المخطط الأمريكي للشرق الأوسط 8

المخطط الأمريكي للشرق الأوسط 8

ضبط شبكة تجسّس إسرائيلية تنشط لرصد حركات مسؤولين في الولايات المتحدة

تأليف: باولو سنسيني

ترجمة وتحرير: مالك الواسطي

تقدمة المؤلف

إن الاحداث التي نعيشها اليوم والتي تمثل لنا “حاضرنا المعاش” ، تظهر لنا اليوم أكثر ضبابية وعتمة وكأنها محاطة بهالة من الغموض وعدم الفهم. فحاضرنا قد نجده اليوم خاضعا لوسائل الاعلام التي يستطيع اصحابها أن يقنعوا الآخرين بما يرونه هم دون غيرهم حتى وان كانت تلك الرؤى غير متطابقة والواقع نفسه. إذ يكفي أن تقوم المؤسسة الاعلامية بـ”تكرار” الخبر على العامة لتتمكن من اقناعهم بما تريد. فالأيديولوجيات أو “القص الايديولوجي” الذي كان السمة الاكثر شيوعا في حياة العصر ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر حتى بداية الالفية الثانية والذي كان محور الاحداث المؤثرة في حياة المجتمعات أي في حياة الملايين من البشر لم يعد اليوم المصدر الرئيس الفاعل في صياغة الاحداث وتفاعلها.

بعد ذلك كشفت صحيفة New York Times عن ضغوط مارسها كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم Wolfowitz و Irving Lewis Libby تهدف إلى تفعيل حملة عسكرية لا تتوقف على ضرب أسامة بن لادن في أفغانستان بل تمتد لتضرب البلدان التي يشك في وجود ملاجئ للإرهابيين فيها كالعراق ومنطقة البقاع في لبنان. وفي الشهور الثمانية عشرة اللاحقة للهجوم على أفغانستان قام المحافظون الجدد بتوسيع دائرة ضغطهم عبر علاقاتهم العامة والمتشعبة بهدف الحصول على نسبة واسعة من المؤيدين والداعمين لفكرة “غزو العراق” وكانت حملتهم الرئيسية لم تخل من تلك الآراء والموضوعات التي يطرحها الإسرائيليون بل كانت متناغمة معها حتى في صياغة المفردات. وهدفهم الرئيس في ذلك هو خلق مناخ مشابه للمناخ الذي كان مسيطرا على أوربا في الثلاثينيات من القرن الماضي أي تقريب التصور الجماعية في جعل صدام حسين شبيها بهتلر وهذا النوع من الإقحام يتعارض وواقع العالم اليوم حتى أن المتظاهرين ضد الحرب في أوربا وصفوا بالداعمين للطاغية صدام حسين.

إلا أن المسؤول الأول على جهاز الـ FBI قد اعترف في 19 من نيسان 2002م أمامCommonwealth Club di San Francesco قائلا:” بعد ستة أشهر من وجودنا في أفغانستان لم تتمكن المؤسسة العسكرية الأمريكية من العثور أو الكشف عن أي دليل أو وثيقة يمكن ربطها بكارثة 11 من أيلول.” إن هذا الرأي قد أثار فضيحة كبيرة تشبه تلك التي ارتبطت بعدم عثور أي دليل لوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق. وقد أضاف Mueller في اعترافه:” إن المختطفين للطائرات لم يتركوا أي دليل مادي ولا حتى قصاصة ورقية عن وجودهم. ففي تحقيقاتنا لم نتمكن من العثور على ورقة واحدة تكشف عن هوية الخاطفين سواء كان ذلك في الولايات المتحدة أو في أفغانستان أو في أي موقع آخر من العالم. فنحن لا نمتلك أي دليل عيني على المختطفين”.

