الكأس للبصرة والعراق – اكرام زين العابدين

الله بالخير رياضة

الكأس للبصرة والعراق – اكرام زين العابدين

واخير جاء اليوم الذي انتظرناه طويلا انه يوم الحسم يوم حمل الكاس ، يوم المباراة النهائية لبطولة كاس خليجي البصرة (25) الذي سيجمع منتخبنا الوطني مع نظيره العماني وعلى ملعب جذع النخلة.

قبل انطلاق البطولة كنا نفكر كيف ستجري الامور وكيف سنتعامل مع الاعداد الكبيرة من الضيوف في مدينة عانت من ظروف قاسية خلال السنوات الماضية ، لكننا اليوم نفتخر لانها نجحت في الامتحان وبامتياز من خلال تعاون الجميع في رسم صورة ايجابية وبهية للبصرة والعراق ستبقى محفورة في اذهان الجميع ، وقد يصعب تكرار مشاهد خليجي البصرة في الدورات المقبلة ولاسيما الزخم الجماهيري الكبير .

لقد عاشت البصرة اسبوعان من افراح الخليج العربي بوجود الاشقاء من كل الدول الخليجية والتي جاءت الى البصرة وهي غير مصدقة بما يحصل ، لانها كانت ترى وتسمع ما تنقله الفضائيات من بعض الاخبار المفبركة والتي تعود لسنوات مضت ، والقسم الآخر منها موجود يومياً في اغلب دول العالم ، وبعض الاهالي حذرو ابنائهم من خطورة السفر الى البصرة ، لكن الجميع اقتنع وكان مندهشها لما شاهده وهو مخالفاً لكل الصور المرسومة سابقاً عن العراق والبصرة.

لقد ظهرت اشارات نجاح البطولة مبكراً من خلال الحضور الجماهيري الكبير وتفاعلها مع احداث البطولة على ارض الملعب وكذلك بكل ارجاء المدينة لاسيما بعد ان شهد كونيش شط العرب وشارع الفراهيدي حركة غير اعتيادية على مدار الساعة واستمر لساعات طويلة من الليل.ولعب تالق منتخبنا وتحقيقهم الفوز دوراً ايجابياً لانهم دخلوا بمرحلة جديدة وتم طي صفحة الخسارات من خلال تعامل الملاك التدريبي الاسباني بقيادة المدرب كاساس الذي يعمل على بناء فريق قادر على اعادة امجاد الكرة العراقية.نسخة خليجي (25) بالبصرة تذكرنا بالنسخة الـ(9) التي جرت بالرياض عام 1988بقيادة المدرب الراحل عموبابا وكابتن الفريق عدنان درجال ، حيث كانت بداية المباريات التعادل مع المنتخب العماني بـ(1-1) وعندها اعرب المتابعين ان الفريق غير مستعد وسيواجه صعوبات بالدورة ، لكن مدرب الفريق نجح باعادة ترتيب اوراقه وقدم مباريات كبيرة وواصل مشوار البطولة الناجح وحقق اللقب بعد ان فاز على السعودية ايضاً بـ(2-0). ونتمنى ان يتكرر مشهد فوز الاسود بلقب البطولة الـ(25) اليوم الخميس من خلال اجتياز العقبة الاخيرة امام عمان لكي يسمع زئير الاسود وفرحتهم بحمل الكاس الخليجة في كل مكان ، وان تحتفل الجماهير العراقية بالفوز الذي طال انتظاره لسنوات طويلة ، لاننا خضنا آخر نهائي بدورات الخليج عام 2013 بالبحرين وبقيادة المدرب حكيم شاكر ، لكننا حصدنا المركز الثاني.نعلم ان الضغوطات كانت كبيرة على لاعبي منتخبنا خلال الفترة الماضية ولعبت دورا سلبيا في تراجع مستواهم الفني ، لكن الملاك التدريبي الجديد وباحترافية استطاع ان يعالج الاخطاء وصعد بطموحات الفريق خطوة بخطوة ولم يستعجل التصريحات الرنانة ، بل انه كان واقعيا من خلال اعادة روحية الفوز والوصول لنهائي البطولة.وتقع على جماهيرنا الوفية مسؤولية انجاح الحلقة الاخيرة من مسلسل خليجي (25) وذلك من خلال الابتعاد عن مخالفة التعليمات التي تصدرها الجهات المعنية بالتنظيم ، ونامل ان لا يحضر الى الملعب اي شخص لا يحمل التذكرة الحقيقية للمباراة ، بل بامكانه ان يتابعها من خلال الشاشات التي تنصب في الملاعب والساحات العامة والاماكن المخصصة للجماهير ، او في بيته.وعلى اللجنة الامنية المسؤولة عن تطبيق القانون فرض عدة اطواق امنية خارج اسوار ملعب المباراة وعدم السماح لاي شخص لا يملك بطاقة المباراة بالاقتراب منها.وندائي الاخير اوجهه الى السادة المسؤولين واقول لهم ( لا تفسدو فرحة العراقيين بمباراة الختام من خلال احضار حماياتكم واقتحام الملعب ، لانكم في أمان باجواء كرة القدم داخل الملعب).

مشاركة