المورمون يعتقدون أن الكنيسة الكاثوليكية حذفت أجزاء من الإنجيل ولا يوجد عقاب أبدي ولا جهنم

المورمون يعتقدون أن الكنيسة الكاثوليكية حذفت أجزاء من الإنجيل ولا يوجد عقاب أبدي ولا جهنم
باحثون الإسلام والمورمونية من أسرع الديانات انتشاراً وتجذبان المهمشين لدفاعهما عن حقوقهم
كريم محمد حاتم الساعدي
من معتقدات المورمون ما يلي
1 ــ الله الآب كان ذات يوما إنسانا مائتا له جسد وعظام مثلنا وعاش على الأرض مثلما عاش المسيح في أرضنا، ثم أصبح إلهّا.
2 ــ السيد المسيح مجرد روح كان كائنا من قبل مثلنا.
3 ــ الله الأب، وأبنه يسوع المسيح قد تزوجا من قبل بعديد من الزوجات.
4 ــ يعتقد المورمون بأن الإنجيل قد تعرض للتحريف، وأن الكنيسة الكاثوليكية قد حذفت أجزاء مهمة من الإنجيل.
5 ــ أضاف المرمون كثير من التعاليم بحجة أن الكنيسة الكاثوليكية قد قامت بحذفها، فأصدروا كتاب اللؤلؤة الكثيرة الثمن الذي يحتوى على أسفار موسى الخمسة، وأصدروا كتاب ابراهام وهو ترجمة برديات مصرية قديمة لا علاقة لها بالمسيحية.
6 ــ أن الخلاص من الخطايا الجسدية يحصل عليها الإنسان من خلال طاعته لإنجيل المرمون بالإضافة إلى الأعمال الحسنة… يقول جوزيف سميث لقد قلت للإخوة أن كتاب المرمون أصح كتاب على الأرض كما قلت أن الإنسان سيقترب إلى الله أكثر بمتابعة تعاليم هذا الكتاب من آي طريق آخر .
7 ــ بما أن الله كان إنسانا وصار إلها إذن من الممكن أن الإنسان يصير إلها في المستقبل، ولا سيما أن الإنسان روح كائن من قبل كان الله ثم أتخذ جسدا وولد في هذا العالم.
8 ــ يعتقد المورمون أن خلاص السيد المسيح على الصليب شمل كل البشر حتى الوثنين والوجوديبن بغض النظر عن إيمانهم، كما أنه شمل جميع أطفال العالم.
9 ــ لا يوجد عقاب أبدي، ولا جهنم وعقب موت الإنسان يذهب إلى إحدى المستويات الثلاثة الآتية
أ ــ ملكوت السموات المخصصة لأفراد كهنوت ملكي صادق الذين سيصبحون آلهة.
ب ــ الملكوت الأرضي المخصص للذين فشلوا في معرفة احتياجات الدخول إلى المجد.
ج ــ ملكوت TE LESTIAL للذين ليس لهم شهادة عن يسوع أى غير المسيحيين .
10 ــ يعتقدون أن جوزيف سميث هو النبي الحقيقي الذي قال الحق… وأنه لن يخلص إنسان بدون قبول جوزيف سميث…. يقولون وكل من يكسب هذه الشهادة الإلهية من الروح القدس سوف يعرف كذلك بنفس القوة أن يسوع المسيح هو مخلص العالم، وأن جوزيف سميث هو نبيه في هذه الأيام الأخيرة، وأن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة هي ملكوت الرب الذي أعيد إلى الأرض استعدادا للمجئ الثاني .
11 ــ يدعى المورمون أنهم قد احيوا الكنيسة الحقيقية التي أسسها يسوع المسيح وبذلك فأن كنيستهم فقط هي الكنيسة الحقيقية… لقد عاشت المسيحية في الارتداد والوثنية لمدة 18 قرن حتى جاء سميث فأعلن الحق، أعاد الإنجيل الحقيقي الذي فقد إنجيل المورمون .
12 ــ يمارس المورمون المعمودية نيابة عن موتاهم.
13 ــ ينادون بأنه قبل المجئ الثاني سيعود جميع اليهود إلى أورشليم، وأيضا سيجتمع جميع المورمون معا.
14 ــ يعتقدون بأن كل الجنس البشرى سيقوم من الأموات في يوم القيامة، ولكن المورمون فقط هم الذين سيذهبون للسماء الثالثة.