تفكيك شبكات التجسس الاسرائيلية في الولايات المتحدة قبل وبعد احداث 11 من أيلول

في الايام التي تلت أحداث 11 من أيلول – سبتمبر ، كشفت صحيفة New York Times، عن معلومات حصلت عليها من مصادر موثوقة في المخابرات الامريكية ومن محققي جهاز الـ FBI عن قيام الجهاز خلال وبعد وقوع أحداث 11 من أيلول – سبتمبر بتوقيف أكثر من 60 يهوديا إسرائيليا ينشطون في اعمال تجسسيه ضد كبار موظفي الادارة الامريكية. فالمحقوقون الفدراليون كما كشف التقرير الخبري لقناة Fox News المعد من قبل الصحفي Carl Cameron ، قد كانوا على ثقة كاملة بأن هؤلاء اليهود هم رجال في المخابرات الإسرائيلية ينشطون تحت غطاء “طلبة الفنون الجميلة” ، وكانوا بالفعل يجمعون المعلومات عن الأحداث قبل وقوعها ولم يقوموا بتزويد الاجهزة الامنية الامريكية بتلك المعلومات التي جمعت من قبلهم على الاراضي الامريكية. وفي عصر يوم 11 من أيلول – سبتمبر 2001م، قامت شرطة مدينة نيويورك بتوقيف خمسة من الإسرائيليين الموجودين في تلك المدينة بصفة “فناني رقص”، وهم يتبادلون التهاني بمناسبة وقوع تلك الاحداث …They congratulated each other when the crashes occurred Oî، وكان وقت تبادل تلك التهاني يتزامن ولحظات وقوع الاحداث أي زمن بدء انهيار احد البرجين وكما نقلت صحيفة نيويورك تاميز في 13 من أيلول ، كانت هذه المجموعة تستخدم في تنقلها سيارة نقل مكشوفة كانت زمن وقوع الحدث متوقفة في Liberty State Park في المنطقة المسماة بـ Jersey City حيث يمكن من هذا الموقع بالذات رؤية البرجين بشكل واضح وهذا الموقع هو موقع مثالي في تصوير تلك الكارثة لهذا فإن هذه المجموعة كانت على علم بزمن ومكان وقوع الاحداث. وبالرغم من خطورة هذه المعلومات فقد عثرت الشرطة في سيارة النقل المستخدمة من قبل هذه المجموعة الإسرائيلية على حزم من الاوراق النقدية ذات الفئة الصغيرة وجوازات سفر متعددة أضافة الى خارطة تفصيلية لمدينة نيويورك فيها أشارت الى مواقع مهمة في المدينة عبر خطوط دائرية واضحة الظهور على سطح الخارطة إلا أن جهاز القضاء الامريكي خضع لرغبة رئيس جهاز الجريمة التابع لدائرة العدل والمدعي العام في احداث 11 من سبتمبر Michael Chertoff الحامل للجنسيتين الامريكية والإسرائيلية والذي تم ترقيته لاحقا من قبل الرئيس الامريكي بوش الابن الى قيادة Homeland Security ، بعدم مواصلة التحقيق وإبعاد المتهمين الى دولة إسرائيل. الشيء الصعب قبوله هو أن هؤلاء الأشخاص الخمسة قد كانوا يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي وكانوا من رجالات شرطة …IDFî سابقا غير أنهم كانوا يعملون في الولايات المتحدة تحت غطاء شركة لنقل الاثاث تسمى بـ Urban Moving Systems ومقرها في Weehawken بالحي المسمى New Jersey وتعود ملكية هذه الشركة الى رجل اسرائيلي يسمى Dominik Suter قد اختفى كليا بعد يومين من احداث أيلول – سبتمبر فارا الى اسرائيل. وكانت اعمار الاسرائيليين الخمسة الذين تم توقيفهم تتراوح بين 22 الى 27 عاما وأسماؤهم كما كشفت الوثائق هي: Yaron Shmuel, Paul Karzberg, Sivan, Oded Ellner, Omer Gavriel Marmari ، وقد وضعوا هؤلاء الخمسة في سجن التوقيفات المسمى بـ Metropolitan Detention Center ، في منطقة بروكلن والمسمى ايضا بمركز التوقيف الاداري الخاص وكان سبب توقيفهم كما تقول الوثائق هو تجاوزهم مدة البقاء في الولايات المتحدة حسب التأشيرة التي منحت لهم لذلك فهم من المخالفين لقوانين الهجرة. وكشف تقرير الشرطة المحلية لمدينة نيويورك بأن الاسرائيلي Sivan Kurzberg صرح لحظة القاء القبض عليه قائلا: ” نحن اسرائيليون ولسنا نحن مشكلتكم ومشاكلنا نحن هي مشاكلكم أيضا، إن المشكلة الرئيسية هم الفلسطينيين”. وهذه التصريحات المنسوبة له قد كانت مسجلة في أوراق التحقيق ومؤرخة في الزمن جريان وقوع احداث أيلول- سبتمبر أي عندما كانت الولايات المتحدة كلها تحت ضغط نفسي كبير ولا يمكن لاحد أن يكون قادرا على تصور ما يقع أو يتصور صفة وطبيعة المنفذين لذلك الهجوم.

