الليثي لـ الزمان: أعشق كل ماهو عراقي

الليثي تعشق كل ماهو عراقي منذ سومر وأساطيرها وتقول لـ (الزمان):

في عالم الشعر نجوم من زجاج لايخترقها الرصاص

بغداد – حسن صاحب

تعد الشاعرة والاعلامية فاطمة الليثي شخصية فنية إبداعية تجمع بين قدرة التعبير الشعري المرهف وقدرة التواصل الاعلامي المؤثر، انها موهبة مزدوجة تسخر المفردات لنقل المشاعر والأفكار سواء من خلال الشعر او من خلال الشاشة، امرأة شغوفة تصنع الجمال، فهي تنتقي مفرداتها بعناية بالغة بلهجة وحسجة فراتية وتصوغ من اشعارها قلائد مرصعة بحزن ابدي، شمرت عن ساعديها وتحدت عاديات الزمن وصنعت لنفسها مجدا واسما في طريق لم يكن معبدا إلى بغداد لكنها راهنت على إمكانياتها الشعرية بعد طول انتظار وقدرتها الإعلامية وبعد صبر عرفت واحدة من أهم شاعرات العراق واسم اعلامي من بين إعلاميات كبيرات انذاك. الليثي هي الابنة الأكبر لابويها، فكانت الأكثر دلالا بين اخوتها، عاشت طفولة مترفة، فاطمة الام حرصت وحيدة على توفير الاستقرار لاولادها.

ضيفت حوارنا على فضاء زجاجي الشاعرة والإعلامية فاطمة الليثي.

□ ماذا يشكل لك الفضاء.. وهل تجذبك صورة الزجاج؟

-الفضاء هو الروح حين تتسع النجوم التي تشكل باقة الاهداف للحب والعمل والعمل والحياة، اما الزجاج فهو شفافية هذه الروح يعكس دواخلنا رغم الخدش او الانكسار، احيانا واحيان يسمح الزجاج لتدفق الضوء الروحي ومرارة النفس التي تملىء دواخلنا شغفا.

□ هل انت موجة فراتية.. إم حقيقة امرأة تغازل رموشها امواج دجلة ونوارسها؟

-انا خليط الماء العراقي بين حنين الفرات وعشق دجلة وموجة يكفيها انها تمر بين ثنيات الطين الحر الممزوج بملح ارض السواد.

□ هل تجيدين المشي على زجاج فضائي؟

-حين خرجت من رحم كربلاء بكل ارهاصات مجتمعها المتدفق بين حزن المنابر وقصص العشق الحسيني وروائح ازقتها الصانعة لالذ الطعام وعباءات تحلق في سماواتها كغيمة تنزل الغيث لتسقي بساتين مدينتي، بكل هذا مشيت على الزجاج في فضاء لامتناهي.

□ الالهام صديقك تستدعينه وقت ما تشائين؟

-قبل ان يولد الالهام يحضر الملهم الذي قد يكون كائنا مرئي او حالة عابرة او دمعة لمجروح وكسير قلب حينها تتوحد كل هذة الحالات يباغتني الالهام حيث عوالم الشعر.

□ لو عاد بك الزمن ماهو الشيء الذي تحاولين تغيره؟

-الزمن قطار يمشي حين تمتد سكته الحديدية وهو مصير لا يتغير بين قدرة الخالق والمخلوق يبقى سر الخيار وبالنتيجة انني يوم ولدت خرجت من شرنقتي غيرت وتغيرت حتى صرت ما انا عليه اليوم.

□ اين يكمن شغفك اعلامية ام شاعرة؟

-شغف الشعر هو مرآة الروح وتمردها لذلك يبقى الشعر فارسي الأول والأخير.

□ اين تكمن قوة المرأة؟

-تكمن قوة المرأة في بقائها كانثى وقدرتها على تحمل مصاعب الخلق الأولى كانثى واختلاف القوى إزاء قوة الرجل يبقيها محتفظة بقوتها التي تختلف حتما عن قوة الاخر شريكها في الحياة، عموما مهما اختلفت درجة القرابة أبا زوجا او ابن.

□ كيف واجهتي.. الانكسار.. الهزيمة.. الخذلان؟

-ديمومة بقائي واستمراري هن الرد في المواجهة وكلنا يتعرض لكل ذلك حتى لو كان بينه وبين روحه وخلف كواليس الواقع.

