حقوق مواطن
الغضب والتراضي
يصرخ ينتفض يتظاهر كان صوته عاليا صوت غضب يهز ارجاء المكان صوت الحقيقية وانا انظر اليه وتمنيت لوكنت مثله في التظاهر اقتربت اليه لاعرف منه ماذا يريد حاولت ان اقف الى جانبه تركني ورحل اصوات كثيرة ومشاكل لاتنتهي ماذا ساكتب واي موضوع اختار منها وانا افكر في اعداد تقرير عن صورة للمتظاهرين والحدث الخطير وتصاريحات مسؤولة وغير مسؤولة من عامة الشعب الذي انتفض اخيرا والذي سيغير وجه التاريخ وسنتخلص من الفاسدين والمارقين والاوهام والوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ماذا صرت اتحدث وكانني اثق في نفسي لااريد هذه الخطابات سئمت منها ومن متحديثها سمعنا عنها الكثير ولم نجد في انفسنا اي تغيير مثاليات اجدها ميتة لاتنبض بالحياة غير واقعية لاتنطبق على مجتمعنا الذي لم يتبن في نفسه اي تغيير متراكم تاريخيا واقليما لايوجد فيه اي هوية حقيقية متلون بمختلف الاشياء الكل يرغب فيه وفي نفس الوقت لايرغب فيه متناقض في كل شيء ابحث عن موضوع في هذا الكم الهائل من المتظاهرين وقفت بجانب امرأة كانت تحمل بيدها علم العراق حاولت ان افهم منها ماذا تريد وجدتها تحمل قصة حزينة ام لشهداء ضحت من اجل الوطن تبحث عن مصدر لمعيشتها لم ينصفها الوطن بكيت لشدة حزنها وهي تحمي العراق بنفسها رافعة علم العراق جلست تحت منصة الحرية أصرخ في داخل نفسي أنا متظاهر مع عامة الشعب من هذه الجموع الغفيرة التي خرجت تنادي بحقوقها وبين صراخها وجدت أبا يبكي لفقد ابنه الوحيد في مجزرة راح فيها ضحية شباب الوطن من أجل إعلاء اسم وكأنهم يحبون العراق وأحزاب ليس لديها سوى الدعاية الانتخابية لحزبهم لايهمهم حقوق المواطن احاديث مختلفة وحكايات حزينة تبحث عن فسحة أمل في الخلاص من أحلام السياسين الذين لايبحثون عن التغيير وجوه مللنا منها ومن احاديثهم الطائفية التي أغرقت البلد في متاهات لا تنتهي وأحلام زائفة يرسمون فيها بقاءهم ونحن في داخلنا نحمل اسم العراق فقط نبحث عن الأمان ولا نجد في أنفسنا اي تغيير سوى فوضى التظاهر لا تعني التغيير بالنسبة لنا اي شيء بدأت كامرتي تصور الاحداث بدء الصراخ يعلو وبدء تفريق المتظاهرين من خلال القنابل الصوتية والدخانية وسقط الكثير من التزاحم من خلال الابتعاد عن منطقة الخطر وقد سقطت الضحايا تحت نصب الحرية المزيف الذي طالما حلمنا فيه بالتغيير والتحدي الذي أراه في عيون الشباب ورغبتهم في الخوض في معركة مع من يمثلون اسم الوطن في صراخ مستمر فرغت ساحة التحرير من المتظاهرين بعدما سحبوا شهداءهم وبقيت الساحة فارغة وبقيت أنا وحدي غارقا بدموعي من قنابلهم الدخانية وانا أصور خلو المكان من المتظاهرين والمارة والشارع واحمل بقايا الإعلام المتساقطة في قارعة الطريق ابحث عن حقوق المواطن المسلوبة والتي ستبقى مثل هذا الشارع المتسخ ببقايا أقدام المطالبين بحقوقهم وكان الرد واضحا من الوطن لابنائه عن أي شيء نصرخ وننتفض ونحن لانمثل شيئا بالنسبة لحكومة العراق وحقوقنا ضائعة مسلوبة بيد الصوص الذين لايغادرون البلد مهما تظاهرنا ضدهم او قمنا باي شيء فالتغيير لاياتي بهذه الطريقة والغضب سرعان ماينتهي بالتراضي مع أعداء العراق
أحمد جاسم محمد – بغداد