قوانين الهجرة

وبعد مرور اسبوعين على توقيفهم قرر القاضي معاقبتهم حسب قوانين الهجرة بإبعادهم عن البلاد إلا أن جهاز مخابرات الـ FBI وكذلك جهاز مخابرات CIA ، قد قررا لحظة اصدار قرار القاضي على تمديد اعتقالهم لغرض التحقيق وتم حجزهم من جديد لمدة 71 يوما تم خلال هذه المدة عرضهم كذلك على جهاز فحص التحقق من الاقوال الصحيحة مما اصبح موقفهم القانوني صعبا ومعقدا وهذا ما دفع الادعاء العام Michael Chertoff الى التدخل باعتماده على رأي القاضي Harvard Alan وبموافقة محافظ مدينة نيويورك Rudolph Giuliani  على ابعادهم الى اسرائيل وغلق التحقيق المتعلق في موضوعهم بشكل نهائي. ثلاثة من هؤلاء الإسرائيليين وعبر مقابلة معهم على التلفاز الاسرائيلي بعد عودتهم قالوا: بأن مهمتهم كانت من المهمات السهلة وكان واجبهم ينحصر في تصوير الحدث لتوثيقه فقط ولكنهم لم يصرحوا عن سبب الغبطة والسرور الذي شعروا به نتيجة وقوع هذا الحدث الكارثي.

