القردة الشبيهة بالبشر تستوطن سومطرة وتنقرض خلال عشرين عاماً
قرد إنسان الغاب كالإنسان ماهر في بناء فراشه
لندن ــ الزمان
قال علماء من بريطانيا انهم اكتشفوا أن لدى قرد انسان الغاب أورانج أوتان مهارة عالية في بناء أعشاشه التي يستخدمها كأسرة لنومه وانه يمتلك قدرات فنية خاصة في بناء هذه الفرش.
وحسب الدراسة التي أجراها باحثون تحت اشراف آدم فان كاسترين من جامعة مانشستر البريطانية ونشرت نتائجها أمس في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا فإن هذه القردة تختار لبناء فرشها أكثر فروع الأشجار متانة ثم تستخدم الفروع الرفيعة والأكثر مرونة في حشو هذه الأسرة. وشبه العلماء في الدراسة التي نقلت خلاصتها وكالة الانباء الالمانية دب أ القدرة الفنية للقردة في انتقاء المواد اللازمة لبناء فرشها بقدرتها على صناعة الأدوات اللازمة في بناء هذه الأسرة وقدرتها على استخدام هذه الأدوات. وقال العلماء ان قرد انسان الغاب الذي يزن الواحد منها ما يصل الى 90 كيلوجراما يبني لنفسه عشا جديدا كل يوم في قمم الأشجار لينام فيه ويحتمي به من أعدائه ومن الطفيليات المزعجة. وأوضح الباحثون أن أول خطوة يتخذها القرد في بناء عشه الجديد هو انتقاء فرع شجرة متين كقاعدة لعشه ثم يجلس فوق هذا الفرع ويجلب اليه فروعا أخرى قريبة منه من خلال جذب هذه الفروع اليه في نقطة مركزية داخل العش ولف هذه الفروع على بعضها البعض لتصبح متماسكة وبشكل بيضاوي وذلك قبل صنع بطانة للعش تكون بمثابة فرش وصنع غطاء و وسادة اذا لزم الأمر.
وتوصل الباحثون الى هذه النتائج من خلال رصد أعشاش القردة في جزيرة سومطرة في اندونيسيا ودراسة خصائصها.
وتعتقد شبكة البيئة العالمية أن فصيلة الأورانج أوتان، وهي من القردة العليا الشبيهة بالانسان وتستوطن سومطرة وبورنيو ويطلق عليها اسم انسان الغاب ، قد تختفي تماما خلال عشرين عاما. وتقول شبكة البيئة العالمية ان عدد القردة من هذا النوع قد انخفض خلال القرن الماضي بنسبة 91 في سومطرة وبورنيو. وتقول الشبكة انه على المستوى العالمي، كانت أعداد هذه القردة التي يطلق عليها انسان الغاب تقدر فيما بين 45 و60 ألفا في عام 1987. لكن هذا العدد انخفض بمقدار النصف منذ عام 2001، ليصل الى رقم بين 25 و30 ألف حيوان، يعيش نصفهم في أماكن خارج المحميات الطبيعية.
وتتعرض الفصيلة التي تعيش في سومطرة لقدر من الخطر أكبر من غيرها، حيث تقدر أعدادها بما لا يزيد عن تسعة آلاف حيوان، جميعها معرض للخطر بسبب تناثر رقع الغابات. وتضيف الشبكة كما تتعرض قردة الأورانج أوتان أيضا لمخاطر الصيد والسرقة لاستخدامها كغذاء أو لتربيتها كحيوانات أليفة، كما تتعرض لمخاطر حرائق الغابات، ويعيش ما يزيد على ستين في المئة من قردة الأورانج أوتان في أماكن خارج المحميات الطبيعية، وسيستمر هذا التدهور الكارثي في أعدادها حتى يتم اتخاذ الخطوات اللازمة للتغلب على انخفاض الأعداد، والصيد غير المشروع للقردة في الأراضي التي يملكها أشخاص
وتبلغ اناث انسان الغاب سن الخصوبة في الثانية عشرة، وتمتد أعمارها حتى الأربعين، غير أن دورة التناسل لديها هي الأبطأ بين القردة العليا، وتبلغ ثمانية سنوات بين كل مرة انجاب. وقال ستيوارت تشابمان، رئيس برنامج الفصائل الحيوانية في شبكة البيئة العالمية في بريطانيا، لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي تستطيع الأم أن تنجب أربعة أو خمسة أبناء وتربيهم على مدار حياتها . وأضاف وقد أشارت احدى الدراسات الى أن الأورانج أوتان يمكنه أن يتحمل نسبة فقد سنوية تبلغ 2 ، غير أن نسبة 50 في المئة التي حدثت خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة نسبة لا تحتمل، ومن ثم صار من اللازم البدء في أعمال الحماية لهذه القردة وقال ومقابل كل قرد يتم اصطياده، نقدر أنه قد ماتت أو فقدت خمسة أو ستة قردة أخرى .
/4/2012 Issue 4176 – Date 17 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4176 التاريخ 17»4»2012
AZP20