القوات الخاصة الأردنية تتلقى تدريبات أمريكية تحسباً لسقوط الأسد
أمريكا والغرب يدرسان تأمين الأسلحة الكيماوية السورية
واشنطن ــ لندن ــ الزمان
كشف مسؤولون أمريكيون ودبلوماسيون عن مناقشة الولايات المتحدة وحلفائها لأسوأ السيناريوهات المحتملة التي قد تتطلب نشر عشرات الآلاف من القوات البرية في سوريا لتأمين مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية بعد سقوط حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
فيما أشارت تقارير اعلامية نشرت أمس الخميس، الى أن القوات الخاصة الأردنية تلقت تدريبات ونصائح من الجيش الأمريكي لتحسين قدراتها تحسبا لوقوع تدخل عسكري في سوريا.
وتفترض هذه المناقشات السرية أن تتفكك كل القوات الأمنية الموالية للأسد لتترك وراءها مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا عرضة للنهب. كما يفترض السيناريو أيضا ألا يمكن تأمين هذه المواقع أو أن يجري تدميرها بضربات جوية فقط بالنظر الي المخاطر الصحية والبيئية. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي ــ طلب عدم الكشف عن هويته مفسرا حساسية المناقشات ــ أن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن خطط لنشر قوات برية في سوريا. ورفضت ادارة الرئيس باراك أوباما حتى الآن تقديم مساعدات فتاكة للمعارضة المسلحة التي تقاتل من أجل الاطاحة بنظام الأسد وقللت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون من احتمالات فرض منطقة حظر جوي قريبا. وقال المسؤول لا توجد خطة وشيكة لنشر قوات برية. وهذا في الحقيقة هو أسوأ السيناريوهات المطروحة ، مضيفا أن القوات الأمريكية على الأرجح ستلعب دورا في مثل هذه المهمة . وقال مصدران دبلوماسيان لـ رويترز طلبا أيضا عدم الكشف عن هويتهما أن الأمر قد يتطلب ما بين 50 الي 60 ألف جندي اذا تحققت أسوأ مخاوف المسؤولين بالاضافة الى قوات الدعم. وأضاف المصدران الدبلوماسيان أنه حتى في حالة نشر قوة من 60 ألف جندي فلن تكون كافية لحفظ السلام ولن تكفي الا لحماية مواقع الأسلحة على الرغم من أنها ستبدو مثل قوة احتلال أجنبية على غرار ما حدث في العراق.
وقال المصدران انه لم يتضح بعد كيف سيجري تنظيم هذه القوة العسكرية وما هي الدول التي قد تشارك فيها. لكن بعض الحلفاء الأوروبيين لمحوا الى أنهم لن يشاركوا. ورفض البيت الأبيض التعقيب على خطط محتملة بعينها. وقال المتحدث تومي فيتور انه بينما تعتقد حكومة الولايات المتحدة أن الأسلحة الكيماوية تحت سيطرة الحكومة السورية فمع الوضع في الاعتبار تصاعد العنف في سوريا وتزايد هجمات النظام على الشعب السوري نبقى قلقين جدا بشأن هذه الأسلحة .
وقال فيتور بالاضافة الى مراقبة مخزوناتهم فنحن نتشاور مع جيران سوريا وأصدقائنا في المجتمع الدولي لتسليط الضوء على مخاوفنا المشتركة بشأن أمن هذه الاسلحة والتزام الحكومة السورية بتأمينها .
وبينما لا توجد احصائيات كاملة لما تملكه سوريا من الأسلحة غير التقليدية، فمن المعتقد أنها تملك مخزونات من غاز الأعصاب مثل في اكس والسارين والتابون.
وقال المسؤول الأمريكي أن من المحتمل أن يكون هناك عشرات المواقع للأسلحة الكيماوية والبيولوجية موزعة في أرجاء سوريا.
وأضاف المسؤول انه لا يمكن تأمين هذه المواقع للقصف الجوي الذي من قد يؤدي الى اطلاق تلك الغازات.
وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الشهر الماضي أن من المهم أن تبقى قوات الأمن السورية متماسكة بعد سقوط الأسد، مشيرا بشكل خاص الي قدرتها على تأمين مواقع الأسلحة الكيماوية.
وأضاف قائلا في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي ان ان في يوليو»تموز انهم يقومون بعمل جيد جدا في تأمين هذه المواقع… اذا توقفوا فجأة عن ذلك فستكون كارثة أن تقع هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ سواء أيدي حزب الله أو غيرهم من المتطرفين في المنطقة .
وتناقش الولايات المتحدة واسرائيل ودول غربية الاحتمالات الكابوسية لسقوط بعض الأسلحة الكيماوية السورية في أيدي جماعات متشددة كـ القاعدة أو جماعات جهادية سنية أو مقاتلي حزب الله اللبناني المؤيد لايران.
وأشارت بعض مصادر المخابرات الغربية الى أن حزب الله والحرس الثوري الايراني ــ وكلاهما من الحلفاء المقربين لسوريا ــ ربما يحاولان السيطرة على الأسلحة الكيماوية السورية في حالة الانهيار الكامل لسلطة الحكومة.
وبدأت سوريا في اكتساب القدرة على تصنيع وانتاج الأسلحة الكيماوية في عام 1973 بما في ذلك غاز الخردل والسارين وربما أيضا غاز الأعصاب في اكس .
ولا يعرف على وجه التحديد كميات أو تركيبات الأسلحة الكيماوية في مخزونات سوريا. لكن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قدرت أن سوريا تنتج مئات الأطنان من الغازات سنويا.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز في عددها الصادر الخميس ، ان الأردن ما زال يعارض التدخّل العسكري المباشر في سوريا، في الوقت الذي اعتبر دبلوماسيون ومحلّلون غربيون أن القوات المسلحة الأردنية تستعد للعب دور معين ينطوي على الدخول الى الأراضي السورية في مرحلة ما في المستقبل، لتأمين مخزونها من الأسلحة الكيميائية اذا ما دخلت البلاد في حالة من الفوضى.
ونقلت الصحيفة عن محلل أردني قوله ان هناك خارطة طريق مع الأمريكيين، قد تدفع الأردنيين للتدخّل من أجل تأمين بعض مواقع الأسلحة الكيميائية عند وقوع خطر . وأضافت الصحيفة أن الأردن بدأ يأخذ موقفاً تصعيدياً ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصار تبادل اطلاق النار عبر الحدود حدثاً اعتيادياً، وتقوم القوات المسلحة الأردنية الآن بشكل اعتيادي بالرد كلما أطلق الجنود السوريون نيران أسلحتهم على اللاجئين المتوجهين الى الحدود الأردنية.
ونسبت الصحيفة الى دبلوماسي غربي في عمان وصفته بالبارز قوله ان الرأي العام الأردني هو عامل رئيسي ثان، وأعتقد أن المسؤولين الأردنيين وجدوا أنه تحول من الاشمئزاز ازاء ما يجري في سوريا الى دعم لتغيير النظام فيها والانتقال السياسي .
وأضاف الدبلوماسي الغربي أن القلق في الوقت الراهن لا يرتبط بالامتدادات السياسية للأحداث من سوريا الى الأردن، بل بخروج المناوشات الحدودية عن نطاق السيطرة، أو تسلّل جنود أو عملاء سوريين الى مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن والتسبب بمشاكل فيها .
وأضافت أن البلدين يحتفظان بسفارتيهما في عاصمة كل منهما، في حين تستمر سوريا في العمل كطريق تجاري حيوي للشركات الأردنية ويعارض الأردن بشكل صارم تسليح المتمردين السوريين ويحاول تضييق الخناق على المقاتلين الذين يتحركون عبر الحدود، وعلى مهربي الأسلحة.
/8/2012 Issue 4280 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4280 التاريخ 18»8»2012
AZP02