وبعد فترة قصيرة قامت إحدى المنظمات الاجتماعية الامريكية OMB Watch التي تهتم في موضوعة الدفاع عن المستهلكين وتنشط بشكل خاص في الكشف عن اخفاقات الصرف في المؤسسات الامريكية ، في العثور ضمن حسابات الصرف المعلنة في الميزانية الفدرالية للولايات المتحدة (16 مليار دولار) ، على مبلغ قد صرف ضمن الميزانية يقدر بـ 498.750 لحساب شركة تعود الى السيد Dominik Suter كما صرفت حكومة ولاية نيويورك لهذه الشركة Urban Moving Systems مبلغ 166.250 دولار ا وقد دفعت كل هذه المبالغ للشركة بتاريخ 22 من حزيران عام 2001م أي بعد شهرين ونصف الشهر من وقوع احداث الـ 11 من أيلول – سبتمبر. فالسؤال هو ما الذي دفع الحكومة الفدرالية الامريكية وكذلك ولاية نيويورك بدفع هذا المبلغ الى شركة تعمل في نقل الاثاث؟ وما هي الخدمات الفعلية التي قامت بها هذه الشركة قبل احداث الـ 11 من أيلول – سبتمبر؟ هذه الاسئلة تحمل من الاهمية الكثير سيما وأنها سبقت الحدث بزمن قصير الا أن المسؤولين الحكوميين لم يكلفوا أنفسهم كثيرا بإعطاء اجابات واضحة عن هذه الاسئلة التي تقدمت بها تلك المنظمة الاجتماعية. ومن جانب اخر استطاعت القناة التلفزيونية Fox News في الايام التي تلت احداث الـ 11 من أيلول – سبتمبر من الحصول على وثائق سرية مسربة من أحد الموظفين الفدراليين الذي ضاق ذرعا بما تتمتع به انشطة اسرائيل من سرية داخل الولايات المتحدة. هذه الوثائق المهمة قام بالكشف عنها الصحفيCarl Cameron ، ولم تتناول اية مؤسسة اعلامية اخرى مهمة الكشف عن هذه الوثائق بل إن موقع القناة Fox News على شبكة الانترنت قام بحذف تلك الاخبار والوثائق بشكل يثير الكثير من الشبهات. تلك الوثائق كانت تؤكد على قيام اجهزة التحقيقات الامريكية بتوقيف 140 اسرائيليا قبل احداث الـ 11 من أيلول – سبتمبر بتهمة التجسس على جميع دوائر الادارة الامريكية منذ النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي حيث شملت هذه الانشطة المؤسسات العسكرية الامريكية ومنها Drug Enforcement Administration أي (DEA)و Federal Bureau of Investigations (FBI) بالضافة الى العشرات من الوكالات الحكومية الاخرى والبيوت الخاصة لبعض المسؤولين الرئيسيين في الحكومة الامريكية وعن هذه القضية صرح مصدر اخر يمثل دائرة المسؤولين في التحقيقات قائلا: ” إن التحقيقات قد اثبتت وجود علاقة واضحة بين من تم القاء القبض عليهم من الاسرائيليين واحداث الـ 11 من أيلول – سبتمبر إلا أن طبيعة العلاقة بين البلدين تلزم البقاء على سرية هذه المعلومات ولا يمكن لاحد الكشف عنها وأنني لو أبديت رغبة في الكشف عن جزء منها فإنني سوف أفقد وظيفتي لذا التزم الصمت احتكاما لقرارات الحكومة نفسها. أما من لا يخشى أن يفقد وظيفته فهو الرئيس السابق لجمهورية ايطاليا فرانجسكو كوسيكا Francesco Cossiga حيث يعتبر كوسيكا من الشخصيات الايطالية التي لها علاقات واسعة واجهزة المخابرات (سيما وأنه قد شغل منصب وزير الداخلية الايطالية لفترة طويلة اثناء الحرب الباردة)، فقد صرح ضمن هذا الموضوع قائلا:” إن جميع المؤسسات الديمقراطية الامريكية والاوربية وبالأخص مؤسسات اليسار الايطالي تدرك جيدا بأن كارثة الـ 11 من أيلول – سبتمبر 2001م قد خطط لها ونفذها جهاز المخابرات الامريكي CIA بالتعاون مع الموساد الاسرائيلي وبدعم كبير من الحركة الصهيونية العالمية وذلك بهدف وضع البلدان العربية في خانة الاتهام واجبار الغرب على غزو العراق وافغانستان!!”.

