المقاتلون الأكراد يطردون جبهة النصرة من شمال سوريا
رئيس الأركان يحدد الخيارات العسكرية وانحسار معارضة الكونغرس لتسليح المعارضة
واشنطن ــ الزمان
واصل المقاتلون الاكراد تقدمهم في شمال سوريا امس حيث سيطروا على عدد من القرى بعد طرد مقاتلين جهاديين منها.
فيما أعرب زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني عن رفض أهل الجهاد أي عملية سياسية وانتخابات برلمانية ، داعياً الى احلال حكم الشريعة والاسلام ، ومحذراً من أي تسوية سياسية بضغط دولي . وقال الجولاني يا أهل الشام، ساحتنا اليوم محطة صراع الأمم وتجمع الأعداء على أهل الاسلام. وأثبتت الحركة الجهادية المباركة في أرض الشام أنها تستعيد للاسلام دوره الذي سلب منه في المنطقة . وقال المرصد السوري ان الاشتباكات مستمرة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ولواء جبهة الاكراد التابع للجيش السوري الحر من طرف ومقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب اخرى مقاتلة من طرف آخر في قرية اليابسة في محيط مدينة تل ابيض واطراف المدينة في محافظة الرقة واشار الى ان لواء جبهة الاكراد أسر امير جبهة النصرة في قرية جلبة المعروف باسم ابو رعد وعددا من عناصر الجبهة . وكان المقاتلون الاكراد سيطروا على قرى كور حسو وعطوان وسارج وخربة علو الى غرب تل ابيض. كما سيطروا على قرى كندار وسوسك وتل أخضر وتل فندر والكرحسات في المنطقة نفسها القريبة من بلدة كوباني ذات الغالبية الكردية. علما ان معظم هذه القرى مختلطة بين عرب واكراد. وفي محافظة الحسكة استمرت الاشتباكات لليوم السابع على التوالي في منطقة جل آغا بين مقاتلي وحدات حماية الشعب والمقاتلين الاسلاميين المتطرفين، بحسب المرصد الذي اشار الى سيطرة المقاتلين الاكراد مساء أمس الاول على كازية الشيخ ومزرعة كلمي اللتين كان يتمركز فيهما مقاتلون من الدولة الاسلامية في المنطقة.
واندلعت المعارك بين الطرفين في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا التي تمكن الاكراد من اخراج مقاتلي الدولة الاسلامية والنصرة منها، قبل ان تتوسع الى مناطق اخرى. وقد حصدت حتى اليوم سبعين قتيلا في صفوف الطرفين. من جانبه قال مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي ان الرئيس باراك أوباما يمكنه المضي قدما في تنفيذ خطة لتسليح المعارضة السورية بعدما انحسرت المخاوف لدى بعض اعضاء الكونجرس. وقال روجرز عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري نعتقد اننا في وضع يمكن فيه للحكومة الأمريكية أن تمضي قدما . في وقت طرح رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، في رسالة وجهها الى الكونغرس مختلف الخيارات المتاحة للقيام بتدخل عسكري في سوريا، الى جانب المخاطر المتوقعة والتكلفة الباهظة التي قدرها بمليارات الدولارات.
وذكرت شبكة سي أن أن أن ديمبسي قدم رسالة الى رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، كارل ليفين، تضمّ سيناريوهات مختلفة تتراوح بين تقديم معلومات استخبارية والتدريب على استخدام الاسلحة وصولا الى نشر جنود للهجوم ولتأمين المواقع التي توجد فيها ترسانة الأسلحة الكيميائية.
ولكنه حذر من تبعات أي تدخل عسكري قائلاً لقد تعلمنا من السنوات العشر الماضية، بأنه، وببساطة، لا يكفي تغيير موازين القوى العسكرية دون دراسة متأنية لما هو ضروري للابقاء على دولة فاعلة .
وقال حالما نتحرك، علينا ان نكون مستعدين لما سيعقب ذلك، وسيصبح التدخل بشكل اكبر امرا يصعب تفاديه .
ومن بين السيناريوهات التي تطرق اليها، تحدث ديمبسي عن خيار فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، وهي عملية ستكلف 500 مليون دولار مبدئياً، بجانب مليار دولار شهريا، في المتوسط، على مدى عام لتحجيم القدرات الجوية للنظام السوري.
ولفت الى ان خيار منطقة حظر الطيران قد يثبت فشله في خفض معدل العنف أو نقل الزخم من طرف لآخر نظرا لاعتماد النظام السوري بشدة على الدفاعات الأرضية كالصواريخ والقذائف والمدفعية.
وفي ما يتعلق بتأمين ترسانة الأسلحة الكيميائية، فقد أشار الى أن هذا الخيار يستوجب فرض منطقة حظر طيران وضربات جوية وبالصواريخ تشارك فيها مئات الطائرات المقاتلة، والسفن الحربية والغواصات، بجانب الآلاف من القوات الخاصة والبرية للهجوم وتأمين الأماكن الحساسة، وهو عملية أخرى قد تتجاوز تكلفتها مليار دولار شهرياً.
كما أن سيناريو تدريب ودعم وتقديم الاستشارات لمقاتلي المعارضة السورية، يتطلب نشر عدة آلاف من الجنود، بجانب خيار تشكيل منطقة آمنة لتدريب مقاتلي المعارضة ولتوزيع المساعدات الانسانية. وقال هذا خيار يتطلب فرض منطقة حظر طيران محدود، وقوات برية أمريكية لحراستها، وقد تترتب عليه تكلفة بشرية ومالية تصل الى مليار دولار شهرياً.
AZP01