مدريد -الزمان الرباط - عبدالحق بن رحمون
هناك ترقب واضح لما يمكن ان تسفر علبيه زيارة رئيس الاركان للجيش الجزائري الى فرنسا ولقائه الرئيس ماكرون، في ظل استمرار المشاكل المغربية الجزائرية. ومن جهة اخرى هناك مسار جديد للمغرب و اسبانيا في الوقت الذي يشيد فيه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، خلال مناقشة بمجلس النواب،الثلاثاء، بتميز علاقات التعاون القائمة بين الرباط ومدريد. والمغرب، مع تأكيده على الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على علاقات أفضل، في ذات الوقت يرتفع مؤشر التوتر في العلاقات الدبلوماسية المغربية والفرنسية. ومؤخرا أقدم المغرب على تأجيل المغرب اجتماعين رفيعي المستوى لكل من نائب مدير شمال إفريقيا والشرق الأوسط في الدائرة العامة للتسليح في وزارة الدفاع الفرنسية، أوليفيه لوكوانت، وانعقاد اللجنة المشتركة الاستشارية حول التعاون القضائي. أما بخصوص العلاقات المغربية الاسبانية وخلال مناقشة بمجلس النواب أبرز بيدرو سانشيز أن مصلحة اسبانيا الحفاظ على أفضل العلاقات، وقال « ليس من أجل إسبانيا فحسب، ولكن أيضا من أجل الاتحاد الأوروبي.»
من جهة أخرى ، يأتي قرار السلطات المغربية، تأجيل المغرب اجتماعين رفيعي المستوى في وقت تشهد فيه العلاقات مع باريس توترا دبلوماسيا بسبب إقدام حزب الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بالتصويت ضد المغرب في البرلمان الأوروبي.
وفي سياق متصل، احتج الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان على ما تعرض له المواطنون المغاربة من تعسفات من طرف مصالح سفارات دول الاتحاد الأوروبي بالمغرب. وكشف بيان الائتلاف المغربي أن مصالح التمثيليات الأوروبية، تضع عددا من العراقيل للحيلولة دون تمكين المعنيين من التأشيرة، لدخول التراب الأوروبي، وهو ما اعتبرته انتهاكا صارخا للحق في التنقل، المنصوص عليه في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، المصادق عليها من طرف بلدان الاتحاد.
وفي هذا الصدد ، أعلن الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، أنه سيعقد ندوة صحافية، يوم الخميس 2 من شهر شباط (فبراير) 2023، لتقديم برنامج التحرك والترافع الذي سيطلقه تجاه الاتحاد الأوروبي، من أجل احترام الحق في التنقل دون قيود أوحصار، وتجاه وزارة الخارجية والتعاون المغربية كمؤسسة رسمية معنية بالموضوع.
من جهته، أوضح الخبير الإسباني في الشؤون المغاربية، خافيير فرنانديز أريباس، ان قرار البرلمان الأوروبي الذي يوجه اتهامات لا أساس لها ضد المغرب هو جزء من «حملة متعمدة وغير ضرورية» لتشويه صورة المملكة وتنميتها. كما كشف الخبير الإسباني أنه “بينما تُنتهك حقوق الإنسان في العديد من البلدان على غرار الجزائر، يركز البرلمان الأوروبي اهتمامه بشكل أخرق على المغرب، البلد الذي يحصد نجاحات ومكتسبات في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان”، مستنكرا تدخل المؤسسات الأوروبية في الشؤون الداخلية للمغرب.
على صعيد آخر، وخلال زيارتها الرسمية للمغرب أشارت ، الأربعاء، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، في تصريح صحفي إلى أن اللقاء الذي جمعها مع رئيس الدبلوماسية المغربية أكدت إلى الدعم المتواصل للولايات المتحدة لستافان دي ميستورا كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
وعقب محادثات جرت بالرباط مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أوضحت ميشيل سيسون أن «الولايات المتحدة ما تزال تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا.» كما سجلت المسؤولة الأمريكية في تصريحها أن «أولوية الولايات المتحدة هي دعم مسار ذي مصداقية يؤدي إلى حل مشرف ومستدام للنزاع حول الصحراء، يحظى بدعم المجتمع الدولي.» وقالت سيسون خلال اللقاء «ناقشنا دعمنا القوي لجهود حفظ السلام التي تبذلها بعثة المينورسو، وأهميتها في الحفاظ على شروط مسلسل السلام تحت رعاية الأمم المتحدة.»
على صعيد آخر، وبخصوص أفق العلاقات المغربية الإسبانية فإن خارطة الطريق الجديدة المعتمدة في نيسان (أبريل) الماضي، بمناسبة الزيارة التي قام بها بيدرو سانشيز للمغرب، بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، التزم البلدان، على الخصوص، بمعالجة المواضيع ذات الاهتمام المشترك، «بروح من الثقة والتشاور»، مع تفعيل مجموعات العمل المحدثة بين البلدين قصد إعادة إطلاق التعاون الثنائي متعدد القطاعات.