وفي تصريح سابق للرئيس كوسيكا عشية أحداث 11 من أيلول – سبتمبر قال فيه:” إن عملا كارثيا كهذا قد جاء به عقل مدبر يمتلك جميع الوسائل الاكثر تعقيدا ولا يكتفي هذا العقل بتجنيد بعض المتطرفين الانتحاريين بل إنه وظف عقولا متدربة ومتخصصة للقيام بمثل هذا العمل وعمل كهذا لا يتم إلا بتواطئ واضح واختراق واضح للمسؤولين على اجهزة الرادار والامن”. ومن دلائل ذلك ما كشف عنه موظفا شركة Odigo في مقرها بمدينة Herzliya على الارض الاسرائيلية أي في ذلك الحي الذي يوجد فيه مقر الموساد الاسرائيلي أيضا. وتعمل هذه الشركة على الاراضي الامريكية ايضا ولها مقر في مدينة نيويورك ليس بعيدا عن البرجين ، فالموظفان في هذه الشركة قد اكدا على استلامهما في صباح يوم الحادث وقبل وقوعه بساعتين فقط رسالة الكترونية تنذرهما بما سيقع من هجوم على البرجين واول صحيفة ذكرت هذا الحادث هي صحيفة Haaretz الاسرائيلية في 26 من أيلول – سبتمبر عام 2001م وذلك من خلال مقال ذكرت فيه بأن السيد Micha Macover ، أحد المسؤولين في الشركة التي تعمل في الاتصالات والرسائل الإلكترونية المباشرة قد أكد بأن موظفين في الشركة قد استلما رسالة الكترونية تنذر بوقوع الاحداث كما أن الموظفين قد اخبرا في الحال مسؤوليهم وتم اعلام المخابرات الاسرائيلية بالأمر التي قامت بدورها في اعلام الـ FBI الامريكية. كما أن السيد Macover لا يعلم لماذا تم ارسال تلك الرسالة الى موظفين في الشركة بالإضافة الى أن الموظفين لا يعرفان المصدر الذي جاءت منه تلك الرسالة وإنهما قد ظنا في البدء بأن الرسالة لا تتعدى أن تكون رسالة مزاح؟ أما لماذا هذه الرسالة فهذا أمر يثير الكثير من التساؤلات.

وفي مقال اخر كتبه Brian McWilliams  يؤكد فيه ما ذكرته صحيفة Haaretz ويضيف اليه بعض التفاصيل في قوله بأن الرسالة الالكترونية كانت تشير الى مكان الحادث أي WTC غير أن الشركة ترفض الكشف عن محتوى تلك الرسالة بالكامل وكذلك ترفض الادلاء عن مصدرها بحجة أن القضية لم تزل قيد التحقيق وقد اشار لتصريح مسؤول اخر في الشركة هو السيد Alex Diamandis ، نائب رئيس قسم البيع والتسويق في الشركة الذي اكد المعلومات ذاتها كما أشار المقال الى أن الموظفين اللذين استلما الرسالة الالكترونية كانا يعملان في قسم البحوث والتطوير والتنسيق الدولي التابع للشركة. وقد كشف الصحفيان David S. Fallis و Ariana Eunjung من جريدة الواشنطن بوست في 4 من تشرين الاول عام 2001م ، على أن الرسالة الالكترونية التي وصلت على حاسوب الشركة Odigo  حسب أقوال Diamandis ، كانت تحوي على تحذير واضح عن وقوع الاحداث بأقرب وقت الا أن الرسالة يبدو لم تشر الى زمن دقيق لوقوع الهجوم كذلك لم تذكر حسب هذه المعلومات مكان وقوع هذا الحدث الرهيب وبالفعل فأن السيد Diamandis قد قال ايضا بأن الرسالة قد ختمت بجملة ضد السامية (anti-Semitic slari) ، وهذه المعلومات بالذات لم تذكرها أي مؤسسة اعلامية اخرى.

وفي العشرين من تشرين الاول من عام 2001م ، تناول الصحفي Chris Griffith من صحيفة Courier Mail الصادرة في مدينة Brisbane (استراليا) ، الموضوع ذاته أي بعد مرور شهرين قائلا بأن جهاز الاستخبارات الامريكي FBI لم يزل يعمل في التحقيق بتلك القضية إذ قال نقلا عن Micha Macover بأن :” التحقيقات قد أثبتت تطابق ما اعلنت عنه صحيفة Haarezt الاسرائيلية وما وقع من احداث ” ، لكنه لم يضيف شيئا اخر عن نتائج تلك التحقيقات.

