المال والعلم

المال والعلم

 تعريف المال بانه أي سلعة يمكن استخدامها للتجارة، لتخزين قيمة وكوحدة حساب ، اما تعريف العلم هو مرادف للمعرفة ، أي إدراك الشيء بحقيقته، ونقيضه الجهل .وعلى مر الازمنة كان العلم و المال غالبا ما يسيران في خطوط متوازية مع بعضهما البعض ، فالمال يرفد العلم في كثير من الاحيان لتطوير وتشجيع التقدم في العلم و من ناحية اخرى فان العلم يمكن ان يجلب المال كما في الاختراعات والابتكارات المفيدة .وقد يرتبط المال والعلم بمصطلح اخر الا وهو (المكانة الاجتماعية) ، فقد يكون اصحاب الاموال ذوي مكانة اجتماعية في المجتمع من خلال استخدامهم المال كسلطة ، وكذلك العلماء لامتلاكهم المعرفة العلمية والتي يمكن ان تستخدم كسلطة مؤثرة على الاخرين في المجتمع.

تقول الدكتورة (نانسي اتكوف) وهي برفسورة في كلية الطب جامعة (هارفرد) عن المكانة الاجتماعية (ان المكانةالاجتماعية في الحيوان هي عن طريق السيطرة بـ (الهيمنة ) عن طريق القوة البدنية والاخرون يؤدون ايماءة الخضوع ، اما البشر فلديهم طريقة اخرى للارتقاء الى القمة وهي طريق النفوذ والذي يمنح بدون قيود لشخص لديه الخبرة والمعرفة ويعرف كيف يفعل الاشياء ونحن نعطي هذا الشخص المكانة الاجتماعية وبذلك يمكن لهولاء الناس تجنب ان يكونوا في اسفل التسلسل الهرمي للمكانة ، وهنالك علاقة بين المال والرضا عن الحياة فالرضا يزداد مع ازياد الدخل و على عكس الاضطراب العقلي الذي يزداد مع انخفاض دخل الفرد ، فمن الواضح ان هناك تاثيراً مادياً ولكنه تاثير صغير نسبيا، واحدى المشاكل مع المال هي (المادية) والذي يحدث عندما يطارد الناس المال بنهم هو انهم ينسون المتع الاساسية الحقيقية للحياة وهو ان نظام الحاجة في الدماغ يسيطر و ينحرف عن انظمة المتعة).

وتضيف الدكتورة (اكتوف ): (ان  ماسلو كانت لديه هذه الفكرة في الخمسينات وهي ان بينما يرتفع الناس عن حاجاتهم البيولوجية يصبح العالم اكثر امنا وليس هناك اي قلق بشان توفير الاحتياجات الاساسية ونظامنا البيولوجي كل ما يحفزنا يتم تحقيقه ويمكننا ان نسموا فوقها لنفكر ابعد من انفسنا باتجاه تحقيق الذات والسمو فوق الماديات).

من الواضح من كلام الدكتورة (نانسي) ومن خلال دراسة طبيعة الدماغ البشري هو ان النفوذ عن طريق العلم افضل من المادة لان المادية المفرطة تؤدي الى فقدان متع الحياة الاساسية ونحتاج كبشر ان نرتفع عن حاجاتنا البيولوجية لنسمو ونحقق الذات ولكن نحتاج المادة باعتدال لمنع الفقر ونحتاجها لوسيلة ولا نتخذها كغاية تنسينا اساسيات الحياة.

ولعل الاية (247) من سورة (البقرة) اشارت الى ان الملك والسلطة هو لمن يملك العلم وليس المال الكثير مشيرة الى ان المعترضين كان على المال الذي لديهم مشيرين بذلك بان ليس لديه (سعة من المال) اي المال الكثير واشارت الاية ان الخالق زاده (بسطة في العلم) وهو توسع  و تبحر  في العلم ، وكذلك اشارت الاية الى (الجسم) لان طالوت قد سما عن الحاجة البيولوجيا فاصبح جسمه اكث (بسطة) اي اكتمال واكتفاء عن الحاجات البيولوجية وكذلك نلاحظ من الاشارات الاخرى في نفس السورة ان الاية (249) اشارت الى طاقة تحمل القوم و ان شرب القليل من الماء او الشرب باعتدال وليس بافراط لان الافراط بكل شيء مادي يؤدي الى فقدان المتعة كما تم ايضاحه سابقا .

لقد رسمت لنا الاية (247) من سورة البقرة الصورة الكاملة للعلاقة بين الملك والسلطة من ناحية وبين المال والمادة من ناحية اخرى وكذلك اوضحت ان الملك يجب ان يكون بالعلم اولا و انه يجب علينا ان نرتفع ونسمو فوق الماديات لنحصل على عدالة اجتماعية كاملة بين كل الناس .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

غلام محمد هايس – البصرة

مشاركة