القائد العام .. أعد الأمور إلى نصابها

القائد العام ..  أعد الأمور إلى نصابها

مثنى الطبقجلي

ضمن سلسلة من  القرارات الحازمة التي اتخذها القائد العام للقوات المسلحة لاعادة  بناء القوات المسلحة وتصفية بؤر الفساد والرشا فيها ،احال الدكتور حيدر جواد العبادي  بالامس عددا من كبار الضباط الى التقاعد وفتح تحقيقات في الظروف التي ادت الى  تراجعهم في الدفاع عن معسكراتهم وجنودهم في مواجهة شراذم داعش الغبراء .

سيادة القائد العام…  بالامس عزلت من عزلت واحلت للتقاعد من احلت من كبار  القادة العسكرين  المتخاذلين لتقاعسهم بل ولجبنهم في المواجهة ولو اطلعت على ما خفي في دائرة العقود والتسليح بوزارة الدفاع لرأيت العجب  فيما ارتكب من صفقات مخزية سواء  التسليح مع امريكا ام مع  روسيا  وغيرها وستجد : كم كان  مقدار خيانة هولاء  للوطن والواجب والقسم ..؟ وكيف ان بعض الصفقات التسليحية قد  جُزئت الى عدة صفقات وخاصة بالنسبة لطائرات اف 16  ومتطلباتها من تسليح وادامة وحتى خوذ الطيارين ..تمت لكي يكسب حفنة محسوبون على القائد العام السابق مبالغ خيالية  على حساب وطنهم وسمعته وسمعة الجندية العراقية….؟    قراراتك  هذه  جاءت في وقتها .. وكان لابد منها لاعادة هيكلة القوات المسلحة العراقية في ظرف خطير تمر بها الامة العراقية ، قرارات  تستحق  ان يشاد بها لانطوائها على وجهات نظر تعبوية  اصلاحية ونهضوية ، تعالج حالة التردي والانهيار الشامل الذي اصاب المؤسسة العسكرية  على يد ثلة منهم وفي مقدمتهم مكتب القائد العام السابق ما تسبب الاهمال فيها تحديدا بوقوع  نكسة العاشر من حزيران وسقوط عروس الشمال العراقي الموصل  ثاني اكبر محافظات العراق بيد شراذم داعش ..

 ولغة الاسباب في هذه الهزيمة !! تستدعي  هنا دولة الرئيس معالجة الجوانب المظلمة والاسباب التي ادت   الى انهيار مؤسسة عريقة مثل الجيش العراقي وبينها  انهيار اربع فرق منها مجهزة باحدث الاسلحة والمهمات !!  . معالجات طالت لاول مرة منذ ثماني سنوات جوهر المشكلة والمتسببين فيها.. وذلك  الارث البغيض من القرارات  الاعتباطية  وغير المهنية السابقة التي مالئت فصيلا ضد آخر وجعلت من الجيش مؤسسة ابعد ما تكون عن توصيفات اي جيش نظامي  يمتلك عقيدة قتالية..؟

هولاء. وغيرهم ممن يتوارون عن الانظار ويقفون من خلف الاستار والخنادق الطائفية هم اكبر اسباب البلاء .. فلا تتوانى معهم لحظة واحدة  ، هولاء ممن كان بعـضهم على راس فرق عسكرية  وهم ليسوا ُاهلا لقيادتها ..؟ ليسوا وحدهم  المتسببين بالكارثة ،فورائهم من يقف  ورائهم في وحل  الهزيمة والمسؤولية الجنائية عما حدث ، والتي  مازالت اسرارها طي الكتمان ….؟

