الكلب والسياسي

الكلب والسياسي

 بتجواله اليومي باحثاً عن لقمة تسد رمقه ، سمع نفس الصوت النشاز الذي طالما أزعجه بصياحه وبكلماته البذيئة .. رباه متى سيتوقف هذا الدعيّ عن النباح ، لقد حفظت كل خطاباته الفارغة ..

زاد الصوت ارتفاعاً ، مازال يرتفع أكثر .. حينها قرر أن ينتقم منه سينتظرهُ خلف الشجرة التي يتبول تحتها كل يوم ..

مرّت ساعة ..وبعدها أخرى والوقت يسير ببطء شديد ..سأبقى أنتظر خروج هذا المعتوه من مقر حزبه المتخندق به .. لعنة الله عليه كم أكرهه .. صوره القبيحة المنتشرة على حيطان المدينة وبساحاتها الرئيسية تجعلني أشمئز من كل السياسيين أمثاله ، جعلوا الفقراء المساكين ينافسوني على لقمة عيشي ، فكّر بتمزيق صوره ، أخذ يشحذ أظافره بحافة الرصيف ، هوى على الصور الملصقة على الجدار وقطعها إرباً إربا ، لهث بعض الشيء، هزَّ ذيله ، نَظَرَ الى المارّة الذين لم يكترثوا لما حدث ، وكأن الأمر لم يعنهم !!

تركهم وأقترب من الباب ، كَمَنَ خلف السيارة المتوقفة قرب المقر !

ردَدَ مع نفسهِ .. حقيقةً إن ما يزعجني منه ، إدعاؤه الوفاء مثلي ! وهو أكثر الناس خيانة

، ويزعجني أكثر إنه عندما يسبوه ينعتوه .. يا أبن الكلب !!! لا ..لا يشرفني أن يكون لي أبناً مثله ولا يشرفني أن يكون هذا من فصيلتي ..

عوووو ..ههه بدأ يعوي مثلي ، آه ..يا ويلي ، اللعين حتى بهذه يريد أن ينافسني !

محمد جبر حسن – بغداد

مشاركة