
مدوّنون: الخطاب فقد بوصلة التثقيف والتأثير بشأن الإستحقاق المرتقب
المندلاوي يتعرض لموجة من السخرية أثناء مؤتمر إنتخابي في بغداد
بغداد – الزمان
تحولت زلة لسان نائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي أثناء تلاوته أبياتاً من قصيدة (إذا الشعب يوماً أراد الحياة) للشاعر أبو القاسم الشابي، إلى موجة من السخرية، بعد أن أخطأ في قراءة أكثر من بيت خلال مشاركته في مؤتمر انتخابي ببغداد.
وقال مدونون أمس إن (المندلاوي حاول الاستشهاد بالقصيدة لشدّ الجمهور وإيصال رسالة تحفيزية، لكنه تعثر في قراءتها، وتوقف وسط صمت الحاضرين قبل أن يتدارك الموقف بشكل مرتبك)، مضيفين إن (اللقطة انتشرت سريعاً، مرفقة بتعليقات ساخرة ومقاطع معدّلة أعادت تداول المشهد على نطاق واسع)، وأوضح المدونون إن (الحادثة كشفت ضعف التحضير الخطابي لدى بعض الشخصيات السياسية، التي تلجأ إلى الشعارات الأدبية دون امتلاك أدوات الإلقاء أو المعرفة بثقافة النص الذي تستشهد به).
اداء سياسي
معتبرين إن (المشهد يعكس صورة أوسع عن الأداء السياسي المرتبك في الخطاب العام)، واعرب المدونون عن سخريتهم بالقول (إذا كان نائب رئيس البرلمان لا يستطيع حفظ أشهر القصائد، فكيف له أن يحفظ حقوق المواطنين؟)، على حد قولهم. مؤكدين إن (الواقعة سلطت الضوء على العلاقة المتوترة بين الجمهور والسياسيين، حيث أصبحت المنصات الرقمية مرآة تكشف الأخطاء وتحوّلها إلى أدوات نقد وسخرية جماعية)، وشددوا على القول إن (الشارع بات أكثر حساسية تجاه أي تصرف يُفسّر على أنه جهل أو استهانة بالوعي العام).
وتشهد الساحة الانتخابية في الأسابيع الأخيرة، تصاعداً في حدة الخطاب داخل المؤتمرات الدعائية لعدد من الكتل، التي تحوّل خطابها من التثقيف الانتخابي إلى التسقيط المتبادل والطعن بالخصوم، ما أثار استياء الشارع وموجات من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى مراقبون إن (المؤتمرات الانتخابية، فقدت مضمونها التوعوي المفترض، بعدما انشغل بعض المرشحين بتوجيه الاتهامات وتكرار الشعارات القديمة، بدل تقديم برامج واقعية أو حلول مقنعة)، وأشاروا إلى إن (الجمهور بات أكثر وعياً وقدرة على التمييز بين الخطاب الجاد والخطاب الاستعراضي)، مؤكدين إن (الظهور المتكرر لمرشحين ومسؤولين في مواقف محرجة أو أخطاء لفظية.
منصات اجتماعية
كما حدث في مؤتمر نائب رئيس البرلمان، يعكس غياب الإعداد الإعلامي واللغوي لدى بعض الشخصيات العامة)، وشددوا على القول إن (هذه الزلات أصبحت مادة جاهزة للسخرية على المنصات الاجتماعية)، واعرب المراقبون عن اعتقادهم إن (حملات السخرية المتكررة تعبّر عن تراجع ثقة الجمهور بالخطاب السياسي التقليدي، واتساع الفجوة بين الناخب والمرشح)، محذرين من إن (استمرار هذا النهج الدعائي سيضعف المشاركة الانتخابية ويعمّق الإحباط الشعبي تجاه العملية السياسية)، ولفت المراقبون إلى إن (الوعي الشعبي، لم يعد يتأثر بسهولة بالشعارات أو الصور الدعائية، بل أصبح يتابع بدقة كل كلمة أو تصرف يصدر عن المرشح، في ظل بيئة رقمية قادرة على تضخيم الأخطاء وتحويلها إلى رأي عام خلال ساعات).



