15 ــ يدعون أن العلاقات الزوجية ستستمر في الحياة الأخرى.
المورمون المعاصرون
رغم أن قادة المورمون عاشوا في انحلال إلا أن المورمون حاليا يحاولون تحسين صورتهم لجذب أكبر عدد إليهم، لذلك فهم يدققون في سلوكياتهم، ويصومون مرة كل شهر، ويمتنعون عن المسكرات والشاى والقهوة، ويقدمون عشورهم، وهناك فتوى مورمونية أصدرها في 1891 الزعيم الروحي للطائفة وطلب فيها من الأتباع عدم الزواج بأكثر من واحدة، من دون أن تتضمن فتواه تحريما، إنما مجرد طلب فقط، تلك الفتوى صدرت أيضا بعد 24 عاما من سن قانون منع تعدد الزوجات في الولايات المتحدة، فامتثل له المورمون اسميا على مضض، وفقط ليتم قبولهم ضمن الفدرالية الأمريكية لكنهم ظلوا يبيحون التعدد سرا طبقا لما يكتبون عن الطائفة التي اشتقت اسمها من كلمة مور الفرعونية ومعناها الشيء الحسن وفق ما كتبه سميث نفسه قبل مقتله بعام.
أما المرشح الجمهوري ميت رومني فدافع قدر الإمكان، مركّزا في حملته لكسب تأييد الجمهوريين بأنه لا يؤمن بمبدأ تعدد الزوجات الذي تخلت عنه المورمونية قبل 100 عام، وأنه ما زال متزوجا من المرأة نفسها منذ أكثر من 42 سنة. وقال رومني إن جديه لأبويه تزوج كل منهما من امرأة واحدة فقط، وكذلك والده الراحل جورج دبليو رومني، الذي كان واحدا من أشهر رجال الأعمال في حقل السيارات وتوابعها، وحاكما لولاية ميتشيغن، فقد تزوج من امرأة واحدة فقط، هي ليونير لافونت التي رزق منها بأربعة أبناء هم الآن من المشاهير، وأصغرهم عمرا ميت رومني نفسه.
بنود الإيمان الخاصة بكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة؟
دوّن النبي يوسف سميث كما يصطلحون عليه بعض مبادئ الإنجيل الهامة في ما يسمّى بـ بنود إيمان الكنيسة
ج تشمل بنود الإيمان هذه ثلاثة عشر بندا وقد طبعت باللغة العربية في كارت صغير خلفه صورة كنيسة، ويتم توزيعه مجانا ومن هذه البنود ما يلى
بند 1 نؤمن بالله. الأب الأزلي وبابنه يسوع والروح القدس.
بند 2 نؤمن بأن البشر سيعاقبون من أجل خطاياهم وليس بسبب تعدى آدم.
بند 5 نؤمن بأن الإنسان يجب أن يدعى من الله عن طريق النبوة ووضع الأيدي على يد هؤلاء الذين لهم السلطة، لكى يبشر بالإنجيل ويقوم بالمراسيم المتعلقة به.
بند 6 نؤمن بنفس التنظيم الذي قامت عليه الكنيسة القديمة، أي الرسل والأنبياء والرُّعاة والمعلمين والمبشرين، إلخ.
ِبند 7 نؤمن بموهبة الألسن والنبوة والرؤيا والأحلام والشفاء وتفسير الألسن، إلخ.
بند 8 نؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله بقدر ما ترجم صحيحا، كما نؤمن بأن كتاب مرمون هو كلمة الله.
بند 9 نؤمن بكل ما كشفه الله وبما يكشفه الآن ونؤمن أيضاً أنه سيظل يكشف أموراً كثيرة عظيمة هامة تتعلق بملكوت الله.
بند 10 نؤمن بتجمع إسرائيل الحرفي واستعادة القبائل العشر وأن صهيون أورشليم الجديدة ستؤسس على القارة الأمريكية، وأن المسيح سيملك شخصيا على الأرض، وأن الأرض ستجدد وتتسلم مجدها الفردوس.
بند 11 ندعى امتياز عبادة الله القوى طبقا لما يمليه علينا ضميرنا كما نسمح لجميع البشر بهذا الامتياز.
بند 12 نؤمن بأنه يجب علينا أن نخضع للملوك والرؤساء والحكام وأصحاب السلطة القضائية، كما نؤمن بأنه يجب علينا إطاعة القانون واحترامه وتعضيده.
