المال والجشع
المال : سلعة يمكن استخدامها للتجارة لتخزين قيمة ووحدة حساب أو هو مايقتنى ويحوزه الإنسان بالفعل سواء كان عيناً أو منفعة كالركوب واللبس والسكن .
ويمكن تعريف المال أيضا بأنه مايصح تملكه شرعاً من كل شيء يمكن إحرازه وينتفع به إذا توافر عنصران:
{ إمكان الحيازة والإحراز فلا يعد مالاً مالا يمكن حيازته كالأمور المعنوية مثل الصحة والعلم رغم إن في الموروث الديني تعد الصحة (رزقاً) ويقع الرزق ضمن مفهوم المال حيث يقول الإمام علي عليه السلام (الرزق نوعان نوع ظاهر ونوع باطن والنوع الباطن هو العافية).
وفي العلم يقال (المال تحرسه والعلم يحرسك)
{ إمكانية الانتفاع به فلا يعد مالاً ما لا يمكن الانتفاع به كلحم الميت والطعام المسموم أو الفاسد .
وفي القانون : الحق ذو القيمة المالية سواء إن كان عينياً أو شخصياً أم حقاً من الحقوق العلمية والأدبية والصناعية فهناك أشياء خارجة عن التعامل بطبيعتها كالهواء والبحار وأشعة الشمس .
والمال إما أن يكون استهلاكياً أي يكون الانتفاع به باستهلاك عينة كالمأكولات والمشروبات وإما أن يكون استعمالياً أي يتم الانتفاع به مع بقاء عينة كالعقارات والماشية .
وهناك مال منقول أي يمكن نقله وتحويله من مكان إلى آخر مع بقاء هيئته وشكله ومال غير منقول له أصل ثابت لايمكن نقله وتحويله من مكان إلى آخر .
أما الوقف فيعني إخراج الإنسان شيئاً من ملكه إلى حكم الله مع التصدق بريعه والخلاصة إن المال هو مايتوافر لدى الإنسان من أملاك وعقارات ودواب ومواشي ومصوغات ونقد وهو وسيلة لبلوغ شيء أو وسيله لتلبية الحاجات .
والمال أيضا إما أن يكون خاص أي ملك فردي سواء كان مالكه فرداً واحداً أو أكثر فهو ليس ملكية مشاعة بين الناس ولا مباحة لهم . وإما أن يكون عام وهو المال الغير داخل في ملك الفرد وإنما يخضع للمصلحة العامة مثل أملاك الدولة ومواردها .
وأما الجشع فهو ملاصقاً للمال فحيث يوجد المال يوجد الجشع والعكس صحيح
الجشع : شدة الطموح في المال والإفراط في الرغبة والشهوة وهو الطمع في حق الغير وفي لسان العرب الجشع أن تأخذ نصيبك وتطمع في نصيب غيرك .
يحدثنا التاريخ عن إن نقاط ضعف الإنسان أي إنسان المال والنساء إلا الأتقياء وهم القلة .
ولاتقتصر هذه النقاط على فئة دون أخرى ولكن بدرجات متفاوتة .
فالجشع لدى التجار والأطباء والسياسيين وهي الطامة الكبرى لان الجشع لدى السياسيين يسبب الصراع على السلطة والنفوذ وحتى الحروب . لولا الجشع ماكانت السرقات والاختلاسات والاغتصابات.
فالذي يطلب الكثير في هذه الحياة يحتاج إلى أكثر كما يقول (ابيقور) والفقير يطلب الكثير لكن الجشع يطلب كل شيء .
وعلاج الجشع في النزاهة والترفع عن المطامع الدنيوية وفي القناعة والزهد ففي القناعة رضا تسكن النفس به وتستريح وهذا لايتحقق إلا لمن آمن بان للعبد رزقاً يقدره له الله سبحانه وتعالى:
(( إن الله يرزق من يشاء بغير حساب)) ((وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي ارض تموت)) (( وما من دابة على الأرض إلا على الله رزقها)) ((إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) .
قال رسول الله صل الله عليه واله وسلم:
((إن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها واجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم إبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعاصي الله تعالى فان الله عز وجل لايدرك ماعنده إلا بطاعته)) .
فمــــــن أحب المال حتى استعبده المال فان حرصه على جمـــع المال يبعده عن الرحمة والحق ويضطره إلى الخيانـــــــــة والكذب والسرقـــــة وحتى القتل أحيانا ويجر إلى الكذب والرياء والتصنع وقبول الدنية سراً والتــــــظاهر بغيرها علناً وهو مرض نفسي يسبب لصاحبه الهم والذل ويمنع عنه السعادة وراحة البال .
جلال الربيعي
AZPPPL