الغيرة والشهامة

الغيرة والشهامة

 من الصفات الجميلة التي يتصف بها المرء هي الغيرة والشهامة وهي مظهر من مظاهر الرجولة ودليل على قوة ايمان الشخص الذي يتصف بها وتمسكه بمبادئه ودفاعه عن ارضه وعرضه وماله وهي صفات عربية اصيلة تفتقر اليها المجتمعات الغربية لذا نجد هذه المجتمعات يكثر فيها الفسق والفجور والفساد بكل انواعه.

ان هذه الصفات الاخلاقية التي يتصف بها العرب عموما والعراقيين بصورة خاصة لم تكن وليدة الصدفة ولا هي مبادرات شخصية وانما هي نتيجة تراكم حضاري عريق يمتد لآلآف السنين تجسدت في شخصية الانسان عبر وسائل التربية والتنشئة الاجتماعية التي تمارسها العائلة في تربية ابنائها.

يقول احد الأصدقاء في احدى السنوات سافرت الى احدى الدول العربية  للتنزه مع مجموعة من الاصدقاء وعند وصولنا الى العاصمة ركبنا احد الباصات فكان غاصا بالركاب حتى الباب فتوقف في احدى المحطات وصعدت بعض النسوة وكان بينهن امرأتان كبيرتان في السن لا تستطيعان الوقوف فكانتا تتمايلان مع حركة الباص يمينا وشمالا  وكان بعض الشباب المصري ينظرون اليهن ويضحكون فقمت انا وصديقي من مقاعدنا وطلبت من السيدتين الجلوس في مقاعدنا فاشارت الي احدى السيدتين بيديها  وطلبت مني التقرب اليها فاقتربت منها همست في اذني  وقالت (انت عراقي قلت نعم وكيف عرفت قالت لأن هذه الغيرة لاتوجد الاعند العراقيين).

غير ان الخوف الذي ينتابنا هو ان نفقد مثل هذه الصفات والسلوكيات الايجابية نتيجة لتأثرنا بالسلوكيات الخارجية الغريبة على مجتمعنا والتي تصل الينا عبر وسائل الاعلام المتعددة التي اخذت تؤثر في سلوك الشباب عبر اسلوب (بارغماتي)الذي يفضل المصلحة الفردية على مصلحة الاخرين  وهذا ماتتصف به المجتمعات الاوربية والامريكية ،ان مثل هذه الصفات تقل متى مايرى المرء الخطأ ويسكت عليه أي عندما يرى ارضه تسلب وعرضه يهتك ووطنه يباع ولا يحرك ساكنا ولهذا نؤكد من خلال مقالنا هذا على عدم مفارقة صفاتنا العربية التي تؤكد على التضحية والايثار في سبيل الاخرين والمجتمع وهذه احدى الفوارق الاساسية مابين مجتمعنا  والمجتمعات الغربية فالتضحية والايثار اكد عليها المجتمع العربي بطبعه واكدها الدين الاسلامي بتعاليمه  والشيء الذي نؤسف عليه ان  بعض الاسر ابتدأت تتاثر بما تبثه بعض  الاجهزه الاعلامية والانترنت من خلال المسلسلات والافلام ومواضيع اخرى لاتتفق مع البنية الحضارية والثقافية في مجتمعنا وهذا ما اخذ يؤثر على طباع الشباب والنشئ الجديد باتباع السلوكيات التي يتقمصونها من هذه المواد الاعلامية على انها ثقافة غير انها بعيدة كل البعد عن النسق الثقافي في مجتمعنا ونحن اليوم بامس الحاجة للتاكيد على هذه الصفات عسى ان يشعر بها اصحاب النفوس المريضة وتصحو ضمائرهم الذين باعوا الارض والعرض والاهل للأغراب بأبخس الاثمان.

نهاية فاضل حسن

مشاركة