مروان ياسين الدليمي
جميع مَن شارك في العملية السياسية منذ العام 2003 يتحمل مسؤولية الخراب الذي حل على العراق ، وفي مقدمتهم نواب المدن العربية السُنية، لان هذه المدن نالت الحصة الاكبر من الخراب والتدمير والتهميش والانتهاكات ، وخطيئة نوابها اكبر من بقية نواب المدن الاخرى ، لانهم تاجروا بالامهم ، وما كان لهم ان يصلوا الى البرلمان لولا انهم استثمروا المعاناة الكبيرة التي يرزح تحتها سكان هذه المدن ، فكانوا ورقتهم الرابحة التي قامروا بها وهم مدركين مسبقا بانهم سينالون وبسببهم صيدهم الثمين .
ان مصيبة المواطنين في مدن مثل الموصل انهم وصلوا الى درجة كبيرة من الياس ، ولديهم الاستعداد لأن يضعوا ايديهم بيد اي مرشح لمجرد انه يدعي وقوفه الى جانبهم،حتى يخفف عنهم ولو القليل مما يكابدونه بسبب مخلفات حرب التحرير من سلطة تنظيم داعش ، وحتى السنين التي سبقتها لم تكن احوالهم فيها بافضل مما هي عليه اليوم .
علينا ان لاننسى بان مئات البيوت في الموصل القديمة قد تحولت الى ركام ،وتشرد بعض اهلها بين المخيمات والبعض الآخر اضطر الى ان يستأجر هياكل لاتصلح للعيش الامن والكريم، ومن الطبيعي ان تصبح هذه البيئة المنهارة من حيث الخدمات وشيوع البطالة والارامل والايتام والمفقودين وباعداد مخيفة مكانا صالحا لكل المتصيدين بالماء العكر،من الوصوليين والانتهازيين والدجالين الطامحين بالوصول الى قبة البرلمان ، وقد راهن هؤلاء في تحقيق ما خططوا له ،على ما اصاب سكان الموصل من مشاعر الخيبة بعد ان طال انتظارهم ولم يحصل اي تغيير باحوالهم ، وباتوا مثل الغريق الذي يتعلق بقشة للنجاة .
من جانبهم عمل نواب نينوى اثناء فترة الترويج لبرامجهم الانتخابية الى ممارسة كل فنون الخداع والتمثيل لاجل ان يظهروا بمظهر المنقذين ، ولو كانت هنالك محاسبة حقيقية من قبل ناخبيهم،على ما اقترفوه بحقهم من كذب وخداع لما تجرأوا على ما اقدموا عليه من تضليل ،وهذا ما تفعله الشعوب الحية مع من يخذلها من المسؤولين والنواب ، ولاتتردد من بعد ان تحاسبهم في ان تلقي بهم في اقرب حاوية للنفايات ، وسبق ان شاهدنا مقاطع فديوية في اكثر من بلد اجنبي اقدم فيها المواطنون على ذلك .
نحتاج الى ان نحاسب من ننتخبهم ، ونكشف فسادهم ونعريهم ، ونعيدهم الى الحجم الضئيل الذي كانوا عليه قبل ان ينالوا مبتغاهم ، وقبل ان يتضخموا ويتورموا وتتسع ارصدتهم في البنوك الاجنبية قبل كروشهم .
من حق المواطنين ان يضعوا النائب في قفص المساءلة ، اذا ما خذلهم ، لانه اتكأ على معاناتهم وعلى جراحهم حتى يصل الى ماوصل اليه من تخمة في النعمة .
وعليه فإن من ينتخب اي واحد من النواب القدماء المخضرمين، الذين اتبعوا خلال جلسات البرلمان سياسة دفن الرأس في الرمال عندما تهب العاصفة ، سواء من النساء او الرجال ،سيكون شريكا معهم بكل خطاياهم التي ارتكبوها بحق مدننا واهلنا، وخاصة الموصل .
كل نواب نينوى الذين سبق لهم الفوز بالدورات السابقة ينبغي عدم التصويت لهم ومقاطعتهم، لانهم تصرفوا بانانية مفرطة ، فخدموا انفسهم واهلهم والمقربون من معارفهم وابناء عشيرتهم،وتجاهلوا الاغلبية المقهورة من اهل نينوى .
ان نظرة بسيطة الى حال الموصليين في الجانب الايمن، تكفي لمعرفة الى اي مدى كان نواب المدينة ابعد مايكونوا عن تحمل المسؤولية الاخلاقية تجاه شعبها الكريم .
فلاتستثنوا منهم نائبا واحدا ، سواء كان رجلا او امرأة،ويتوجب عليكم ان تقارنوا بين احوالهم المادية قبل ان يكونوا نوابا وبعد ان اكتسبوا عضوية المجلس .
ولايغرنكم انتمائهم الى عوائل محترمة ومعروفة بسمعتها الاجتماعية والوطنية، لانهم ما ان استلموا المناصب بامتيازاتها المالية تنصلوا عن ميراث ابائهم واجدادهم الطيب وما يملكونه من رصيد اخلاقي محترم لدى اهل الموصل الكرام .
فلاتنخدعوا بالقاب عوائلهم ومسميات عشائرهم ،لانهم يتبجحون بها لذر الرماد على العيون لتكون طريقا معبدا وسالكا تصل بهم الى المقعد النيابي .
اما المرشحون الجدد فجادلوهم بكل صغيرة وكبيرة ،وخذوا منهم تعهدات خطية ،حتى تقذفونها بوجوههم عندما يخذلونكم .