المنامة تتغنى بالأسود

المنامة تتغنى بالأسود
تحولت العاصمة البحرينية المنامة الى لوحة فسيفساء تحتضن الاشقاء والاصدقاء في العرس الخليجي، فباتت الشوارع والازقة تعج باعلام المنتخبات المشاركة في خليجي 21، فيما تعالت اصوات السيارات مطلقة العنان لافراح ومسرات مع نهاية كل مباراة، في مشاهد معبرة عن روح الالفة والتسامح والمودة بين ابناء الوطن الواحد والوافدين والجاليات الذين يعيشون في المملكة، ليلتئم شمل العرب.
لكن العنوان الابرز لهذه المشاهد، تفاعل الجماهير العراقية في المنامة مع مسيرة الاسود التي قطعت تذكرة نصف النهائي من ملعب خليفة وسط صيحات ابناء وبنات الرافدين الذين لبوا نداء الواجب، فملؤا المكان المخصص للجمهور العراقي في وقت مبكر من زمن المواجهة حتى يتهيؤا لاستقبال الابطال في رحلة الابداع والتالق والتحدي، وليكتبوا فصول جديدة من اللحمة العراقية الممزوجة بالانتماء الى تربة الوطن الغالي.
الحشود العراقية دغدغت مشاعرنا وضربت على وتر التواصل، حتى باتت مثار اعجاب الصحفيين العرب والاجانب في مقصورة ملعب خليفة، وان الانضباط والسلوك المميز للجماهير ابرز ما غلف دفء المشاعر وروعة الاستقبال لنجوم المنتخب الوطني، واعطى اللقاء دفقا جديدا وروحا وثابة للم الشمل وعنوانا كبيرا للانتماء الوطني.
الرياضة اصبحت جسرا للتواصل وكرة القدم فسحة للتعبير عن الفرح العراقي ومسرحا لتجمع الاحبة بكل اطيافهم تحت راية الله اكبر، وان تقليعات الجماهير تصدرت وسائل الاعلام، ليكتب العراقي فصول جديدة في مسيرة طويلة، فلم تعد الغربة عائقا امام ابداعات الجماهير التي تغنت شعرا وفنا وطربا بانتصارات الاسود.
المتعة والاثارة حاضرة في البحرين، والمنتخب العراقي على بعد خطوة من تسجيل علامة كاملة من النقاط في الدور الاول حيث ستكون مباراة اليوم امام اليمن ولادة حقيقية عن بطل يبحث عن المجد الذي غادره منذ ربع قرن، وان خليجي 21 حلقة مكملة لقراءات الناجح حكيم شاكر الذي ضرب على وتر التفوق عبر كتيبة تتسلح بالخبرة والشباب وتطمح للوقوف فوق منصة التتويج الاولى.
ان ليالي المنامة تشهد على حالة الانضباط والالتزام داخل معسكر المنتخب الوطني، وان تطبيق الاجراءات الصارمة من قبل بعثة العراق تبعث رسائل ايجابية ومشجعة تتناغم مع مطالب مشروعة لنقل كأس الخليج العربي الى خزانة اتحاد الكرة، والعراق يكمل التزاماته لتضييف الاشقاء في البصرة عام 2015 في عرس كروي تحت خيمة نخيل الفيحاء وطيبة اهل الجنوب، وان ملف وزارة الشباب والرياضة الذي عبر عنه وكيل الوزارة عصام الديوان بشان المدينة الرياضية يحمل بين طياته رسائل اطمئنان على جاهزية العراق لاستقبال الخليجيين.
وان المشاعر الحقيقية التي نلمسها ونستمع اليها في الفندق والشارع والملعب مع كل فوز عراقي تمثل جسور محبة وتعطينا فسحة من الامل لرد الجميل. فمبارك للجميع خليجي 21 .
قصي حسن
المنامة
AZLAS
AZLAF