس المواطنة لا الجنس بما يتناسب مع طبيعتها في حين رفض بعض الرجال لهذا الواقع يستند الى منظومة الممنوع والمسموح ومفاهيم تجاوزها الزمن وتكمل حديثها تقول في الحقيقة ما زال الرجل العربي الشرقي يعد المرأة اقل منه شأنا ونحن نتكلم عن فئة محدودة ولا نعمم في ذلك والرجل ينتمي الى هذه الفئة ينظر الى المرأة فيراها تتقدم عليه في الوظائف لطالما كانت حكرا عليه يجب ان تتقاسم المناصب والوظائف في السلطات الرئاسية والتنفيذية والتشريعية والقضائية والتعليمية وغيرها وتحتل اماكن لكونها نصف المجتمع مكملة للرجل وهو النصف الاخر.. وهذه الاسباب تجعل عقلية الرجل تبقى تراوح مكانها.. ان للتربية والبيئة الدور الاكبر في بناء ذهن الرجل ونظرته الدونية للمرأة يرتبط بمستواه التعليمي والثقافي للرجل.. ونشجع ان تسلح المرأة بالعلم والمعرفة والثقافة والدراسة العليا باستمرار لكي يقضي على الامية والجهل والتخلف والى تقلد المرأة الوظائف والمناصب العليا في اجهزة الدولة كافة والى امام ومن الله التوفيق.
صائب عكوبي بشي – بغداد