المرأة والعسكرية – ماهر نصرت

المرأة والعسكرية – ماهر نصرت

…المرأة كائن جميل  يفيض بالحب والحنان والمشاعر الرقيقة وهي خدومة بالفطرة ولديها صفة الطاعة والخضوع والرضى خاصة تلك التي تكون مسئولة عن عائلة وفي عصمتها زوج وأطفال تعنى بشؤونهم فقد كانت المرأة في الماضي ملازمة للبيت تنجز أعمالها الأسرية وكل ما تتطلبه احتياجات زوجها وأولادها او اخوتها أو ممن هم بذمتها ويقال بأن كلمة ( الأمية ) انبثقت من الأم لمكوثها الدائم في البيت بعد أن حُرّم عليها التعليم لكون ان صوتها وكل ما يظهر من جسدها باستثناء العيون هو ( عورة ) أي ( محرم على الرجل الغريب من الاطلاع على مفاتنها ) .. وقد تطور الزمن وصححت بعضاً من مفاهيم المحرمات التي شُرعت بالخطأ فأصبحت محللة ، وراحت بعدها تخرج من البيت لكي تتعلم وتعمل وتسعى وراء الحصول على عمل لتعيل نفسها أو تُعيل عائلتها بأي ثمن لصعوبة الحصول على وظيفة وخاصة في البلدان المشهورة بالحروب والاضطرابات الأمنية ،

أن من الأمور التي تدعوا الى الدهشة هو السماح للمرأة بالتعيين في وزارات قتالية يكون العمل فيها خاضعاً للأوامر العسكرية الصارمة والتدريب العنيف إلى درجة الخطر على ذلك الكائن اللطيف الرقيق الذي يتوجب الحفاظ عليها وتعينها للعمل بوظائف خالية من العنف الغير مبرر فلا تستطيع مهما تجلدت وتصلبت ان تتجرد من رقة أحاسيسها ومشاعرها ، وعندما تحمل رتبة عسكرية من الممكن أن تكون نشازاً في بعض المواقف التي تصلح للرجال فقط أو تكون موضع نقد وسخرية للكثير من الرعية الذين لم يألفوا المرأة في أعرافهم الاجتماعية بهذه الأدوار الرجولية القيادية العنيفة لهذا الكائن الملائكي الجميل . من الممكن أن نقول بأنها خُلقت للعمل الهادي في وزارات مدنية فيها التعايش بين الموظفين بشكل سلمي ومسامح والحديث المتبادل بينهم ممزوج بالاحترام والطيبة خالياً من الأوامر العنيفة واللهجة الاستعلائية والوجوه الواجمة المكللة بالخوف من العقوبة الانضباطية وليس للعمل تحت مضلة العنف والأوامر الصارمة التي يكون اكثرها خارج نطاق تحمل البشر فهل نفذ الرجال لكي تعطى أدوارهم للنساء ، يقول احدهم بأن تعيين المرأة بهذا الوسط هو نوع من أنواع الاشتراكية التي لابد منها أي مشاركة المرأة مع الرجل في العمل والبناء كأجراء يدل على التقدم الحضاري الذي يضاهي تقدم الدول الغربية ، وأود أن أبين بأن تقاليدنا العربية الإسلامية تختلف جملةً وتفصيلا عن ما موجود في الدول الغربية فهناك التطور الحضاري الحقيقي الذي يسمح بالاختلاط وقبول الآخر مهما كان نوعه ولكن في بلداننا هو امر شائك ترفضه مجتمعاتنا المحكومة بتقاليد عشائرية قديمة  تعطي المرأة دوراً ثانوياً في الحياة    …وللحديث بقية …..

مشاركة