
باريس (أ ف ب) – يحاول الملك تشارلز الثالث الساعي إلى ترسيخ صورته على الساحة الدولية بعد سنة على اعتلائه العرش، الخميس ترك بصمته السياسية في خطابه أمام البرلمانيين الفرنسيين في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الى باريس حيث تعهد بذل كل الجهود “لتعزيز العلاقات الحتمية” بين بريطانيا وفرنسا.
وأكد كذلك عزم لندن وباريس “الذي لا يتزعزع” لدعم أوكرانيا.
وفي خطابه أمام مجلس الشيوخ وهو الأول لعاهل بريطاني الخميس قال تشارلز إنه سيبذل كل الجهود “لتعزيز العلاقات الحتمية” بين فرنسا وبريطانيا. واقترح “وفاقا من أجل الاستدامة” بريطانيا-فرنسيا جديدا حول المناخ والتنوع البيولوجي.
واستهلم تشارلز بذلك من “الوفاق الودي” وهي مجموعة اتفاقات مبرة بني فرنسا وبريطانيا العام 1904 لتذليل الخلافافات الكبيرة بينهما.
وأكد من جانب آخر، “تصميم” بريطانيا وفرنسا “الثابت” على رؤية أوكرانيا “تنتصر”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون أكد في عشاء أقيم الأربعاء في قصر فرساي أن هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام الى فرنسا وهي الأولى منذ تتويج تشارلز الثالث، تشكل “علامة صداقة وثقة” و”تحية لماضينا” و”ضمانة للمستقبل”.
قبل ذلك توجه تشارلز الثالث الى الحشود اثناء رفع الانخاب التقليدي متحدثا بالفرنسية والانكليزية معا. وقال “يتحتّم علينا جميعاً إعادة تقوية صداقتنا لنكون واثقين من أنّها في مستوى تحدّي هذا القرن الحادي والعشرين”.
ورحّب الملك أيضاً بالقمّة الفرنسية-البريطانية التي عُقدت في آذار/مارس في قصر الإليزيه بين ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، معتبراً أنّ هذه القمّة، الأولى بين البلدين منذ خمس سنوات، ساهمت في “تجديد الوفاق الودّي” بين لندن وباريس بعد التوتّرات التي نجمت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكان يفترض ان تجري زيارة تشارلز الثالث في آذار/مارس على ان تكون زيارته الأولى كملك الى الخارج، لكنها أرجئت في اللحظة الاخيرة بسبب التظاهرات العنيفة التي كانت تعم فرنسا احتجاجا على اصلاح نظام التقاعد.
– مقبرة ملوك فرنسا-
سيتحدث الملك بعد ظهر الخميس عند الساعة 15,40 (13,40 ت غ) مختتما طاولة مستديرة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، مخصصة ل”تمويل المناخ” أي الإجراءات التي اتخذتها البنوك في مواجهة تغير المناخ، مثل المنتجات المالية الخضراء.
غداة زيارة فرساي، سيتوجه تشارلز الثالث الى محطة أخرى عند أبواب العاصمة الفرنسية، هذه المرة شمالا الى سان دوني وهي ضاحية محرومة ولكنها أيضا مقبرة لملوك فرنسا ومركز الألعاب الأولمبية 2024.
عند الساعة 12,00 (10,00 ت غ) سيلتقي الملك تشارلز الثالث، برفقة الملكة كاميلا والسيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون، بشباب من سان دوني للبحث في موضوع الرياضة، وسيزور كاتدرائية سان دوني، وهي تحفة معمارية.
بعد زيارة سوق الزهور في وسط باريس التاريخي، سينضم تشارلز وكاميلا الى ماكرون وزوجته لزيارة كاتدرائية نوتردام في باريس عند الساعة 14,45 بالتوقيت المحلي (12,45 ت غ) للقاء أفراد من فريق ترميم الكاتدرائية التي شهدت حريقا كبيرا في 2019 والتي ستعيد فتح أبوابها في كانون الاول/ديسمبر 2024.
يتوجه الملك وزوجته الجمعة الى بوردو في اليوم الثالث والاخيرة من الزيارة، في منطقة بجنوب غرب فرنسا شهدت حرائق ضخمة في 2022 وتعد عددا كبيرا من السكان البريطانيين.
وهناك، سيزور مع الملكة كاميلا الفرقاطة HMS Iron Duke، وهي سفينة تابعة للبحرية الملكية.