المقهى

المقهى
مظهر حسن
وكنت أنا
أمشط أسناني
بكلمات ضجرة في أفواه الشجر
كنت جثته تطفو على جسد النهار
وكنا. وبغداد. وكلكامش
نراقب سطوة الصمت
على زوايا المكان
كنت الكراسي فارغة
انت المقهى فارغة
كانت الوجوه
مغلقة باقنعة تشبه القباب
او ما اسميه بتائم الجثث
وكان الفرات يندلق ممتدا كصباح
وكانت اوراك تذوب في مشكاة
توقد من دماء الشجر
وكانت بغداد تتوشح برداء احمر
ودساتير من ضباب
وعيون غارقة
في جثة النهر
وكان الشجر..
كانت المقهى فارغة
كانت الكراسي فارغة
كانت الأفواه مغلقة
والفراغ
صفير يتلذذ بصمت الجالسين
وكنت أنا،
هنا
في هذا النهر
وتحت ظلال شجر الكالبتوس
ينضج الحب المذبوح
وتصدح السماء بتراتيل لايتام لم يولدوا بعد
كانت المدينة صامتة
كانت المقهى فارغة
كانت الكراسي ناضجة
كانت الوجوه مقرفة
كانت الشوارع فارغة
كانت السيارات مفخخة
كانت الازقة تعلق عيونها
على جدران من بارود ورصاص
وكان النهر يبحث عن حصى كربلاء
في جثة الشجر
كان الحصى
كان التابوت
كان الهيكل
وكان الطريق الى بابل
معلقاً بين بغداد وكربلاء
وكنت أنا
أعقل مطيتي بخيوط الصمت
وانزوي مع نهيري.
وكراسيي الفارغة
في مقهى
يضج بلغط
كثير
ووجوه…
كان خزعل الماجدي واقفاً
عند شجر الكالبتوس
يراقب جثة النهر وهي تطفو على جسد النهار
وكانت الضفادع المرقطة
تتقافز
وربما.. تتناسل
في ظهيرة
أشبه بزجاج منثور
وكانت أنثى العنكبوت
تحيك خيوط الفجر في فضاء مظلم وبعيد
ــ مظلم هذا السقف وبعيد ــ
ــ وكنت أنا كراسييّ الفارغة
ــ نحتضن بغداد
ــ بأذرع كربلاء
ــ ونراقب أوروك
ــ بدموع بابل
ــ حاملين جثة النهر
ــ على أكتاف شجر الكالبتوس
ــ وحينها
ــ كان المقهى
ــ فارغاً،
/6/2012 Issue 4217 – Date 4 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4217 التاريخ 4»6»2012
AZP09

مشاركة