الكتاب العربي الاسرائيلي
موقع مشترك علي أرض متنازع عليها
لندن – الزمان
لا شك أن النزاع الفلسطيني الاسرائلي لم يجن الكثير من كل ما كتب من مقالات وقدم من حلول وما حدث من انتقام وحروب وما حملته القلوب من ثارات. وكما يقول الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ابدأ قصتك من ثانياً وسينقلب العالم رأساً علي عقب «هذه ترجمة للترجمة». ووسط كل الاستنكارات والرد عليها وما نشاهده علي قنوات التلفزيون من الام الاحتلال الاسرائيلي وشكاوي إسرائيل من الصواريخ التي تطلق عليها، نكاد ننسي حياة الناس العاديين اليومية وثقافتهم وكل مكونات المجتمع الذي يبذل المحللون قصاري جهدهم في تجميعه أو تفريقه. نكاد ننسي ما يعني الناس أكثر من كل ما نشاهده في نشرات الاخبار. فقد علمنا الأدب منذ عصر هومر إلي عصر شوسر ومن بريمو ليفي إلي الكسندر شوليتسنيزين، أن الحياة لا تتوقف. كا جاء في مقال توبي ليشتيغ، أخيرا، بصحيفة «الغارديان» البريطانية.
ويضيف الكاتب: كان هذا الموضوع مدار حديثي مع الكاتب الفلسطيني سمير اليوسف وهو يستعد لاطلاق مجلته الأدبية الالكترونية والتي تحمل عنوان “مراجعة الكتب العربية الاسرائيلية”، يقول اليوسف إنه نشأ في مخيم لللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان ولم يكن حديث الناس ينصب علي السياسة وحدها. فجدته كانت معنية باهتمامه باسنانه أكثر من أي أمر آخر. ومشروعه الجديد يهدف إلي توجيه ما يكتب بعيداً عن السياسة والتعصب وباتجاه الناس العاديين أي ان يكون سياسياً وواضحاً جلياً في نفس الوقت. وقد تعاون لنحقيق ذلك مع الكاتب الاسرائيلي آريل خان وخرجت المجلة الالكترونية من عبائة النادي الذي اسساه في شمال لندن عام 2009 تحت مسمي “نادي الكتاب العربي الاسرائيلي” والذي يجتمع اعضاؤه مرتين كل شهر لبحث وجهات النظر الادبية المختلفة. المجلة ستتوسع في حواراتها لتشمل المقالات والشعر وكل أشكال التعبير الادبي بعيدا عن عناوين الاخبار للغوص في الادب الذي يثير التحديات ويحرك المشاعر والابتسامات. وكما يقول سمير اليوسف :” صراعنا دام لسنين طويلة وسيدوم لسنين كثيرة قادمة وعلينا أن نحيا خلالكل ذلك بشكل او بآخر”.
ويقول الكاتب: احتفاء بإطلاق المجلة نشر الموقع قصة قصيرة ساخرة للكاتب الاسرائيلي إتغار كيريت من مجموعته القصصية “نقر مباغت علي الباب” تتحدث عن زوج خائن برفض الاعتراف بخيانته، ويرافق القصة مقال لليوسف يبحث في مقدرة كيريت الفذة علي التصوير الكوميدي للاحداث ودورها في الصراع السياسي ويعترف اليوسف بأنه كان في الماضي يري في سخرية إدغار كيريت نوع من السذاجة السياسية، اليوم يدرك أن الكوميديا واللامعقول كثيراً ما يعيداننا إلي إنسانيتنا. فهو يري ان الأمم التي يكون بقاؤها الجماعي وكرامتها تحت التهديد، تخجل من واقعها اليومي ولكن هذا الواقع سرعان ما يملي عليها أن لا تتخلي عنه من أجل الامن القومي فيتركز اهتمام الافراد بشكل تدريجي علي الاحتياجيات الذاتية اليومية ولا يستطيع البعض منهم الهروب من سخريته ليصور بها واقع يومه.
وهنا لا بد أن نسترجع ما قاله الشاعر ويستان هيو أودين:”الشعر لا يجعل الأمور تحدث” نرجو أن تجعل هذه المجلة الالكترونية بعض الامور تحدث وقد تساعد قراءها ولو قليلاً ولو ببطء شديد ليحدثوا بعضا من التغيير. فقبل السلام لا بد من فهم الآخر.
/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape
جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012
AZP09