شاعر الحلة الفيحاء
القصص الأسطورية وأجمل الأغاني – كاظـم بهَــيّــة
من منا ومن محبي ومتذوقي الادب الشعبي العراقي من لم يعرف ويسمع بشاعر الحلة الفيحاء عبد الصاحب عبيد الحلي(1914 – محلة جبران – الحلة) ، الشاعر الذي تدفق شعره كالسيل بين شعراء عصره ، فكان أشهرهم فهو علم بارز وقمة شامخة من قمم الأدب الشعبي العراقي متفننا ذو أسلوب بديع، واسع الخيال لطيف المعاني ، طبع له عدة دواوين شعرية منها (البابليات 1939 ) و(الحياة الحرة بعد تحطيم انكلترا 1941) و(ليالي السمر 1951 ) و( المناسبات 1958 ) و (الشعر الشعبي 1969 ).
لقد تأثرالحلي بقراءة القصص الأسطورية امثال: قصة عنتر وابي زيد الهلالي وقيس وليلى ، رغم انه تعلم القراءة والكتابة على يد الملالي (الكتاتيب ) آنذاك وكان يتشبع بروح البطولات والشعر الحماسي العربي مما زاد في تثقيفه هذا وقد شب شاعرنا (الحلي ) على الروح الوطنية لتذوق للفخر والحماس لغة تربيته ثورية فخاض غمار الحوادث السياسية والرجات الاجتماعية واسهم في الكثير من الانتفاضات الشعبية من اجل حرية ورفعة واستقلال العراق العزيز ، ولمع اسمه كشاب شاعر شعبي له وزنه في انتفاضة عام 1953 ، في الرميثة وسوق الشيوخ وامتدت الى الفرات آنذاك ، فكان دائما الى جانب الانتفاضات الوطنية ، وقد ساهم أيضا في حركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 واسهم في الوثبة عام 1948 حيث لهب الجماهير بقصائده الحماسية مثل :
هاي اشلون وثبة ويرن طاريها
وأربعين السعد لاح السعد بيها
□ □ □
بزغ سعد العراق ابجبهة الاحرار
ونار الجسم منها تولدت انوار
خبطها الواهم وشلع ابعمره اوطار
واحزاب الوطن كامت تصفيها
□ □ □
صفت لاعنصرية اولا قليمية
حكم عادل نريده ابكل معانيه
وحريه بحقوق الديمقراطية
وديمقراطيه حره ابكل معانيها
□ □ □
ومن عاش ايام الوثبة وشهداء الجسر يتذكر القصيدة العصماء التي رقى بها شاعرنا الكبير (الحلي ) شهدائها في جامع الحيدر خانة يقول في مطلعها :
بعيني وعين كل مخلص لكم مضجع
ومكانة ومركزية العيب تتضعضع
واسهم كذلك في عام 1956 حيث وقوع الاعتداء الثلاثي على الشقيقة مصر العربية.لم تقتصر تجربة الحلي على كتابة القصيدة والابوذية والموال، بل كتب الأغنية في وقته فمن أغانيه المعروفة والتي تردد على ألسنة العامة من الناس هي (سبتني الحلوه البنية) لحسين نعمة :
سبتني الحلوه البنية
ولاخلت عكل بيه
دحني حني عليه
ورحمي الهايم شوية
□ □ □
شفته يمشي عله موده
سباني وهذا مكصودة
تلني بحمرة خدوده
يولفي المارحم بيه
***
وكذلك كتب اغنية (ين انطي وجهي .. رحت للمشخاب ادور دوه ) لسعدي الحلي :
وين انطي وجهي وخان بيه الصبر
وشينفع وياك الحجي وشيضر
هل كثر يتعذب شطوله العمر
علمين جا بعد امر وانشد عليمن
نسوني جنهم لكوا غيري و نسوني
خايب يكلبي
لمن عفتني هرش كلبي التوه
وايست من روحي وزماني انطوه
ابحرت للمشخاب ادور هوه وادور دوه
لكيت الهوه محضر الي فالته
عليمن جا بعد امر وانشد عليمن ياخايب كلبي
نسوني جنهم لكو غيري ونسوا خايب يكلبي
يكلبي بعد بيمن تأمن يكلبي
والأغنية التي ابتكر وزنها الشعري هي ( ياعزيز الروح يابعد عيني ) للمطرب زهور حسين وأداها فيما بع ياس خضر وسعدي الحلي وحسام الرسام وغيرهم الكثير من مطربي العراق والذي جاء فيها :
ياعزيز الروح يابعد عيني
شنهو ذنبي وياك ماتحاجيني
**
اسويت انه وياك والشفت مني
شنهو السبب صديت عني وعفتني
وين انا وبيا حال يردوني اخاوي
ضلع الضلع كسروه وخلوني اداوي
***