ما الذي يمكن استنتاجه مما عرضنا من اراء وتصريحات ومقالات جاءت بمعلومات متفرقة؟ إن الدلائل والمعلومات التي تظهر بين ثنايا تلك المقالات لم تزل محدودة جدا بل إنها تعيد وتكرر ما قيل كما لو أنها حصلت على تلك المعلومات من مصدر واحد. ولكننا يمكننا أن نصل الى بعض الحقائق التي تؤكدها تلك المقالات منها أن الإخبار عن وقوع الكارثة قبل حدوثها أمر واقعي وحقيقي طالما وأن هذه المعلومات قد جاءت مؤكدة من قبل الموظفين العاملين في شركة Odigo ولا يمكن مطلقا اهمال تلك المعلومات واعتبارها “أساطير شعبية”. وبتحليلنا لهذه المقالات نصل الى اثبات كون هوية الموظفين اللذين استلما تلك الرسالة الالكترونية ظلت غير معروفة وما نعرف عنهما ينحصر في طبيعة عملهما داخل الشركة فقط وهما في الوقت نفسه لم يتمكنا من معرفة مصدر تلك الرسالة وبقيت محتويات تلك الرسالة غير معروفة ولم يسمح بنشرها وذلك بحجة استمرارية التحقيقات في الموضوع ولكننا نعرف ايضا أن هذه الرسالة الالكترونية كانت تحوي على تحذير واضح حسب ما صرح به Diamandis ولكن طبيعة هذا التحذير ومدى خطورته ظلت قيد الكتمان كما أننا توصلنا الى حقيقة أن تلك الرسالة قد وصلت الى مقر الشركة قبل ساعتين من وقوع الهجوم على البرجين والذي يثير الاهتمام كثيرا هو اقتراب زمن وصول الرسالة من زمن وقوع الحدث وهذا ما يدفعنا الى القول في بعض الاستنتاجات : الاستنتاج الاول هو قناعتنا التامة بأن أحدا ما كان على علم بزمن وقوع الهجوم ، فاصطدام الطائرة الاولى في البرج الشمالي قد جاء في توقيت نيويورك عند 8.46 وزمن وصول الرسالة الالكترونية الى موظفي الشركة Odigo بمقرها على الاراضي الاسرائيلية قد كان في الساعة 6.45 حسب توقيت مدينة نيويورك أي بحدود الساعة 13.045 حسب توقيت اسرائيل وأن عدم معرفة مصدر هذه الرسالة جعل اعتبارها في البدء نوعا من المزاح لهذا لم تؤخذ مأخذ الجد في بادئ الامر حتى وقوع الهجوم مما دفع الموظفين الى اخبار مسؤوليهم بها والاستنتاج الاخر هو أن من ارسل هذه الرسالة الالكترونية الى مقر الشركة في اسرائيل ولم يرسلها الى جهاز الـ FBI ولم يرسلها حتى الى مقر الشركة نفسها في نيويورك قد يعني أنه لم يمتلك التفاصيل الكاملة عن الهجوم أي انه لم يعرف مكان وقوع الهجوم بشكل دقيق فقد يكون الهجوم غير منحصرا على الاراضي الامريكية لذا وجد ضرورة ابلاغ اسرائيل! وهذا شيء لا نعرفه بشكل قطعي! ولكن الشيء الذي يجب الاخذ به هو أن الرسالة قد ارسلت قبل اقلاع تلك الطائرات من المطارات الامريكية فقد حدد زمن اقلاع تلك الطائرات التي استخدمت في الهجوم ما بين الساعة 7.59 والساعة 14. 8 حسب توقيت مدينة نيويورك لذا فإن الرسالة الالكترونية التحذيرية قد وصلت الى موظفي الشركة الاسرائيلية قبل اقلاع الطائرات بزمن قدره ساعة واحدة و14 دقيقة.

مشاركة