المظلة السوداء‮ ‬ – نصوص – ساجدة الشويلي

المظلة السوداء  – نصوص – ساجدة الشويلي

كانت آتية من مكان ما!!؟ لم تشعر بحرارة الشمس الحارقة في يوم تموزي مثقل بالكآبة ،بل شعرت ان في داخلها بركانا يضج بالحركة لايريد أن يهدأ ابدا. كانت تأخذها نظراتها الى الجهة المقابلة لتوهمه بأنها لم تره ،لكنها لم تكن كذلك ،انها ملهوفة لهذا اللقاء , ذئاب الشوق تصرخ فيها ،والماضي حاضرا بين عينيها , رائحة الصيف الساخن المختوم على تلك الارصفة التي باتت تبكي لبكائها .

غسلت دموعها الكثيفة الاسفلت واستحضرت كل انواع العطور والوعود التي تبخرت في لحظة ارتعاد الامكنة بالسموم . تذكرت رباب الشتاء والمظلة السوداء ورجل المطر ..الذي ناولها مظلته لتحتمي بها من سحابة ظالمة …بعثرت كل أجزائها      المرتبة ،وجعلتها امام إمرأة اخرى ارغمت روحها الهاربة ان تستسلم . هي وهو تحت مظلة المطر ,رقصة الظلام ،وسندريلا عاشقة داهمها توقيت الساعة الثانية عشر ،حيث كان عليها ان تركض وتركض حتى يختفي كل شيء ويعود الى حقيقته الاولى ….أخفت كل شيء الا ذلك الوشاح البنفسجي الذي يحكي نبوءة وجه متعب يتأمل الاشياء بعينين تائهتين ،يتأمل شوارع مظلمة وفضاءات فارغة إلا من الاوهام . التفت اليها وقال :لم يعد لنا لقاء اخرجيني منكِ ومن حكايتكِ فأنا لست سوى خرافة صنعتها عوالم افتراضية نظرت اليه رباب وكأن الحزن استعان بكل السكاكين لتمضي في رقبة هشة بلا رحمة او رأفة منه وقالت :أنني لم اتزوج!انا حامل بك ! وانفجرت بالبكاء

رددت بصوت عال ،ماذا ستمنحني مقابل كل هذا الانتظار … شعرت انذاك ان كل مافيها يصرخ ويدين ماينبعث منه حتى زفيره ، سقطت مغشيا عليها من اثر الذهول .. حتى استفاقت على منبه الساعة العاشرة صباحا ،موعد الخروج من الحلم ،اسرعت نحو المرآة نظرت فيها وهي مبتسمة وقالت انه مجرد حلم لاغير.