المتقاعدون وماري أنطوانيت

المتقاعدون وماري أنطوانيت
هناك مفردات ترددها السنتنا واقلمنا باستمرا وتدورفي هذا الزمن التعس بين كل جمع في الشارع والمقهى و(الكية) ويبدو انها فقدت المعنى والدلاله. مثل الحرية والديمقراطية والشعب والمساواة والانتخابات والامن والامان و و و. ومثلها مثل الحواجز الكونكريتية والسيطرات وكواتم الصوت والاغتيالات ولكهرباء والخدمات و. و.. واهم دالة ان المواطن برز الى الوجدان السياسي والاجتماعي وعرف عن كثب ان السلطة تتولاها طبقة تعيش في بحبوحة خضراء ما كان احد يحلم ان ينعم بهذا الفردوس. المنطقة الخضراء هم فيها اشبه بالسلاطين والملوك والامراء يخطفون رغيف الخبز من افواه المساكين التعساء ويرمون كسرة منه وبصلافة واستعلاء يتحدثون عن انجازات وهميه والكذب واستشراء الفساد وانشغالهم في زرع الفتن والفرقه والنزاع المتواصل على مقاعد السلطه والمحاصصه ليعززوا وجودهم بالخلافات والتراشق فيما بينهم وخلق الازمات وجني ثمارها واهمين ان ذلك لا ينطلي على من يعاني من البؤس ومرارة العيش وصبر على تعتيم الاجواء وتضليل الشعب الواعي الذي شخص اهدافهم ومراميهم ومكرهم وفهم ابجدية لغة حديثهم وعرف ماله ومالهم وماعليه وماعليهمانهم في واد وهو يقف على التل واتسعت الفجوة وطال الانتظار ونفذ الصبر.. وما لنا الا صوت القلم والكلمة الحره والسلطة الرابعة النابعة من سواد الشعب وتكتب بلغته وتكافح واياه من اجل الحق في الحياة الحرة الكريمة وتمثل ضميره وقلبه النابض ولها مواقف وأمثلة وشواهد أكدت التساقها بوجدان وحياة المواطن والصحفي اليوم هو المواطن الواعي المرتبط بالمجتمع ويؤدي فيه وظيفة حيوية بحيث يساعده على ان تسير الحياة وفق الشرف والانسانية والوطنية ومكافحة الشرشر الاستبداد والفساد والارهاب والاقصاء كما وان دوره يحاول فيه ان يجلو مشكلة اجتماعية او يكشف عن شقاء وظلم ويتناول العادات الاجتماعة او الطائفية بالنقد والتوضيح حتى يكف الناس عنها..وهناك نموذج اعرضه اليوم اقتبسه من جريدة (الجريدة ) بقلم الزميل اكرم علي حسين بعنوان (بعضهم على شاكلة ماري انطوانيت) استغرب الكاتب من اعضاءاللجنة المالية في مجلس النواب..ووقوفهم عند الرقم (400 )الف دينار باعتباره رقم السعد بالنسبة للموظفين والمتقاعدين ومن يناله كانما فتحت امامه ابواب السماء في ليلة القدرالمباركة..يقول الزميل اكرم: (وتصريحات هذه المجموعة من اعضاء مجلس النواب تذكرني بامبراطورة فرنسا ماري انطوانيت التي فوجئت بحشود الثائرين والمحتجين على حكم زوجها لويس السادس عشروتصرفاتها الشخصية وترفها وبذخها الاسطوري على حساب ملاين الجياع من الشعب الفرنسي فوجئت بالجياع وهم يحاصرون القصر الامبراطوري ورغم ذلك تساءلت بتعال وغطرسة لامثيل لهاعن سبب غضب (هؤلاء الرعاع) وثورتهم ولما اجابها المقربون منها بانهم جياع ويطالبون بالخبزلانهم في الرمق الاخير… هنا تفتقت عبقرية وغرورماري انطوانيت عن ايجاد الحل السريع لمطلب (الرعاع) وقالت عبارتها المشهورة:ولماذا لاياكلون الكيك..) وفي الختام يطالب الكاتب من اعضاء اللجنة المالية في مجلس النواب بزيارات حتى لو كانت سريعة وخاطفة ليتعرفوا على حالات البؤس والعوزوالفاقة..هل استجاب احد منهم لهذا الطلب وغادر الفردوس والترف والبذخ انهم وضعوا اصابعهم بآذانهم.. ورفعوها بقوه عندما صوتوا على السيارات المصفحه ممن تخافوا ياأعزة القوم أليس الشعب وبأصابعه البنفسجية اختاركم اما تثقوا بحبه وحمايته لكم. هناك أهزوجة شعبيه (ياموت اخذ العزت روحه) وشر البلية ما يضحك الكم الله يامتقاعدين اربع سنوات من الوعود مثل وعود الكهرباء.وعيش يامتقاعد الى أن يأتي الربيع. لم تكن هذه النهاية بل كانت هي البداية الحديث عن امبراطرة فرنسا على لسان احد المتقاعدين وسط حلقه جمعها الظل أمام مكتب توزيع الرواتب بموجب البطاقة الذكية كان احدهم يحمل الجريدة ويتحدث وسط اهتمام الاخرين ويقسم ان الرجل قال الحق..وبانفعال أنهم هكذا جاءوا ليستفيدوا ولايهمهم سوى عيشهم الرغيد..يامتقاعدين يابطيخ.أربع سنوات مواعيد (اواعدك بالوعد واسكيك ياكمون). ويرد الاخر- اسمع جذب يشمخي.. من يقرأ من يكتب هذا حجي جرايد.. احباط ويأس وخيبة أمل.
عبد الحسن علي الغرابي
/5/2012 Issue 4203 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4203 التاريخ 19»5»2012
AZPPPL

مشاركة