□ انت عراقية الهوى والانتماء.. كربلائية الحزن .. عاشقة بغداد.. كيف ممكن تحتملين كل هذه العذابات؟

-من قال ان العشق كله سعادة وهو النار التي تشعلنا احيانا وتدفئنا حينا اخر وانا عاشقة لكل ماهو عراقي منذ سومر واساطيرها إلى أن يختلط جسدي بتراب هذه الارض فيكتمل تتويج هذا العشق الابدي.

زجاج الشاشة

□ الليثي اين تجد نفسها في عالم الشعر ام خلف زجاج الشاشة؟

-الشعر والاعلام يشكلان حالة واحدة في الظهور مع اختلاف الأداة ورقا كانت او محل او شاشة مرئية.

□ الوطن هل يتجزأ في حياة الليثي؟

-هو حالة واحدة خلقه الله بتنوعه ومناخاته المختلفة، بناسه المختلفين مابين بيئة واخرى ولكن بالمجمل يبقى حالة واحدة رغم كل الحروب والقتال والمراهنة على تجزأته ولكن يستحيل ذلك.

□ ماهي صفات المرأة الناجحة؟

-اهم صفة في المرأة الناجحة هي الصبر وجهاد النفس اولا ولامام البلغاء علي ابن أبي طالب ع مقولة يقول فيها أعلى درجات الجهاد هو جهاد النفس.

□ كيف تصفين المشهد الاعلامي والثقافي العراقي؟

-المشهد الاعلامي يشبه حال الدنيا بكل متغيراتها ، يقلقني مافيه من تلاطم وضاع الهدف احيانا، اما المشهد الثقافي مازال فيه بعض الرصانة رغم بعض نشازات الأصوات في كل المجالات ولكن.. ويبقى للكبار تأثير الكلمة رغم الصمت القاتل وهو خلاف طبيعة المثقف المتمرد والثائر ويبدو انها صورة تشترك فيها الثقافة عالميا وليس العراق وحده.

□ هل تشبعين جوعك بالقصائد المبللة بالدموع؟

-انا لست جائعة ولا مشبعة،  اتوازن حتى لا اصل حد التخمة وقصائدي لاتبكي علنا بل تأن بين سطورها وقوافيها كل هذا الوجع الإنساني ومايعيشه من تشتت وانتظار.

□ عندما تشعرين بالملل هل ذلك يقويك إلى كتابة الشعر؟

-انا لست ملولة بل أحزن او افرح او حين أشعر بنشوة ما انجزته في الحياة كمبدعة او ام او أنثى،  عموما كل ذلك يدفعني كي اكتب.

* هل انت ثائرة ؟

انا ولدت في مدينة كربلاء وهي رمزا كبيرا للثائرين واختلطت بانفاسي ودمي ودمعي رموزا عظيمة وتربيت بين حكايا الثائرين وتعلمت ان اقول لا وأطلق صرختي عبر ولاء الثورة الحسينية.

* هل انت محاطة بأشياء لا تشبهك ؟

الكثير في حياتي لا يشبهني ولكن صنعت مملكتي واخترت فيها كل ما يشبهني إلى حد ما .. قبل ان اكمل سن التقاعد غادرت الوظيفة كمدرسة واخترت ان لا استمر لان الوسط التربوي اختلف كثيرا عن مبادىء العلم والتربية واعان الله الوسط التربوي اليوم على قيادتهم له .

* هل انت مترفة  ؟

انا مترفة مذ ولدتني امي وانا بنتها البكر ، جهزتني عائلتي منذ الولادة بكل مظاهر الترف وكنت مدللة اهلي ومازالت ولكن يوم ولد لي بنتين وولد احلت ترفي لهم لأنهم الاولى والاحق مع تعسر الحال وصعوبة الحياة .

* هل بالضرورة ان يكون وراء كل رجل عظيم امرأة والعكس صحيح ؟

انا لم انتظر تأشيرة مرور من احد عانيت كثيرا حتى ولجت عوالم الشعر والاعلام ولن أؤمن بمقولة ان الرجل الداعم للمرأة وارى ان أكثر النساء الناجحات صنعن نجاحاتهن بخوض حروب كبيرة في عوالم الرجال وربما هناك الكثير من الرجال حاربتهم النساء بالجهل او بالمعيشة وكانت حجرة عثرة في طريق نجاحاتهم لذلك قلة من ينطبق عليهم وراء كل رجل عظيم امرأة والعكس بالنسبة للمرأة.

* من هم نجوم الشعر  ؟

في عالم الشعر نجوم من زجاج لا يخترقه الرصاص ، اسماء مثل النواب مظفر والدجيلي زهير وزامل سعيد وعلي الشباني وناظم السماوي والقائمة تطول لازالت مفرداتهم تشكل حالة متفردة .

مشاركة