الناشطة السورية ريم تركماني دعم المجتمع المدني أولوية
روما ــ الزمان
شددت ناشطة سورية معارضة على أهمية دعم المجتمع المدني في سوريا في هذه المرحلة وقالت إنه يجب أن يكون على رأس الأولويات ، وقالت إن هدف الأطراف العسكرية المتقاتلة في سورية، الداخلية والخارجية، هو الاستمرار في هذه الحرب وليس الانتصار ، على حد تقديرها.
ورأت الناشطة السياسية السورية المعارضة ريم تركماني أن أصل المشكلة في بلادها هي غياب دور المجتمع المدني، لو كان في سوريا مجتمع مدني حقيقي لما وصلنا أصلاً إلى مرحلة الأزمة بهذه السرعة ولما استطاعت الأزمة أصلاً أن تتسبب بكل هذا التفكك الاجتماعي . وأضافت تركماني، مؤسسة منظمة مدني والعديد من المنظمات ذات الصلة بالمرأة السورية والمجتمع المدني إن الحرب الدائرة في سوريا هي ليست حرب تقليدية تدور رحاها بين طرفين عسكريين رئيسيين، بل هي حالة أكثر تعقيداً بكثير وأقرب لما أصبح يعرف باسم الحروب الجديدة والتي يكون أطرافها جهات متعددة ما بين داخلية وخارجية، وتتطور الحرب إلى أن تصبح أقرب إلى شركة متبادلة ما بين هذه الأطراف . ورأت أن مثل هذه الحروب يكون هدف الأطراف العسكرية فيها هو الاستمرار في هذه الحرب وليس الانتصار، فهذه الحروب تبتعد عن أصل الصراع الذي بدأ من أجله ليتطور إلى نزاع مسلح، وبالتالي فإنه حتى الاتفاق بين الأطراف العسكرية لهذه الحرب هو ليس أبداً نهاية للصراع، لأن هذه الأطراف المتحاربة على الأغلب لا علاقة قوية لها بأصل النزاع ، حسب قولها. ويرى العديد من المراقبين أن الأزمة السورية تسببت بإحداث شروخ في النسيج الاجتماعي السوري، وأعادت المفاهيم السياسية والاجتماعية والأخلاقية إلى مفاهيم ما قبل الدولة، وتجذر النزوع الطائفي والإقليمي والإثني في أذهان السوريين ووعيهم، ولم يعد المجتمع يملك شيئاً من الانسجام الاجتماعي والوطني والقومي، أو التسامح والفهم المشترك والتعاون، ولم تعد اللغة المشتركة والمصالح والأهداف والبنية الأخلاقية واحدة. وحول دور المجتمع المدني في هذه الحالة الصعبة، قالت المعارضة تركماني في الحالة السورية، نجد أن أصل الصراع كان على الحقوق والحريات، وعدم وجود مجتمع مدني قادر على التعبير عن هذه المطالب وتحويلها إلى واقع كان من أحد أسباب انحراف الصراع عن هذه المطالب الأساسية، والآن لم يختلف شيء، فلكي يستطيع الطرف الأهم في المعادلة السورية، المجتمع السوري، أن يعبر عن رأيه ومتطلباته، فإنه يحتاج لبناء مؤسسات مجتمع مدني وأحزاب سياسية للقيام بذلك، وهذه المؤسسات بدورها يمكن أن تلعب دوراً ضاغطاً على صناع القرار محلياً ودولياً لتحقيق مصلحتها وتستطيع أيضاً التقدم بمبادراتها الخاصة لحل الأزمة ابتداءً من المجتمع المحلي الذي تنشط ضمنه ووصولاً إلى المستوى الوطني .
AZP02