المسؤولية الإجتماعية والرياضة – اكرام زين العابدين

الله بالخير رياضة

المسؤولية الإجتماعية والرياضة – اكرام زين العابدين

من الممكن ان يكون هذا الموضوع غريب بعض الشيء على الرياضة العراقية ، ولكن اذكر ان البعض وبشكل عفوي أسهم في وضع لبناته الاولى في خليجي 25 بالبصرة من خلال دعم بعض الفئات الخاصة بالمجتمع والتي اظهرت لقطات تلفازية تفاعلها مع الحدث ، مما يعني اننا قادرين ومن الممكن ان نبدا مشروع ادخال المسؤولية الاجتماعية في الرياضة العراقية.

 ولا ضير بالتعرف على تجارب الدول القريبة للعراق التي سبقتنا بهذا المجال الانساني، ومنها السعودية والامارات وقطر التي وظفت مونديالها بالعام الماضي بالشكل الصحيح ونجحت في تقديم دروس مجانية بدور الرياضة والمسؤولية الاجتماعية.

وهنا نذكر ان الاتحادان الدولي والاسيوي لكرة القدم يهتم في لجنة المسؤولية الاجتماعية ويعدها من اهم اللجان العاملة لانها بتماس مباشر مع جمهور كرة القدم ويعنى بالجوانب الانسانية للعبة.

وتشكل برامج المسؤولية الاجتماعية ركناً أساسياً من أركان الرسائل الهادفة التي يمكن ان تقدمها الأندية الرياضية لمجتمعاتها، فضلاً عن مردودها الإيجابي الكبير على الكيانات الرياضية والمنتمين إليها.

وبعيدا عن ما إذا كان هذا النادي او ذاك من الأندية الجماهيرية والحائز على البطولات ولديه تاريخ حافل بالانجازات أم لا، فإنه بمثل هذه الاستراتيجيات سيتمكن من الحفاظ على العلاقة المباشرة مع أصحاب المصلحة والتأثير عليهم وهم الجمهور الرياضي .

في الاندية المحترفة العالمية تعد ممارسة أنشطة المسؤولية الاجتماعية من الامور المهمة للنادٍ الرياضي وعلاقته مع جمهوره وتعزز الرابط بين النادي والجمهور، وتخلق مشجعين أوفياء يتفانون في حضور مبارياته، وشراء منتجاته، وزيادة عائداته من النقل التلفزيوني، وبالتالي زيادة العوائد الاستثمارية للنادي على المدى الطويل، ومن هذه المعطيات تتضح أهمية هذه البرامج مع جميع أطراف المصلحة، سواء كان ذلك في مجال التعليم، والصحة والتنمية الاجتماعية، أو في مجال البيئة.

استوقفني اسم سعود السبيعي رائد العمل الاجتماعي في المجال الرياضي والذي عمل مع نادي الهلال السعودي بدءاً من عام 2012  قبل أن يترك العمل معه في عام 2020 ويتجه للتفرغ لادارة العمل في شركته الخاصة (شركة خبراء المسؤولية الاجتماعية) وكيفية الوصول للساحتين العالمية والأوروبية قبل قرابة عام ونصف العام عبر ناديي ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي، الناديين اللذان تنافسا على استقطاب خدمات السبيعي في هذا المجال.

وقبل فترة قصيرة وقع السبيعي عقداً مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يتولى من خلاله قيادة المسؤولية الاجتماعية في أبرز مسابقاته (دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر الأوروبي) لمدة ثلاثة أعوام، اعتباراً من النسخة المقبلة لكل مسابقة ، بالإضافة إلى توقيعه عقداً مع نادي إنتر ميلان الإيطالي لتولي إدارة المسؤولية الاجتماعية في (النيراتزوري) لمدة خمسة أعوام مقبلة مما يعني ان الرجل لديه خبرة كبيرة في هذا المجال.

وهنا نسأل ما هو دور الاتحاد العراقي لكرة القدم في دعم وتنمية برامج المسؤولية الاجتماعية من خلال لجنته والتي من المفترض ان تكون متواجدة في الاتحاد ؟

وهل بامكان انديتنا الرياضية في هذه المرحلة ان تبدأ العمل بموضوع المسؤولية الاجتماعية وتعي دورها في تنشيط الجوانب الانسانية للرياضة ؟

ام اننا مازلنا بعيدين عن هذه الافكار الايجابية والتي تتطلب من العاملين بالوسط الرياضي ان يطورون الجوانب الانسانية بالمجتمع من خلال الافكار الايجابية البناءة ، وليس العكس من خلال نشر ثقافة الكراهية والعـــــــنف والخروج عن المألوف بوجود ثلة من الجمهور غير الواعي لاهمية الرياضة بهذه المرحلة ولعب الدور الايجابي في تطور الشعوب.

اتمنى من الوزرات الحكومية التي تدعم وتقدم الاموال للاندية الرياضــــــــية ان تشترط على ادارات هــــــــذه الاندية ان تخصص جزء من هذه المبالغ لدعم انشطة المسؤولية الاجتــــماعية وعندها سنكون قد بدأنا الخـــــــطوة الاولى للعـــــــمل الرياضي الصحيح.

مشاركة