وفاة حمزة إثر عضة مميتة في بغداد تكشف الحاجة الى برنامج إنقاذ بيطري

بغداد – عدنان أبوزيد
توفي شاب عراقي يدعى حمزة، في الثلاثينيات من عمره وأب لطفلين، بعد أكثر من 40 يوماً على تعرضه لعضة كلب مسعور في منطقة العامرية غرب بغداد.
وفي التفاصيل، بدا الحادث أول الأمر بسيطاً، إذ تلقى الضحية تضميداً للجرح ومصلًا مضاداً، لكن الأعراض المتأخرة مثل رهاب الماء، فرط سيلان اللعاب، والتشنجات – أكدت إصابته بداء الكلب، الذي يصل معدل الوفيات به إلى نحو 100% بعد ظهور العلامات السريرية.
وقال أحد أقاربه في تصريحات عبر مقاطع فيديو: “كنا نظن أنه مجرد حادث، لكن بعد أيام تبين أن العضة كانت قاتلة، حمزة كان أبا لطفلين.. ومن المسؤول عن وفاته؟”.
ويعكس هذا الحادث الانتشار المتزايد للكلاب السائبة في شوارع المدن العراقية، حيث يقدر عددها بأكثر من نصف مليون، منها نحو 100 ألف في بغداد وحدها، مما يشكل تهديداً صحياً متفاقماً.
ويدعو سكان المناطق المتضررة الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل حملات تلقيح جماعي وإدارة فعالة للكلاب السائبة، لحماية المواطنين، خاصة تلاميذ المدارس والأطفال الذين يشكلون غالبية الضحايا.
وتخرج الجامعات العراقية سنوياً مئات الأطباء البيطريين، فيما تنفق الدولة ملايين على تدريبهم، لكن غياب برامج وطنية منظمة لتلقيح الحيوانات يترك هذه الكفاءات خارج دائرة الإنقاذ الفعلي لحياة المواطنين.
وفي تعليق عبر فيسبوك، عبرت الإعلامية جمانة ممتاز عن حزنها الشديد: “أشعر بالحزن الشديد لوفاة الشاب حمزة بسبب عضة كلب، وأتمنى ألا يكون رحيله بلا ثمن، بل أن تدفع غصة فقدانه إلى تحرك حقيقي وعاجل نحو معالجة ملف الكلاب السائبة، إذ من المؤلم أن يموت شخص بسبب عضة كلب في العاصمة التي يفترض أنها مركز عصري وحضري”. والكلاب السائبة، غالبيتها غير ملقحة وغير معرفة، مما يفاقم خطر نقل الفيروس الفتاك.
لهذا السبب، يرى خبراء أن التركيز لا ينبغي أن يقتصر على الإسعافات الفورية بعد العضة – خاصة مع زحمة المرور التي قد تؤخر الوصول إلى المستشفيات – بل على برامج تلقيح وطنية شاملة، محذرين من أن تكلفة هذه البرامج أقل بكثير من فقدان أرواح المواطنين.
وفي سياق مشابه، سجلت محافظة ديالى أكثر من 1055 حالة عضة كلب منذ بداية العام، مع تركيز الإصابات على الأطفال، بينما توفي طفل صغير في كركوك في يناير الماضي إثر عضة كلب مسعور، في حادث أثار حزناً واسعاً.
كذلك، شهدت مناطق أخرى حوادث متكررة، مثل هجوم كلاب سائبة على طفلة في أربيل العام 2023، وتسجيل إصابات متعددة في البصرة وكركوك والنجف والناصرية، إضافة إلى تقارير سابقة عن فقدان أطفال عيونهم أو أرواحهم جراء هجمات مشابهة.
وأكد الدكتور الاستشاري طارق الفيحان المعموري عبر منصة إكس: “عضة الكلب لدى الأطفال تشكل خطراً كبيراً بسبب خطر الإصابة بداء الكلب، الذي يكون قاتلاً بنسبة تقارب 100% إذا ظهرت أعراضه، خاصة أن الأطفال أكثر عرضة للجروح الخطيرة في الرأس والرقبة، والإجراءات السريعة ضرورية للوقاية”.
وبالرغم من توفر اللقاحات في المؤسسات الصحية، إلا أن الخبراء يحذرون من نقص التنسيق بين القطاعات البيطرية والصحية، مما يجعل هذه الحوادث المتكررة دليلاً على حاجة ماسة لاستراتيجية وطنية شاملة.

















