

بيروت – الزمان
صدر حديثًا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت في 220 صفحة من القطع المتوسط كتاب “الكائن الروائي: أسراره وبنيته” للكاتب الأردني سامر حيدر المجالي.
يأخذ الكتاب قارئه إلى عوالم روائية متداخلة، منها ما يمس الكاتبَ الروائيَّ نفسه، ومنها ما يحلل عناصر العمل الإبداعي، ومنها ما يرصد عملية الخلق الروائي وما يحفُّ بها من أسرار. وجعله المؤلف في قسمين، تناول الأول منهما شيئًا من الأسرار والسمات الروائية، وحفلَ بمجموعة من العناوين الدالة مثل: “العتبة المنسية”، و”الحدث الروائي في تمرده”، و”هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتب رواية؟”، و”هل كُتبت الليالي بيدٍ أُنثى؟”، و”في الكشف عن نوايا الكاتب”، و”روائيون بلا حبكات”، و”هاجس الهوية عند ماريو بارغاس يوسا”، و”لمحة سريعة عن إرفين دي يالوم”، و”كتابان من الرصيف”.
في حين وقف القسم الثاني عند 15 محطة روائية لكاتبات وكتّاب أردنيين وعرب وعالميين، وتنوعت مواضيع الروايات المتناولة ما بين روايات تاريخية، وأخرى واقعية، وروايات خيال علمي. كما اهتم الكاتب بإبراز الصوت الأنثوي في المحطات، لا سيما أنه عدَّ الفن الروائي في أساسه فنا أنثويا بامتياز، فكان بين المحطات ست روايات لكاتبات إناث، من بينهن كاتبة من جمهورية لاتفيا، وكاتبتان سعوديتان، وكاتبة مصرية، وكاتبتان من الأردن.
يقول المؤلف في وصف تأثير الحكاية: “كانت مهمة الحكاية أن ترد المشتبك إلى المؤتلف، والمركب إلى البسيط. إنها تعطي معنى لما كان غامضًا، تفتح عيوننا على ما كان أمامها فلم تتنبه له، تشبع فضولنا؛ فالفضول هو سمة العبقرية الإنسانية، ولولاه ما كان علم ولا حضارة…”.
وفي تأكيده على الدور الأنثوي المفطور على تركيب الحكايات، يقول: “ما زالت حيةً تلك الإثارة التي كنا ننتظر بها حكايا الأمهات والعمّات والجدّات في طفولتنا. يا لقوة حضور الراوي فيهن! يختلقن الشخصيات، ويصفنها، ويقلدن أصواتها وحركاتها. لقد كنَّ محترفات قص، يمنحن المستمع حضنًا حانيًا…”.
أما الرواية التاريخية التي خُصَّت بالتحليل في غير مكان فبرزت عبر تناول رواية “دانشمند” لأحمد فال الدين، و”ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور، وحرص المؤلف على البحث عن جدواها جاعلا من راهنية موضوعها فيصلًا في الحكم.
سامر حيدر المجالي: كاتب وروائي أردني، وضابط محتوى لغوي وإبداعي، صدر له في مجال الرواية: “المؤابي” عام 2020، و”المهندس” عام 2024.

















