العلاقات بين الهند والبلدان الأخرى – نجاة خيرالله كاظم

العلاقات بين الهند والبلدان الأخرى – نجاة خيرالله كاظم

نتيجة لحاجة الدول بعضها لبعض سواء القريبة ام البعيدة دعت تلك الحاجة الى اقامة علاقات تجارية وثقافية، من اجل تبادل السلع التجارية، والتفاعلات الثقافية، والهند هي احدى الدول التي تقع عبر البحار حافظت على العلاقات التجارية والثقافية مع دول العالم من وقت مبكر وحتى القرن الثاني عشر واسبابها الاساسية هي غياب الوحدة السياسية وتدهور المجتمع الهندي وان القول بان الهند لا تحتفظ بعلاقاتها مع مجموعة من الدول الخارجية هو امر خاطئ تماما بل ان الهند كانت لها علاقات تجارية مع العالم الغربي منذ بدايات حضارة وادي السند وذلك من خلال العثور على الكثير من الاختام  في بلاد الرافدين وهذا دليل على وجود علاقات مباشرة معها وفي القرن السادس عشر قبل الميلاد امتدت الامبراطورية الفارسية حتى الحدود الشمالية الغربية للهند فازدادت علاقات الهند بالعالم الغربي والتي تعززت اكثر بعد غزو الاسكندر وتأسيس امارات يونانية في بعض الاجزاء من شمال غرب الهند وخلال فترة حكم (موريس)التي امتدت إمبراطورتيه الى حدود اسيا الوسطى وافغانستان ،احتفظت الهند بعلاقات مع الدول الغربية مثل سوريا, مصر، وبلاد فارس وحتى جنوب شرق اوربا وكذلك شجعت الامبراطورية الرومانية التجارة البحرية المباشرة مع الهند خلال القرن الاول من الحقبة المسيحية وكان للهند تجارة مع اوربا عبر الطرق البحرية من الساحل الشرقي الغربي والجنوب الغربي ،وعند وصول العرب الى السلطة في القرن السابع اخذوا التجارة بأيديهم وعملوا حلقة وصل مع الهند والعالم الغربي وهكذا استمرت علاقات الهند مع بلدان الغرب حتى بعد ذلك من خلال التجار العرب.

وحافظت الهند على العلاقات مع سريلانكا والتبت والصين ، في سيلان (سريلانكا)تم نشر البوذية من قبل الهنود بعد هذا وخلال عهد الامبراطور أسوكا بعد ذلك حافظت العديد من السلالات الحاكمة في جنوب الهند على العلاقات سياسية مع (سريلانكا)وتم نشر البوذية في التبت في القرن السابع الميلادي واصبحت العلاقات مع التبت اكثر ودية خلال حكم اسرة بالا في البنغال في ذلك الوقت ذهب الكثير من البوذيين الى التبت, ونشروا البوذية هناك وترجموا العديد من النصوص الدينية في اللغة التيبتية كل هذه الجهود رسخت جذور الثقافة الهندية في التبت ومع الصين كانت للهند علاقات تجارية وثقافية، تطورت هذه العلاقات مع الصين منذ القرن الثاني بعد الميلاد سواء عن طريق البحر والحفاظ عليها طوال الفترة الهندوسية وخاصة من  قبل مماليك جنوب الهند وطورت الهند اتصالاتها الثقافية مع الصين من خلال نشر البوذية هناك في القرن الاول قبل الميلاد من قبل الرهبان البوذيين (ولم يتأكد متى تمت الثقافة الهندية في بورما وجنوب شرق اسيا ولكن على الارجح بدأت العملية في وقت مبكر لأسباب كثيرة ،منها  التجارة ،كل هذه الدول لديها ارض خصبة وتنتج التوابل على نطاق واسع وكذلك وفرة المعادن المختلفة والهنود في المقام الاول ،وللهند العديد من الموانئ الكبيرة على الساحل الشرقي للهند ويمارسون التجارة السريعة مع هذه البلدان وكذلك استقرار العديد من الهنود في هذه البلدان المختلفة وكان العديد منهم تجار ذهب قسم منهم للحصول على السلطة والشهرة وقسم منهم ذهب من اجل فرص افضل للحياة كل هؤلاء الناس كانوا مسؤولين عن نشر الثقافة الهندية في هذه البلدان ،والى جانب ذلك كان العديد من الرهبان  البوذيين والقديسين الهندوس الذين ذهبوا الى هناك كمبشرين ومؤيدين.

مشاركة