المواطن والمواطنة الغائبة
المجتمع العراقي ينظر الى المواطنة بمنظور غير منظور ثقافات الشعوب الاخرى وليس الوطن الذي ينتسب اليه المواطنون وهو الذي يحدد لهم نوع الهوية التي ينتسب اليها … فالوطن الواحد قد تتعاقب عليه أنظمة مختلفة بل وحتى متناقضة وقد يوجد تداخل لدى البعض بين مفهومي الوطنية والهوية الا ان هناك فوارق بينهما فالمواطنة أنتساب جغرافي الى الارض والهوية أنتساب وبتعبير ادق الهوية لازمة للمواطنة لان المواطنيين لابد لهم من من ارتقاء ثقافي ومعتقدات وقيم ومعايير معينة لازمة للمواطن ولان المواطنيين لابد لهم من نظام سياسي وعلاقات اقتصادية واجتماعية وقوانيين وتضبط العلاقات ويبنى على معتقدات وقيم ومعايير جمى وبذلك تعتبر الهوية النظارة التي يرى من خلالها المواطنون ما هو مناسب او غيره او صالح او غيره فاذا اختلفت على النظارات اختلف تقويم الناظرين الى ما ينظرون اليه اما اذا اتفقوا على مصلحته حيث لا يمكن ان ينظروا الى تلك المصلحة باعتبارهم مواطنيين فقط …. بل لابد ان ينظروا اليها بحسب هوايتهم … وهنا نقف عند مفترق طريق فالمواطنة ( العراقية المجتمعية ) يختلف عما هو متداول في الثقافة العالمية رغم ان الدستور العراقي قد اوضح ان المواطن العراقي هو كل من ولد لاب او لام عراقيين وفقا” للمنظور الاجتماعي العراقي الذي تشكل بفصل طغيان المد القبلي والعشائري في الحياة العراقية … فالمواطن لابد ان يكون ذا حسب ونسب ووجاهة لكي يتقلد المناصب السياسية والوظيفية … اما المعيار الكفاءة والمهنية والنزاهة فهي ليست ذات اهمية او انها اشياء ثانوية … وقد حاولنا النقاش العلمية مع بعض العراقيين المختصين في علم الاجتماع البعض منهم مقيمون في العراق والاخرون مهجرون لظروف كثيرة خارج العراق وحيث أجمع هولاء المختصصون وفق تحليل علمي ودراسات اكاديمية على ضعف المواطنة العراقية داخل العراق لاسباب عدة اهمها الاهمال الحكومي والتفاوت الطبقي و بالشعور بالغبن والحرمان وتغليب الهوية الاثنية والقومية الدينية والمذهبية والعرقية والسياسية على حساب الهوية الوطنية في حين نجد ان العراقي المقيم في بلدان اخرى وخاصة في دول اوربية يجد الرعاية والاهتمام به وبعائلته واهمها الضمان المعيشي والصحي وما يقوي مبدأ المواطنة لديه ولاغرابة ان نجده يفتخر بأنتسابه الى هذه الدولة او تلك التي لم يلد فيها لانها احتصنته ووفرت له ملاذا” امنا” بغض النظر عن ميولة الدينية والايديولوجية او مهاراته او تحصيلة العلمي والدراسي ولنا امثله لاتعد ولاتحصى في هذا المجال وخير دليل على ذلك بعد عام 2003 منهم من تقلدوا المناصب السياسية والوظيفية رغم قسم منهم ليس لديه معيار الكفاءة والمهنية النزاهة . لذا ندعو الى مراجعة الذات العراقية وجلدها للوصول الى المواطنة الحقة المبنية على الولاء والكفاءة والمهنية بعيدا” عن الانتماء القومي والديني والمذهبي والطائفي والعرقي والتي أثبتت التجارب القاسية التي مر بها وطننا العراق العظيم والرجوع الى الهوية الوطنية بأعتبار العراقيون متساوين في الحقوق والواجبات رغم ان هذه الحقوق مثبته في الدستور العراقي لكنها ومع الاسف على ارض الواقع منتهكة وغير معمول بها واستعيض عتها بالمحسوبية والحزبية الطائفية والولاء الديني والمذهبي والقومي .
صلاح الحسن