ِبند 13 نؤمن بأنه يجب علينا أن نكون أمناء وصادقين وأطهاراً ومحسنين وأصحاب فضيلة وأن نعمل الخير لكل البشر. حقاً قد نقول إننا نتبع نصائح بولس الرسول بأننا نؤمن بكل الأشياء ونأمل بكل الأشياء وأننا تحمَّلنا الكثير ونرجو أن نقدر على احتمال كل الأشياء. فإن كان هناك شيء ذو فضيلة ومحبوب أو يستحق التقدير أو المدح فنحن نسعى وراء هذا الشيء.
موقف الكنائس المسيحية التقليديه من المورمون
منذ نشوء المورمونية كانت هناك ولا تزال اختلافات عقائدية صميمية مع الأغلبية المسيحية، ومنذ نشوء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة وهي كنيسة المورمون الرئيسية، لم تعترف الكنائس المسيحية الرئيسية بالمورمونية كجزء من الديانة المسيحية بسبب الخصائص والأفكار الفريدة حول العقيدة والألوهية وفكرة الخلاص. وأحد جذور الخلاف هو قناعة المورمون بأن جوزيف سميث هو رسول ونبي مثله مثل موسى أستلم ألواحا ووحيا، وكان الوحي الأولي مثيرا للجدل حيث تم تكليفه بما عبر عنه باستعادة كنيسة يسوع المسيح في جميع أنحاء الأرض. يعتقد المورمون أن كنيستهم هي وريثة الكنيسة التي أنشأها المسيح وتلاميذه والمسيحيين الأوائل وأن الوحي الإلهي عملية مستمرة ولم تتوقف وهذا يناقض الأغلبية المسيحية المؤمنة بأن عصر الوحي الإلهي قد انتهى برحيل تلاميذ المسيح وانتهاء العصر ألرسولي المسيحي. من وجهة نظر المورمون فإن الاختلاف الرئيسي بين عقيدتهم وبقية الأغلبية المسيحية هو ببساطة أن جوزيف سميث تم اختياره من الله كنبي وأوعز إليه استعادة سلطة الكهنوت والمذاهب المسيحية المختلفة. على النقيض من المورمون فإن معظم الطوائف المسيحية الأخرى تؤمن بأن عصر الأنبياء قد مضى وترفض مبدأ استمرار الوحي كما إنهم يرفضون التسليم بأن كتاب المورمون هو نص قديم، أو إنه من وحي الله , وبالنسبة لعدم استعمال المورمون للصليب كرمز كباقي المسيحيين، فهناك العديد من الفرضيات منها مقولة غوردن هنكلي عضو لجنة الكنيسة الأعلى في عام 2005 حيث قال الصليب هو رمز لموت المسيح، ورسالتنا هي إعلان المسيح الحي . بعبارة أخرى الصليب باعتقاد المورمون هو رمز للمسيح الذي لم يعد موجودا في العالم وهذا مناقض لعقيدة الكنيسة التي تؤمن بأن المسيح حي ويتفاعل مع العالم.
ما بين الإسلام والديانة المورمونية
يحاول الكثير من الكتاب والباحثين أيجاد نوع من أوجه التشابه بين الإسلام والمورمونيه، من خلال النظر الى أباحة تعدد الزوجات وتحريم القتل والزنا والعشور الذي هو بمثابة الزكاة عند المسلمين، ويهملون جوانب أساسية في عقيدة التوحيد والبعث والنشور والحساب في الآخرة…الخ، لكنهم يؤمنون كالمسلمين بأن الأنجيل قد تم تحريفه. يقول هاكان يافوز المولود في تركيا والذي أعتنق الديانة المورمونية ، وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة يوتاه ويُدرس مادة اسمها الدين والسياسة في جامعة يوتاه، كان قد حصل على بعثة من مؤسسة روكفيلر لكي يدرس الدين والصراع وبناية السلام . وهو الآن يدرس دور الإسلام والديانة المورمونية في السياسة والمجتمع ويتمنى في النهاية أن يحول هذا البحث الذي يجريه إلى كتاب. يقول بأنه لا زال مسلماً في ثقافته لكنه لا يؤمن بأن القرآن هو كلام الله الوحيد المتوفر، أنا أؤمن بأن هناك حقيقة ما في الديانة اليهودية والمسيحية والديانات الأمريكية الأصلية والإسلام. كلها إظهار جزئي للحقيقة . ويؤمن بأن كتاب مورمون كان ملهماً وهو إظهار آخر للحقيقة. الدين الإسلامي والديانة المورمونية اثنان من أسرع الديانات انتشاراً في العالم، وهما يجذبان العديد من المهتدين بهم من هوامش المجتمع. ويقول هاكان يافوز، هو ما يجعل مشاهدة انتشار الإسلام والديانة المورمونية شيئاً مشوقاً. ومثل يافوز يصف الدكتور إبراهيم موسى، وهو أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية الديانة المورمونية بأنها الأسرع انتشارا بين الطوائف في العالم، وهي لا ترفض رسالة النبي محمد، لكنها لا تقبلها.