سيادة القائد العام ..هم  اليوم قاطبة .. ! لايريدون وزيرا مهنيا ومحترفا يُستُوزر للدفاع وآخر للداخلية كي تستمر المعاناة  وتستمر جروحنا  الغائرة تنزف دما ونسغا عراقيا قانيا يطرز بقاع الوطن .. كي يستمر  تسلل ميليشيات لها  اجندتها وخنادقها الطائفية وبما يخل بالتوازن  الوطني داخل الجيش بشكل خاص ومؤسسات الدولة بشكل عام ، ولان هذا الحدث يجب الا يمر دون التحقيق فيه  للتداعيات الكبيرة التي تسبب بها وللاحلام المريضة التي رافقت هولاء المنتدبين من القائد العام السابق لكي يكسر بهم شوكة اهل الموصل والانبار والمحافظات المنتفظة ، متوهما انهم  سياتوه ويسترحموه ان يخلصهم من  برابرة داعش من الذين  تم تهريب بعضهم من سجون الدولة وغُض النظر عن دخولهم مدخل ربيعة للعراق ليلة 9\10 حزيران ..؟؟ ، فماذا تنتظر عقلية  مريضة ومصابة  بالوهم  والرهاب الطائفي  ، غير ان ينتشر بها  السرطان  الداعشي،  ليصيب كل اطراف الجسد العراقي.. !! ..هذا ليس اهمال فقط  وانما تواطئ..

دولة الرئيس..ولأن اردت الاصلاح  الحقيقي ومواجهة الخطر..وبناء جيش وطني…؟ فان  الواجب واللحظة التاريخية تحتم عليك  ان تطهر  مقرات قيادتك  من المفسدين والفاسدين ..؟ فقرارات الاقالة والعزل هذه لا تكفي ..؟  لان مافيا وزارة الدفاع موجودة بالقرب منك في مكتب القائد العام  حيث الفريق الركن فاروق الاعرجي..؟  والاخير بلا منازع احد اكبر عرابي نكسة  العاشر من حزيران ..

  السيد القائد العام …، وبما انك  اكتشفت خيوط شبكة العنكبوت القريبة  وبدات تسقط شباكها الواحدة تلو الاخر،  فان الواجب    الاخلاقي والوطني يحتم عليك الا تترك  غيرها من العناكب دون ان تساله عما فعله ودوره بالنكسة وتصفية خيرة ضباط وطياري الجيش العراقي حينما اقترح  الفريق الاعرجي على المالكي احالتهم الى التقاعد ملقيا عليهم اسباب النكسة  لكي لايكشف هولاء، الذين احيلوا بجرة قلم..!!!! ،  تواطئه في  قرارات اتخذت ادت الى الهزيمة ؟  وتسببت بكل الكوارث التي لحقت بالعراق وسمعته  في مواجهة الارهاب… لكي لاتكتشف اسباب النكسة ومن اوقع اربع فرق  عسكرية في متاهة، لغاية الان لايصدقها العقل كيف انها انهزمت امام الفين من داعش ..هزيمة صدمت العالم وصدمت الوجدان العراقي..

وهذا يستدعي اعادة وزارة الدفاع الى مبناها التاريخي القديم بين الشعب في الباب المعظم كرمز تاريخي لوحدة العراقيين  وان يكون الجيش فوق الميول والاتجاهات  وتنصيب وزيرا لها من العسكريين المحترفين  وتسليح الجيش بسلاح حديث وفي المقدمة منه سلاح الجو العراقي  والمدفعية والدروع ..ما  سيعطي روحا معنوية هائلة  للجيش شرط ان يرافقها  اعادة النظر في واجبات ومهام  مكتب القائد العام وتشكيلاته، وإعادة الضباط الكفوئين من قيادات الصنوف للخدمة العسكرية  من المحالين بامر المالكي على التقاعد ،  واصدار قانون خدمة العلم وضباط الاحتياط..

  لو وصلت بنا الى هذه الحدود  المثلى ، فانه  يقينا لايقبل شكا انك  ستضع المؤسسة العسكرية مرة ثانية في المواجهة  التي تتطلبها المعركة ضد الارهاب  دون ان تستعين بالاجنبي هذا الدور الذي رفضته بكل إباء…..بهذه القرارات وحدها لن نحتاج الى اي جندي اجنبي حتى ولو كان من الخبراء .. فلدينا ما يفيض وما يغيض ، لكنهم على مسافة السكة منك كما يقول الرئيس السيسي .!!! . ولا يتطلب الا اتصال خلوي ، كي نعيد  معا بناء الوطن ونطوي صفحات سود علقت في تاريخنا  ..الى جانب اخرى..ماثلة..

{ كاتب مستقل من العراق

[email protected]

مشاركة