الماراثون البغدادي
كان الله تعالى في عون أهل بغداد : عبارة نسمعها من كل من ذهب من المحافظات العراقية الكريمة إلى بغداد لإنجاز شغل ما ، أو للإطلاع على آخر معالم هرم المدينة الأزلية المنكوبة بغداد ، أم السلام ومدينة الأمجاد إن تدهور الوضع الأمني المتراكم منذ سنوات ، افرز إلى واقع المشهد البغدادي تلك الطوابير الجرارة من المشاة وهم يدمدمون ويولولون ويتمتمون ، وكأني بالممثل الكاركتوري ، يحضر ذلك الموقف فيطلق مقولته الشعبية المضحكة ” امش ولا دردم” وكأني بشيطان كتابتي يقول : امش : نستطيع ان نعالجها باعتبارها فعل أمر ، ولكن الدردمة لاوجود لها في معجم الفصاحة، وهكذا هي مشيئة الدردمة تنقلك إلى موروثك الشعبي شئت أم أبيت، مشيت أم توقفت!، اجل امش ، ولكن إلى متى ستظل تمشي ، يابن بغداد ، ويبن العراق ، ألا يحتاج منا هذا الوضع إلى أن نرفع اكف التضرع إلى الله تبارك وتعالى ، كي يرفع هذا البلاء عن أهل بغداد ، وعن أهل العراق وعن أهل كل المعمورة ، الذين يعانون من ذات المشكلة ولكن بوجه آخر إن غريزة الإنسان غير الشاذة ، مطبوعة على حب الخير والسلام ، وما هذا الذي نراه من تدهور امني في بغداد ، وفي بعض أصقاع العالم سوى شذوذ الغريزة البشرية عن سياق مألوفها واعتيادها 00 ولكن هذا المرثون الجرار المتذمر ، يشتغل في هذه العاصمة الأزلية العريقة منذ سنوات غير أبه إلى أنها مدينة كريمة وعزيزة تستحي منها كل العواصم والمدن ، ألا ارحموا عزيزة عواصم نكبت بفقدان زهرة السلام وهي لاغيرها من ترعى زهور السلام، فيابغداد تضرعي معنا إلى خالقك الكريم ، فإنه لايتبرأ منك حاشا له!، ولا بد فيك من جبين ترضي صلاته خالقه ، فيجاب الدعاء وتعودين إلى سابق عهدك مدينة الزوراء ، ومدينة أسراب الظباء ، ومدينة بين الرصافة والجسر ، ومدينة الجمال ، ومهبط ملائكة الربيع ، وقبلة العاشق الصريع!، وسوف تعبرين هذا المخاض ،فلا تسمعين كثيرا عبارة (امش او لادردم)، وهي تنساب من الأفواه المتعبة على شوارعك الوديعة!
رحيم الشاهر- كربلاء
AZPPPL