إن انتشار الديانتان في العالم لا بدّ أن يحدث شيئاً من التوتر، هناك الآن أكثر من 1 بليون مسلم في العالم و 11 مليون عضو في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. فالإسلام ينتشر بسرعة في أمريكا، خاصة بين الأمريكيين من أصل أفريقي ومن أمريكا اللاتينية، كذلك في بلدان مثل الهند حيث يجذب أبناء أدنى الطبقات بشكل خاص، والديانة المورمونية تنمو بشكل سريع في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وعدد أعضائها الآن في خارج الولايات المتحدة أكثر منهم في داخلها. للديانتين جاذبية متشابهة فكل منها يعرض مذهباً صارماً في علم الأخلاق، يقول يافوز مثلا الابتعاد عن الكحول وعدم ممارسة الجنس قبل الزواج ، وكل منها توفر انتماء وهوية أعلى من الجنسية أو الأصل العرقي.
الدين الإسلامي والديانة المورمونية لهما تاريخ من الاضطهاد فكل منها تخلق نوعاً من الأمل للشعوب المضطهدة المهمشة في العالم ، إنهم سكان الأحياء الفقيرة. إنهم يريدون التغيير. إنهم يريدون التحرر، وهم يرون في كل من الإسلام والديانة المورمونية وسيلة للتحرر، ويضيف يافوز لكن كل هؤلاء الناس من هذه المناطق المختلفة يمكن ألا يرغبوا في ممارسة الديانة بنفس الطريقة التي تتم ممارستها في البلاد التي أسست فيها . لذلك يقول يافوز إن هناك أشياء يمكن للمسلمين أن يتعلموها من المورمون وهناك أشياء يمكن للمورمون أن يتعلموها من المسلمين ، مثلاً
الإسلام يقوم بعمل أفضل من ناحية التبشير بالعدالة الاجتماعية،أما المورمون فأنهم يقومون بعمل أفضل من ناحية تطبيق العدالة الاجتماعية. ومن أعضاء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة يمكن للمسلمين أن يتعلموا كيفية جمع العشور التبرعات الدينية وتوزيعها وكيفية الرد على المسائل التي تختص بالعدالة الاجتماعية، يقول يافوز وهو يشير إلى ممارسات قديسي الأيام الأخيرة مثل خطة الكنيسة لإنعاش المحتاجين ومخازن الأساقفة التي يجمع فيها من تبرعات أعضاء الكنيسة ما يسد احتياجات الفقراء . ويقول إن من الإسلام يمكن للمورمون أن يتعلموا كيفية التعامل مع التنوع . ويحذر يافوز، إذا فشلت الديانة المورمونية في التعامل مع التنوع، فإنها ستواجه تشققاً كبيراً وانفصال بعض المجموعات . ويقول إن رؤساء كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة عليهم أن يفصلوا بين الديانة المورمونية والثقافة المورمونية وعليهم أن يدركوا أن الممارسات الخاصة بديانة عالمية لا يمكن أن تستمر بكونها متمركزة في يوتاه ، ويقول إن كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، تستمد إرشادها من الإسلام، وعليها أن تشجع أعضاءها في المناطق البعيدة بأن يخلقوا بناياتهم الخاصة وطرقهم الخاصة في تدبير أمور الكنيسة. والآن في بعض البلدان يلبس المبشرون المورمون اللباس الشعبي بدلاً من البدلة وربطة العنق المعتادة.
/4/2012 Issue 4181 – Date 23 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4181 التاريخ 23»4»2012
AZP07