القتل الجماعي وباء 1
دول عظمى تدعم الإرهاب
امسى الارهاب يهدد الدول الاوربية وأمريكا قبل الدول النامية التي ينبع منها الارهاب والتطرف الديني والقبلي واصبح مشكلة عظمى على صعيد دولي يهدد الجميع بدون استثناء احد .. فكيف يمكن القضاء عليه …؟
وهل يمكن القضاء على الارهاب في اعداد جيوش لمحاربتهم في عقر دارهم..؟
واذا الدول المحاربة للارهاب هي من تحتضنهم في بلدانهم..؟
ان ما تمر به هذه الدول النامية شبيها ما مرت به اوربا في العصور الوسطى وكثير من الاحداث تتشابه ولكن بأختلاف المكان والزمان ونوع التطرف اذ ما قورن بينهما ففي اوربا كان الاضطهاد والجوع وهيمنة الكنيسة على كل شيء فقامت ثورة جياع ثورة خبز ضد الطغاة ونالوا ما يريدون .
هل شعوبنا سوف تثور كما حصل في فرنسا والثورة الفرنسية …؟
وهل تستطيع نيل الحرية …؟
وهل هذه الشعوب مؤهلة لاعطائها الحريات بجرعة واحدة …؟
ان الارهاب اصبح يهدد العالم باسره فقبل ان نحاربه بالسلاح علينا نحاربه فكريا بالقضاء على افكار العنف والتطرف والحقد الطبقي بين فئات الشعب قبل ان نعطي الحريات علينا ان نعرفهم ما معناها وكيف يمكنهم استخدامها ان القضية ليس مقتصرة على الظلم والجوع والفقر والمرض بل تتعدى ذلك بكثير قضية جهل في كيف ان يسلكوا طريقهم الى النجاة.
ان ما يحصل الان في بلداننا نسخة مكررة من التطرف الديني والقتل والذبح وهيمنة السراق واحكام عرفية وشعب جائع لا يملك ما يقضي به يومه ان على مر العصور ومنذ نزول اول الاديان وحتى هذه اللحظة يستغل الدين من قبل ضعيفي النفوس في تحوير مبادئه وقيمه وجعله يخدم مصالحهم الشخصية فأذ نعود الى نزول اشهر اقدم الاديان وهي اليهودية فنراه يدعو الى الوحدة والمحبة لكن سرعان ما يتحول الى مواجهات وفصائل وقبائل ويتفرع الى فروع وتنشئ الحروب فيما بينهم رغم ان جميع الاديان السماوية تحرم سفك الدماء وتدعو الى الرحمة ولا تخلو باقي الاديان من ما تم التطرق اليه اعلاه فالمسيحية دين المحبة دين يدعو الى المغفرة والتوبة وحارب المسيح (عليه السلام) من اجل ان يحرر المستعبدين ويفك قيودهم من الطغاة حتى صلب ورحل الى السماء واصبح ثورة ينادى بها الاجيال ،لكن من يعمل بهذه المبادئ فهناك الكثير من يكرهون ان يعم السلام في العالم فبين فترة واخرى نرى الكثير من موجات العنف والقتل وسطو وتزهق جراء ذلك العديد من الارواح البريئة ومن يفعل كل ذلك …؟ ومن المستفيد في جعل العالم في صراعات دائمة …؟
لنعد الى الهيمنات الدينية وكيف تم تحوير مبادئها والعمل وفق مصالح شخصية ففي القرون الوسطى قد هيمنت الكنسية على كل الفقراء واستعبدتهم وجعلتهم عبيد للكنيسة رغم ان الدين يدعو الى الحرية ومن يتكلم يقتل ويصلب لمخالفته مبادئ الكهنة .
لكن في الاخير الشعب الجائع له كلمته الاولى والاخيرة في كل هذا وبدأت الشعوب تثور ضد الظلم وان من ابرز الثورات في تلك الحقبة هي الثورة الفرنسية عام 1798م حيث بدأت على مراحل عديدة وانتهت سنة 1799 م ان فترة الثورة كانت فترة مؤثرة ضد الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية ورغم فشلها وسيطرة البرجوازية التي كانت متحالفة مع طبقة العمال وتحالفهم مع نابليون ادى الى تصدير الازمة من خلال الاستعمار والتوسع اللاحق .
