المنتقم
سئم الحياة في قبره ، لم يعد يحتمل التصبر لقد تجرع جور التأريخ إلى مشاش عظامه وتراكمت عليه ظلمات العصور المتوارثة عبر السنين المتطاولة بتجلياتها المأساة.
فالعدل يكتب طريقاً نحو السماء ويداه تحملان الرأفة والرحمة تاركاً غوص المعمورة في بحر الغاب ، فقد أستسيغ لحم الإنسان ليصبح هو الطعام المستطاب ورائحة الشواء تنبعث من مداخن الشتاء .. وجرائم الاجنة في عالم الأرحام لابراءة لهم بل الرجم والقصاص في كتابات القديسين من شتى الديانات والسياسات.
ولازال الصدى يحمل إليه أقياء البحار المتخمة بأجرام صغار أنطوت عليها عوالم الكبار ،،
توثبت روح الأنتقام في نفسه فقرر نطح الجدار برأسه لا لأجل الأنتحار بل لينفذ من كوة فيحصد الغاب ويبتلع البحار مازال ينطح برأسه حتى أحدث ثقبا كسم الخياط .
نظر إلى العالم السفلي وقف أمامه جبل من الحجر الجلمد تراخت يداه ورجلاه عاد إلى مضجعه الأبدي وأهال على رأسه شيء من التراب .
رسول مهدي الحلو .- بغداد
النجف الأشرف .