العلم يبني .. والجهل يهدم – سامي ال كاصد

العلم يبني .. والجهل يهدم – سامي ال كاصد

أن للعلم مهابة كبيرة كونه الأساس في عمليات البناء والتنمية في كافة المجتمعات لأنه يعتبر المحرك الرئيس في دفع حركة التنمية للأمام ويساهم في خلق بيئة اقتصادية ناضجه وجذابة ، وفي الوقت نفسه يجعل الأنسان حرا ويعطيه قدر كافي من الحرية في التفكير كما يكسبه القدرة على التميز بين الحقيقة والزيف ويمنحه المعرفة والقيم التي تحفزه للعطاء في كافة مجالات الحياة وحسب الاختصاص .

وعلى عكس ذلك نرى الجهل أخطر الامراض في المجتمع ، فهو يفقد الانسان كل مقومات الحياة ويصعب عليه  أتخاذ أي قرار صائب ويحرمه التصرف بحرية ، فنراه دائما يشعر بالاحباط  ومعظم قراراته سلبية متسرعة وغير مدروسة، تنعكس على تنظيم حياته بالشكل المثالي ، وفي الوقت نفسه للجهل دور كبير في اذلال المجتمعات واستقرارها   كونه  يعرقل مسيرة البناء والتنمية والنهوض بالمجتمع ، فهو يخلق بيئة ملوثة ومشوشة ومتطرفة تقوم على ركائز عدة ، منها العنف والأضطهاد والتعصب في المجتمع .

والجهل كما نعرف جميعا ، ناتج عن فقدان فرصة التعلم ويعد هذا النوع هو أكثر الأنواع انتشارا وله تأثير مباشر بالمجتمع ، وأسبابه عديدة منها ظروف الحياة الصعبة وعدم القدرة للذهاب الى المدارس ، ومنها فقدان الرغبة لدى البعض في التعلم وانعدام المعرفة ، وهناك انواعا أخرى تضاف لما ذكرنا ومنها السير وراء افكار متطرفه وعقول مغلقة ويعتبر هذا النوع من أخطر أنواع الجهل كونه يسوق الأفكارالارهابية المتطرفة التي تهدم المجتمعات واستقراراها وتزلزل الارض تحت أقدامها .

 وهناك نوعا من الجهل ناتج عن مخالفة القيم والمعارف والمبادئ المتعارف عليها ، وهي الاعتداء على حقوق المواطنيين والمرافق العامة والبيئة ، من خلال خرق كل الانظمة والقوانيين التي تؤكد على حرمة المال العام ومرافق الدولة .

والادهى من ذلك وصول الجهل الى بيوتنا ، فكل منا يريد أن يعيش حياة مثالية ورد ية دون ان يضحي ويعطي شئ من جهده وعمله ، فنرى في أحيان كثيرة لايوجد أي تعاون ملحوظ من البعض داخل الأسرة ، والكل يريد العيش  كالسلاطين والملوك ويترك الحبل على الغارب ، ولا يقدر حجم المسؤولية المناطة به ، وانعكس هذا الأمر على محيطانا  في الشارع والمدرسة والمستشفى والمحله ، فالكل يعاني الأهمال والسبب هو عدم شعورنا بالمواطنه وحب الوطن والسبب يعود الى الجهل ، فمعظمنا يرى الخطأ ويتجاوزه وكأن الأمر لايعنيه ومع الأسف الشديد أصبحنا مستأجرين ولسنا أصحاب الدار.

 وقد تناول أمير الشعراء أحمد شوقي العلم والجهل بأحد قصائده قائلا :

العلم يبني بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيت العز و الكرم.

وهناك مقولة للأمام الشافعي رضوان الله عليه ( كلما ازددت علما ازددت علما بجهلي ).

 الديوانية

مشاركة