حقوق وواجبات
ورغم سيطرة البرجوازية الا انها اعطت مجموعة من الحقوق والحريات للطبقة العاملة والمتوسطة للشعب الفرنسي امتدت المستعمرة الفرنسية بقيادة نابليون لتشمل اجزاء كبيرة من اوربا الغربية
ان الثورة الفرنسية استوحت افكاراً ليبرالية وراديكالية غيرت بشكل عميق مفهوم التاريخ الحديث
واستبدلت كثيراً من الملكيات المطلقة الى جمهوريات انتشرت الثورة سريعا وبدأت بصراعات عالمية ممتدة من جزر الكاريبي حتى وصلت الشرق الاوسط وبعدها تم القضاء على هيمنة الكهنة المسيطريين على اموال الفقراء واستعبادهم وفصل الدين عن الدولة والقضاء على التطرف الديني رغم وجوده لهذه اللحظة فلم يتم القضاءعليه بالشكل مطلق.
لم تكن الكنيسة مسيطرة على اوربا فقط وانما حتى في بعض دول الشرق الاوسط وخير مثال لبنان التي مازالت تعاني من التطرف الديني والحروب الا هلية التي تنشب بسبب الدين فقد سيطرت الكنيسة على لبنان في فترة من الفترات حيث استحوذت على اموال الفقراء واراضيهم وجعلتهم خداما لها وسيطرت على جميع النوافذ التجارية والاقتصادية والسياسية واصبح كل شيء تحت امرها.
لم يكن الدين الاسلامي اقل شأنا بل اكثر تعقيدا واختلافا في كثير من الامور رغم ان الدين الاسلامي دين تسامح وهذا ما نراه في ايات القرأن واحاديث النبي محمد (ص) وفي السنة الخامسة للدعوة نصح الرسول المسلمين بترك مكةوالهجرة إلى الحبشة لأن فيها “ملكا لا يُظلم عنده أحد وعادل في حكمة كريماً في خلقة”، وهناك يستطيعون العيش في سلام آمنين على أنفسهم وعلى دينهم، والقرأن الكريم يتضمن الكثير من اياته عن الاديان الاخرى وكيف يدعون مسلمين في التعايش فيما بينهم
في قول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) (الحجرات : 13 ) ويقول رسول لا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، إلا بالتقوى) رواه أحمد.
واستمر الدين الاسلامي على نهجه الذي عرف به فترة طويلة لكنه لم يخل من ضعيفي النفوس ومن يحاولون جعله يصب في مصالحهم الشخصية واستغلاله ابشع استغلال وهناك احداث كثيرة حصلت في ازمان مختلفة في تغير مساره الانساني والاخلاقي ولا يمكنني ان اذكر كل ما حدث في هذه المقالة ولكن ابرزها
وهي مجزرة الارمن الشهيرة التي قامت بها الدولة العثمانية بحق المسيح الارمن وهي تعتبر من ابشع جرائم الخلافة العثمانية انذاك ومازال صداها لوقتنا الحالي.
أن جميع الحروب وجرائم القتل والانتهاكات اللا انسانية في حق الشعوب هي مخالفة لجميع الاعراف والاديان السماوية وان السبب الرئيسي في ذلك هي الدول العظمى الداعمة للتطرف وحتى لو كان بشكل مخفي او من دون ان تعرف فما قامت به امريكا بضرب هورشيما ونكزاكي في اليابان ابان الحرب العالميه الثانية تعد من اكبر جرائم العصر وهي لم تحاسب بل حتى لم تعترف بالذنب وبل تعدت اكثر من ذلك الى صنع السلاح وتمويله الى جماعات ارهابية تقتل في الابرياء من غير ذنب ونشر روح العنصرية والعقائدية وزرع بذور الفتنة الطائفية كما حصل في لبنان والعراق
مطر طارق – صلاح الدين