القلادة الذهبية

  القلادة الذهبية

 

 

لمناسبة الاحتفال السنوي بعيد الصحافة العراقية الخامس والأربعين بعد المئة، بادرت النقابة ممثلة بنقيبها  المثابر الزميل مؤيد اللامي بمنح مجموعة من الصحفيين عرفتهم أغلب وسائل الصحافة والإعلام والعامليـــن فيهما  إنهم قامات فارعة في هذا الميدان عرفانا” من النقابة على ما قدموه  لعقود من الزمن تمتد لفترة الخمسينات من القرن الماضي ولازال عطاؤهم مستمرا” دون أن يثنيهم التقدم بالعمر وتعب المهنـــة مغادرتها.

 

وأذكر منهم عميد الصحافة سجاد الغازي* والقلم والصوت الرياضي الهادر مؤيد البدري وآخرون قدوة، ولا أخفي أن خبر منحهم القلادة الذهبية رقرق الدموع في عينّي حيث أعادني الى سنين الصحبة والزمالة والمعرفة معهم دامت طويلا” ولازالت مستمرة مع البعض منهم فهم الأساتذة أولا” والزملاء والأخوة الأكارم ثانيا” تعلمنا منهم وبإخلاص وبنكران ذات كيف نكون صحفيين وفنيين وفي الإدارة الصحفية أيضا” وفي الصبر على تحمل كل ما يترتب علينا منها، طال ما اخترنا السير في طريقها  فهي مهنة المصاعب والمتاعب والمصائب لأن طريقها هو طريق الحق الذي يجب أن لا نستوحشــــه فإن فيه رضا الله والضمير والناس الطيبين.

 

لقد عرفت هذه الكوكبة المكّرمة عن قرب كان عطاؤهم وتعاملهم يسمو بكل معاني الأخلاق والمهنية والصدق والتفاني وكانت قريبة من زملائها ناصحة ومعلمة ومؤازرة  لنتاجاتهم ، كانوا مدرســـة فعلا”، وأذكر قولا” لأقربهم مني في العلاقة والتواصل هو الأستاذ سجاد الغازي عن أهمية العمل بمهنية من قبل الصحفي والإعلامي حين قال ” يجب أن يكون عمل أي مؤسسة صحفية وإعلامية والصحفي العامل فيها بمستوى عال من المهنية والحيادية الحقّة وبشخصية مستقلة لتصل الى القارئ والمتلقي بشكل عام وتتسع قاعدة جمهورها لأنها بخلاف ذلك تفقد المصداقية وتخسر القراء وتنحسر مساحة توزيعها، وهذا ينطبق حتى على الوسائل الصحفية والإعلامية التي تعتبر لسان حال الجهات التي تصدر عنها، لقد امتهن الأساتذة والزملاء المكّرمين العمل الصحفي والإعلامي وتعايشــوا معه من خلال مواقع ومسؤوليات عديدة وبكل مهنية وإخلاص في داخل الوطن أو في خارجه وفي ظروف وأنظمة حكم عديدة ومختلفة المنهج في العصر الحديث لعراقنا العزيز، ومنهم من قدم حياته قربانا” لإعلاء كلمــة الحق، إنهم فعلا” قامات رائدة تستحق قلائد ذهبية وماسية، إن في هذا التكّريم معاني سامية، رأينا فيه أجمل وأنبل صورة تظل عالقة في ذهن المكّرمين ومدعاة فخــر لهم ولأهلهم وأحفادهم ولنا جميعا نحن الصحفيون من جيل الزملاء المكّرمين وجيل ما بعدهم وخاصة جيل الصحفيين الشباب، ليكون خير حافز على استمرار العطاء والإبداع الخلاق، تحية الحب والوفاء للمجموعة الرائدة المكّرمة وأنها فعلا” تستحقها وبجدارة .

 

 وألف شكر للزميل مؤيد اللامـــي نقيب الصحفيين على مبادرته الرائعة والتي ستصبح بكل تأكيـــد ســـُنّة تمنح في هذه المناسبة في كل عام ، لتُزيّن أعناق وصدور الرواد الصحفيين والإعلاميين المبدعين المتميزين ، كما فعلها في العام الماضي عند تكريمه لأكثر من سبعين صحفيا” وإعلاميا” من رواد المهنة  المبدعين ، وكل عـــام ونقابتنا وصحفيو العراق وعراقنا بألف ألف خيـــر.

 

 

* الغـــــازي: عميد الصحافة العراقية كان قد منح العام الماضي  قلادة الإبداع من قبل رئيس مؤسسة الإعلام المســتقل الأســــتاذ ســـعد البزاز .

 

فلاح المرسومي

 

مشاركة