المرأة والجريمة
إن الجرائم التي يرتكبها الرجل تبلغ في عددها أربعة أو خمسه إضعاف الجرائم التي ترتكبها النساء. ولعل هذا راجع الى إن المرأة تلعب دورها في المنزل دون احتكاك واسع خارج المنزل وتبين من الرجوع إلى الحساب العام للعدالة الجنائية في فرنسا إن جنايات الاعتداء على الأشخاص عام 1964 حكم فيها على 676 من الرجال مقابل 70 من النساء وانه في جنايات الاعتداء على المال العام حكم على 529 رجلا مقابل28 أمراه ومن الذين اهتموا بتحديد الحجم الحقيقي لجرائم النساء الدكتور(مارشية )الذي تبين له إن المرأة فضلا عما ترتكبه من جرائم معلومة تلعب دورا فيما يسمى بالجرائم الخفية يبلغ 10 بالمئة من جرائم السرقة ومن 20 بالمئة من جرائم القتل العمد و10 بالمئة من جرائم القتل مع سبق الإصرار والترصد و40 بالمئة من جرائم الآداب وقد لاحظ (جاك ليوتين )في البحث الذي أجراه على ظاهرة قتل المواليد إن نسبة الجرائم الخفية تختلف من جريمة إلى أخرى في الجرائم التي ترتكيها الإناث جريمة قتل المواليد لا تزيد نسبة ما يصل منها إلى الشرطة على 25 بالمئة فقط وقد يصل في بعض الأحيان إلى 40 بالمئةكما هو الحال في فرنسا وهي نسبه مرتفعة إذا ما قورنت في الجرائم الأخرى والتي ترتكبها الإناث كالإجهاض والدعارة كما لاحظ علماء آخرون إن نسبه إجرام النساء اقل بكثير منها عند الرجال إذ كانت في سنتي 1925 -1926 .
كما تأتي فلندا 4 بالمئةاليابان 6 بالمئة والولايات المتحدة 8 بالمئة وفرنسا 9 بالمئة بينما بلغت في بلجيكا 25 بالمئة وقد ذكر (فرفاك) كما جاء في مؤلف دوغريف إن نسبة إجرام النساء في الجزائر تبلغ 9 بالمئة بينما في ايطاليا 9 بالمئة وفرنسا 17 بالمئة وبلجيكا 13 بالمئة وألمانيا 15 بالمئة وانكلترا 24 بالمئة .
إما في لبنان فقد تبين في الدراسة آجراها مصطفى ألعوجي عام 1966على عشرة ألاف حدث ارتكبوا جرائم بين 1960-1965 إن عدد الصبية في الفترة 1962-1965بلغ 6943 صبيا بينما بلغ عدد الفتيات 613 فتاة فتكون نسبة الفتيات الجانحات في لبنان نحو 8,8 بالمئة ومما تجدر الإشارة إليه إن النساء تختص بنوع الجرائم ملازم لطبيعتين ولتكوينهن الفيزيولوجي كجرائم الإجهاض أو قتل الجنس أو الدعارة بينما يبتعدن عن الجرائم التي تتطلب قوه أو مجهوداً جسديا كالقتل ولكنهن يشتركن بنسبة اكبر في شهادة الزور أو حوادث القتل بواسطة السم او تهينة لبعض الجرائم و هؤلاء يمتنعون إجمالا عن إعطاء أسماء شركائهم في الجرائم محافظة عليهم مما يؤدي انخفاض نسبة المجرمات فنسبة إجرام النساء ترتبط بموقف المجتمع من المرأة الجانحة واستعداد البعض للدلالة أو التستر على دورها في ارتكاب الجريمة أو التحريض على ارتكابها. ان نسبة إجرام الإناث ترتفع بقدر مساهمة المرأة في الحياة الاقتصادية وقيامها بالإعمال المهنية وزيادة احتكاكها بالناس لان الإجرام يفترض مواقف تصادمية وهذه المواقف لا تنتج إلا عن طريق اختلاط الناس بعضهم مع البعض ذكورا أو إناثا إن حجب المرأة عن الحياة الاجتماعية وسيلة واقية من الجرائم وان حجب الرجل عن الحياة وسيلة واقية إذا يقدر ما يبتعد الناس بعضهم عن البعض الأخر بقدر ما تتقلص فرص الاحتكاك وبالتالي التصادم بل إن التقارب بينهم والاحتكاك المتبادل هو الوسيلة الواقية.
سعيد الهزار – بغداد
AZPPPL