الناشط الأمريكي دون دي بار

الناشط الأمريكي دون دي بار
الحرب العالمية الثالثة قد تندلع في نزاعات مسلحة أمريكية
دون دي بار
ترجمة بشار عبدالله
أعلنت جامعة الدول العربية عن خطط لفتح محادثات مع المعارضة السورية، وقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية، ووقوفها مع الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاجبار دمشق على الاستجابة لمطالب الشعب السوري. وقد أجرت قناة بريس تي في مقابلة مع دون دي بار، الناشط الأمريكي البارز في منظمة انتي وور في نيويورك، حول الكيفية التي بها يتناسب شن هجوم عسكري سري والجهود المبذولة لفرض تغيير النظام في سوريا مع الأهداف الجيوسياسية الأمريكية التي بدأت بها الولايات المتحدة تستهدف مؤخرا التحالفات العسكرية الروسية والصينية والشركاء التجاريين. وفي ما يأتي نص المقابلة
على ما يبدو أن هناك عديداً من بلدان مختلفة متورطة في الوضع السوري. فقد قال وزير الخارجية السعودي، وأنا أقتبس منه الان الى متى نبقى متفرجين على ما يحدث لشعبنا السوري الشقيق وإلى أي مدى سنمنح النظام السوري فترة تلو أخرى حتى يتمكن من ارتكاب المزيد من المجازر ضد شعبه ؟
ــ لنراجع ما تقوله المملكة العربية السعودية ونحن ننظر إلى ما يجري داخل المملكة العربية السعودية نفسها، وبالطبع نحن نعلم أن النظام السعودي متورط أيضا في البحرين.
ما الذي يقف وراء هذا كله؟ وكيف يمكن للسعوديين افتتاح كلامهم عن خسائر في الأرواح البريئة وسفك الدماء التي تسيل في وقت يشهد داخلها وفيات أخرى فقد شهدت السعودية مقتل شخصين خلال اليومين الماضيين من المعارضين للحكومة هناك، لذلك… إذن ما الذي يقف وراء هذا التصريح القادم من الرياض، وتورطهم في هذه الحالة؟
ــ حسنا، هذه هي تناقضات واضحة، ولكن ثمة تناقض يذهب أكثر من التناقضات الأخرى في قلب هذه المسألة. بالعودة إلى أحداث 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة. جرى اتهام 18 شخصا وقد جرت إدانتهم عبر الصحافة على أنهم مرتكبو تلك العمليات ضد الولايات المتحدة وكان هؤلاء وقتها جميعا من السعوديين.
ونتيجة لذلك كان إعلان أمريكا الحرب على أفغانستان في الشهر اللاحق، وبعد عشرة أشهر جاءت مصادقة الكونغرس على قرار الحرب على العراق، وفي السنة الماضية كانت الحرب على ليبيا، كما وقعت حروب أخرى في غرب أفريقيا منها على سبيل المثال كوت ديفوار، وفي شرق افريقيا كما حصل مع الصومال وأوغندا وغيرها من الأماكن.
وأنا هنا أتفق مع ضيفيك الآخرين على أن الحقيقة الجوهرية تكمن في طبيعة الجغرافية السياسية لهذه المواقف بوصفها الصورة الكبيرة إن صح التعبير وتُظهِر الصورة الكبيرة أنه على مدى السنوات الإحدى عشرة الماضية كانت الولايات المتحدة تحاول تحييد أي تحالفات يمكن لروسيا أو الصين عقدها في هذه المنطقة.
فالولايات المتحدة تنظر إلى روسيا والصين على أنهما منافسان محتملان صاعدان في الأسواق العالمية. وسبق للولايات المتحدة نصب نظام دفاع صاروخي في أوربا الغربية، ونشر قوات بحرية في منطقة المحيط الهادئ لمحاصرة كل من روسيا والصين، وتأتي الحرب على أفغانستان عند الحدود الجنوبية للاتحاد السوفييتي القديم، فيما فتحت الحرب على ليبيا الطريق الى دمشق كما كان يقول كثيرون إن الطريق الى دمشق يبدأ من طرابلس، والآن جاء دور الطريق إلى طهران، التي تقع بجوار الاتحاد السوفييتي القديم أيضا، وهو يعد من خلال دمشق منافسا إقليميا، سيما وأن دمشق واحدة من حلفاء إيران في المنطقة.
من هنا فعن العملية برمتها هي بوضوح عملية تضع الولايات المتحدة في وضع يضطرها لفسخ أي تحالف محتمل مع روسيا والصين، والسعي لإزالة استقلالهما المحتمل ضمن حركة الاقتصاد العالمي، فمثلا تمكنت الولايات المتحدة بإزالة صدام حسين من إزالة خطر العملة الأوربية المستخدمة في عائدات النفط، وبإزالة القذافي أزالوا أي احتمال لظهور عملة أفريقية تستخدم لشراء النفط وهم يتحركون الآن ضد من يستخدمون الروبل أو من يعتمد مقايضة النفط مع روسيا، والصين وسوف ينتفي دور عدد من الدول الأوربية كليا في حال نجح مخطط الولايات المتحدة في سوريا ومن ثم في ايران.
إذن هذه صورة كبيرة للعبة، وكما تعرفون، فإذا نظرتم إلى هذه الصورة عن كثب فإنها ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، وعندما يكون قد قالها كيسنجر نفسه، فإن ذلك يعد اعترافا صريحا من النخبة الحاكمة هنا بأن هذا هو المتجه الذي نحن ذاهبون إليه.
وفي هذا الوقت الذي خلاله نجلس معا ونتحاور، ثمة عديد من الكيانات التي يبدو أنها متورطة في هذا الوضع، ولكن الشعب السوري ما يزال يقدم الضحايا. سؤالي هو بمنظورك الشخصي ما هو المفتاح الناجع لوضع حد للعنف داخل سوريا؟
ــ حسنا، ان الاقتراح الروسي، الذي انضم إليه الصينيون سيكون نقطة انطلاق جيدة وهو دعوة الاطراف جميعا لوقف اطلاق النار. إن الجانب الذي بدأ بإطلاق النار هو الجانب الذي جرى تسليحه بأسلحة أمريكية، وقطرية ومن دول أجنبية أخرى، ودخلت هذه الأسلحة من تركيا، وجرى تدريب هؤلاء المسلحين على أيدي قوات تركية وامريكية داخل كل من تركيا والأردن.
ولحين أن يتوقف ذلك التسليح والتدريب، فإن على نظام الأسد ــ أي الحكومة السورية، مسؤولية حماية الشعب من العصابات المسلحة كما أن على الحكومة السورية مواصلة عملية حماية الشعب هذه. فالقسم الأكبر من عمليات القتل يرتكبها بحسب كل من تحدثت إليه على ألرض من ليزي إلى مصطفى أفضل زاده وهؤلاء كانوا داخل سوريا يقولون أن مرتكبي هذا القتل في الجزء الأكبر منه هم هؤلاء المتمردون الذين يعملون لصالح الولايات المتحدة، لقاء أموال، وبأسلحة أمريكية..
نقلاً عن انفورميشن كليرنغ هاوز
/7/2012 Issue 4253 – Date 17 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4253 التاريخ 17»7»2012
AZP07